أحرف حرة
إبتسام الشيخ
عادت درة كردفان
وزغاريد البشرى قادمة من قلب الفاشر
عادت بارا كما عادت الخرطوم ومدني من قبل ، بل كامل الجزيرة ،
سُررنا وتنفسنا الصعداء رُغم إشفاقنا على أهلنا بدارفور مهوى الأفئدة ومحط الأنظار ، والحلقة الأكثر أهمية في معركتنا مع المليشيا وأعوانها ووكلائها وأربابها ،
سيطرت قواتُنا المقاتلة على مدينة بارا إحدى أقدم وأعرق مدن شمال كردفان ،
فعادت الخضرة الزاهية والمياه الوافرة ، عادت الجنائن (البتسر العين ) ،
عادت قصص وحكايات بارا التي عرفناها وسمعنا بها من الحكاوي وأغنيات عاشقها عبد الرحمن عبدالله ،
وبسيطرة قواتنا على بارا ، فقدت المليشيا عدتها وعتادها ، فقدت كآفة إمكاناتها العسكرية من مركبات وأسلحة وذخائر ، بل فقدت قوتها الصُلبة ،
فقدت الطريق الإستراتيجي الذي كان مفتوحا لها من دارفور مباشرة ،
بعد تحرير بارا ، لا عاصم للمليشيا بشمال كردفان ، ولا موقع لحمايتها ،
وقد فُك حصار الابيض من شمالها ، هرب من تبقى من المجموعة (٤٤٩) مليشيا إلى الأمام ، تلاحقهم قوة إرادة مقاتلينا قبل اسلحتهم ،
وحتما هم هالكون ،
تحرير بارا كان رسالة قوية لنا من قواتنا المسلحة بألا تحزنوا ولا تقنطوا ،
ومهما ضاقت الحلقات فهي إلى إنفراج ، إذ يُصيبنا الاحباط أحيانا وتُصبح الكلمات عصية ، ونحن نتابع أخبار المعارك ، وإفتراء المليشيا حين يمارس منسوبوها هوايتهم السيئة في إذلال البشر والتنكيل بهم ، لا فرق عندهم ولا تمييز بين رجال ونساء ، وأنى لهم ذلك وقد عمى الله قلوبهم عن كل فضيلة ،
رغم القلق والتوجس الذي يسيطر علينا بسبب سوء أوضاع الاهل بدارفور عامة والفاشر خاصة ، وهم تحت حصار المليشيا المطبق ، والتي ثبت فعلا أن لا عزيز لديها ، ولا قريب ولا حبيب ، يسعدنا
أن نرى صفوفها تًشق و تتباعد يوما بعد يوم ،
يسرنا أن نرى حلفاء الأمس أعداء اليوم ،
يسرنا أن يأتلف أهلنا السلامات والبني هلبة ، ويضعوا خلافاتهم جانبا وينصرفوا عن معاركهم التي هي في غير معترك ،
ويعوا من هو عدوهم الحقيقي ، لا يمثل التوقيت فارقا متى ما تفتحت البصيرة ،
إن أكبر مايواجه مليشيا الدعم السريع الآن أنها بالفعل فقدت قيادتها المركزية ، واختفت قيادات
الصف الأول منذ زمن بعيد ، المليشيا الآن في أضعف حالاتها وحلقاتها ،
قائدُها غائب وإن نُصبوه رئيسا في تلك المسرحية الهزيلة ، سيئة الإخراج ،
فضلا عن اختفاء دقلو الثاني وترجيح إصابته ، وإن كانت المحاولات لإظهار وجوده وقوته جارية على قدم وساق ،
وليس أكثر دلالة على إنهيارها وسوء حالها
مانشاهده من صور وفيديوهات تنقل إلينا معاناة مصابيها من غير المكون الأصل وسخطهم ،
وهناك في كردفان حيث ارتجف حلفاؤها منسوبو الحركة الشعبية ، وطفقوا يروجون الشائعات عندما حط الجنرال كباشي رحله بشمال كردفان ،
إن ما أنبأنا به تحرير بارا هو أن قواتنا المقاتلة في أفضل حالاتها ، وقد عقدت العزم أن ستتواصل مسيرة الإنتصارات ، وستبلغ دارفور قريبا ، وكأني بزغاريد ميارم الفاشر يتردد صداها وقد ملأت الآفاق بشرى.
والله متم نصره بحوله وقوته و بعزيمة وبسالة جيشنا المعلم ومسانيده من قواتنا النظامية كآفة .
حفظ الله البلاد والعباد



