متابعات – نبض السودان
في خطوة أمنية مهمة، أعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية، اليوم الثلاثاء، عن إحباط سلسلة من المخططات التي وُصفت بأنها تهدف إلى “المساس بالأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل المملكة”، وذلك في إطار متابعة استخبارية دقيقة استمرت منذ عام 2021.
اعتقالات واسعة في صفوف المتورطين
كشفت دائرة المخابرات العامة أنها ألقت القبض على 16 شخصًا متورطًا في تلك المخططات التخريبية، وذلك بعد مراقبة حثيثة استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا).
تصنيع محلي للصواريخ والطائرات المسيّرة
تفاصيل المخططات كانت صادمة، إذ تضمنت محاولات تصنيع صواريخ باستخدام أدوات محلية، إلى جانب استيراد معدات من الخارج لاستخدامها في مشاريع تسليحية غير مشروعة.
كما رصدت المخابرات مشروعًا آخر لتصنيع طائرات مسيّرة داخل الأراضي الأردنية، في مؤشر على محاولات تطوير أدوات هجومية متقدمة على أرض المملكة.
تخزين متفجرات وإخفاء صاروخ جاهز للاستخدام
البيان الصادر عن دائرة المخابرات أشار إلى أن بعض أفراد المجموعة كانت بحوزتهم مواد متفجرة وأسلحة نارية، إضافة إلى إخفاء صاروخ مجهّز للاستخدام، ما يؤكد خطورة التحركات التي تم إفشالها.
تدريب وتجنيد داخلي وخارجي
وأوضحت المعلومات أن المتورطين سعوا إلى تجنيد عناصر جديدة داخل الأردن، إلى جانب إرسال أفراد إلى الخارج لـتلقي تدريبات عسكرية متقدمة، وهو ما يعكس وجود بنية تنظيمية منظمة ومحاولات لإعداد كوادر تنفيذية على درجة عالية من التأهيل.
إحالة القضايا إلى محكمة أمن الدولة
أكدت المخابرات الأردنية أنه تم إحالة جميع القضايا إلى محكمة أمن الدولة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المتورطين، وفقًا لمجريات القانون الأردني المتعلق بالأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب.
مؤامرات خارجية.. إشارة إلى خطر متجدد
يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها الأردن عن مثل هذه التهديدات، إذ سبق أن أعلنت السلطات في مايو 2024 عن إحباط مؤامرة إيرانية لتهريب أسلحة إلى الداخل الأردني بهدف تنفيذ عمليات تخريبية.
وذكرت مصادر حينها أن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لـ”جماعة الإخوان المسلمين” داخل الأردن، على صلة بالجناح العسكري لحركة “حماس” الفلسطينية.
الملك عبدالله: “مش عيب عليهم؟”
وكان الملك عبدالله الثاني قد أطلق تصريحات لافتة في فبراير الماضي خلال لقائه بمجموعة من المتقاعدين العسكريين في الديوان الملكي، مشيرًا إلى وجود أفراد داخل الأردن يأخذون أوامرهم من الخارج، متسائلًا باستنكار: “مش عيب عليهم؟“.
محاولات متكررة لتهريب السلاح والمخدرات
وقد أعلن الأردن مرارًا عن إحباط العديد من محاولات تهريب الأسلحة والمخدرات التي نفذها متسللون مرتبطون بميليشيات مدعومة من إيران في سوريا. ومع ذلك، أكدت السلطات أن بعض الشحنات نجحت في التسلل ودخول البلاد دون اكتشافها في حينه.
توتر أردني إيراني مستمر
شهد العام الماضي تصاعدًا في التوتر بين عمّان وطهران، خاصة بعد الهجمات الصاروخية والمسيرة التي أطلقتها إيران تجاه إسرائيل، والرد الإسرائيلي عليها، في ظل مخاوف أردنية من تحوّل المملكة إلى ساحة أو ممرّ للصراع الإقليمي.
