
متابعات – نبض السودان
في حادث مأساوي هز الوسط الإعلامي والثقافي في السودان، أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين اليوم الإثنين، عن مقتل مدير قطاع الإذاعة بالهيئة الولائية في شمال دارفور، أحمد محمد صالح سيدنا، وذلك إثر سقوط قذيفة على منزله بمدينة الفاشر، وسط تصاعد وتيرة العنف في الإقليم المضطرب.
إعلامي من طراز خاص.. ورحلة طويلة في دروب الإذاعة
وفي بيان نعي مؤثر، استعرضت النقابة المسيرة المهنية الحافلة للفقيد، مشيرة إلى أن الراحل أحمد محمد صالح سيدنا تنقل خلال سنوات عمله في محطات مهنية متنوعة، بدءًا من الإخراج الإذاعي إلى الإدارة، مرورًا بالإنتاج الدرامي، ما جعله أحد أبرز الأصوات الإعلامية في شمال دارفور.
“راكوبة أبا صالح”.. علامة فارقة في الإذاعة السودانية
وذكّرت النقابة بمساهمة سيدنا اللافتة في الدراما الإذاعية، خاصة من خلال سلسلة “راكوبة أبا صالح” التي كانت تُبث عبر إذاعة بعثة اليوناميد، وقد حظيت بمتابعة واسعة لما تحمله من مضامين اجتماعية وثقافية تُعبّر عن هموم وموروث المجتمع المحلي.
مسيرة ثقافية ومسرحية راسخة منذ التسعينيات
لم يكن أحمد محمد صالح سيدنا مجرد مذيع أو مخرج، بل كان أيضًا فاعلًا ثقافيًا ومسرحيًا بارزًا في مدينة الفاشر، حيث عرفه أبناء المدينة منذ تسعينيات القرن الماضي، كأحد رواد الحركة المسرحية والفكرية، ومساهمًا في تنشيط الحراك الثقافي بإصرار وشغف كبيرين.
نقابة الصحفيين تنعي الفقيد وتواسي عائلته
وقدّمت نقابة الصحفيين السودانيين خالص التعازي إلى أسرته وزملائه وتلاميذه، وكذلك إلى جميع العاملين بـ الهيئة الولائية لإذاعة وتلفزيون شمال دارفور، وعموم الإذاعيين السودانيين، في وفاة من وصفته بأنه “رمز إعلامي وإنساني كبير خسره السودان في واحدة من أصعب فترات تاريخه”.
الوسط الصحفي في حالة حداد
وتعمّ مشاعر الحزن والأسى أوساط الإعلاميين والصحفيين في السودان، في ظل فقدان أحد رموز العمل الإذاعي الجاد والمخلص، وسط واقع أمني متدهور يهدد حياة المدنيين في مناطق النزاع، لا سيما دارفور التي باتت تُعد من أكثر الأقاليم تأثرًا بانعدام الأمن والاستقرار.