حين تحقق وعد العميد نبيل : القوات المسلحة تضحك أخيرًا بعد 19 شهر
خبر وتحليل : عمار العركي
حين تحقق وعد العميد نبيل: القوات المسلحة تضحك أخيرًا بعد 19 شهر
المشهد الأول: في اوخر ابريل2023م
والحرب في بدايتها ، في أحد أيام آواخر ابريل البداية ، حين كانت قوات الدعم السريع في أوج قوتها، وسيطرت على أجزاء واسعة من العاصمة .والمنصات الإعلامية ، وعلى رأسها قناة الجزيرة، التي خاضت في احاديث عن انتصار محسوم لصالح الدعم السريع. في تلك اللحظات التي بدا فيها الموقف العسكري للقوات المسلحة السودانية حرجًا للغاية حتي ظن الجميع بأن الموقف محسوم ، و الجيش مهزوم ، إلا العميد نبيل و القوات المسلحة الناطق عنه ، حيث نطق العميد نبيل عبد الله باسمها على شاشة قناة الجزيرة، حين جلس المذيع المتأبط شراً أحمد طه بثقة زائدة وغرور معهود ، مستندًا على أقاويل وإملاءات ، وسأل سؤال المستخفف بالمسؤل : “لماذا لا زال حتي اللحظة لم تستطيعوا حتى الآن من رصد قيادات الدعم السريع؟
المشهد الثاني: الرد الحاسم
رد العميد نبيل بهدوء الواثق من نفسه ومن جنوده: “طبعا يا أخي الكريم، كل هذه الأسئلة متماشية مع سيادتكم لم تستطيعوا ؟لم تستطيعوا ؟ لم تستطيعوا ؟ انا أحب أن أؤكد لك الأتي : نحن قوات ، عمرها يقترب من المائة عام ، ليس الحرب جديدة عليها ،نعلم تماما أن الحرب والمعارك مراحل ، هذه المراحل لها تخطيط محدد ، وأي خطة لديها متطلبات ولديها أهداف
نحن ننفذ ما خططنا له بدقة شديدة جداً، وتدريجيا ، ولن تستفزنا ، كلماتك لم تستطيعوا …… احمد طه مقاطعا : لا ..لا.عفوا …سيادة العميد ، عفواً هذه ليست كلمات ،،، ،، انا انقل لك ما يقال .. سيادة العميد نبيل …انا لست طرفا ، انا انقل لك ما يقال ، ليس اكثر من ذلك
العميد نبيل : لا تقاطعني ، لا تقاطعني -.وواصل حديث الواثق ” فالحرب مراحل ،ونحن نعرف كيف نديرها ، ونحن نعرف جيدا كيف نتعامل ، لا تجرني ، أنا رجل محترف ، لا تجرني في الحديث الي اشياء نحن لا نفد ولا نتحدث عنها ، فالعبرة بالنتائج ، والعبرة بالخواتيم ، وستري إن شاء الله في نهاية العملية كيف تعاملت القوات المسلخة ، وكيف استطاعت – وضع خطين تحت إستطاعت هذه – كيف إستطاعت أن تخمد هذا التمرد تماما وتقضي عليه ..إنتظر … ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا
المذيع احمد طه لم يجد ما يقول سوى : شكرا جزيل السيد العميد نبيل عبدالله الناطق الرسني باسم قوات الشعب المسلحة السودانية ، كنت معي من الخرطوم .
المشهد الثالث: النصر المنتظر
مرّ الزمن ، وكانت كلمات العميد نبيل تتردد في أذهان الكثيرين ممن استمعوا إليه يومها. يومًا بعد يوم، بدأت المعادلة تنقلب، القوات المسلحة، رغم كل التحديات اللوجستية والعسكرية، استعادت قوتها وسيطرتها تدريجيًا. واليوم الجمعة 24 يناير 2925م، وبعد 19 شهرًا من الحوار الذي بدا للكثيرين وعدًا مستحيل التحقيق، كانت العاصمة الخرطوم تهتز تحت أقدام جنود القوات المسلحة ملتحمين ،وهم يفكون الحصار ، ويُٰحرروا مقر سلاح الإشارة في مدينة بحري ، ومقر القيادة العامة للقوات الشعب المسلحة في الخرطوم.
كان لحظة فارقة في صفحات التاريخ ، اعادت كتابته قبل يومين من ذكري تحرير الخرطوم . اللحظة التي انتظرها العميد نبيل، والتي وعد بها وقال عنها بثقة : العبرة بالخواتيم و ” من يضحك أخيرًا، يضحك كثيرًا.”
في الخواتيم_ :
تلك الكلمات التي قالها العميد نبيل عبد الله لم تكن مجرد وعود جوفاء على شاشة التلفاز، بل كانت إعلانًا عن رؤية واستراتيجية عسكرية واضحة. اليوم، انتصارات القوات المسلحة تؤكد أن السودان، برجاله ونسائه، قادر على تجاوز كل المحن، وأن الحق لا يضيع ما دام خلفه رجال يضحكون كثيرًا في النهاية.