
متابعات – نبض السودان
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ أسوأ مراحله منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، نتيجة التوقف الكامل لتدفق المساعدات الإنسانية عبر المعابر منذ أكثر من شهر ونصف.
وقال المكتب في بيان رسمي، إن الإمدادات الإنسانية إلى القطاع لم تدخل منذ 45 يوماً، وهي أطول فترة توقف منذ بدء الحرب، معتبرًا أن هذا الانقطاع يمثل مرحلة غير مسبوقة من الانهيار الإنساني.
أوتشا: غزة تمر بأسوأ ظروفها منذ بداية الحرب
وأكد البيان أن الأوضاع الميدانية تشهد تدهورًا كارثيًا، مع تصاعد المجاعة وانهيار الخدمات الطبية والصحية، في ظل قصف مستمر ونقص شامل في الغذاء والمياه والأدوية والوقود. كما حذّر من أن المدنيين باتوا عالقين في حلقة مفرغة من العنف والعزلة والجوع، ما يعمّق المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
حماس: مستعدون للتحول السياسي مقابل وقف الحرب
في سياق متصل، كشفت مصادر من حركة حماس لقناتي “العربية” و”الحدث”، اليوم الإثنين، أن الحركة أبدت استعدادها للتحول إلى حزب سياسي، كما أعربت عن عدم ممانعتها بمغادرة بعض قادتها قطاع غزة شريطة ضمان عدم ملاحقتهم قانونياً أو أمنياً.
وتابعت المصادر أن تعنّت إسرائيل في وقف الحرب ورفضها الانسحاب من غزة أدى إلى انهيار جولة المفاوضات الأخيرة، رغم جهود الوساطة المصرية والقطرية المستمرة.
عرض للإفراج الكامل عن الأسرى الإسرائيليين
وكان طاهر النونو، المسؤول الإعلامي في حركة حماس، قد صرح في وقت سابق اليوم أن الحركة مستعدة للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مقابل وقف فوري لإطلاق النار وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع، ما يعكس مرونة تفاوضية جديدة في موقف الحركة، لكنها تصطدم برفض إسرائيلي حتى الآن.
مفاوضات القاهرة: تقارب محدود ونتائج معلّقة
وقد أجرى وفد من حماس، برئاسة خليل الحية، سلسلة اجتماعات في القاهرة يوم الأحد، ضمت مسؤولين مصريين وقطريين، ضمن جهود إحياء مفاوضات التهدئة. وأكدت مصادر مطّلعة أن المحادثات تناولت تفاصيل مقترح اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن الفجوة لا تزال قائمة بشأن الشروط الأمنية والسياسية.
جذور الصراع: 1218 قتيلًا و251 أسيرًا
تعود جذور الحرب الحالية إلى الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، والذي أدى إلى مقتل 1218 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، حسب إحصائية لوكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
كما اختطفت حماس خلال الهجوم 251 شخصًا، لا يزال منهم 58 أسيرًا في غزة، من بينهم 34 تقول إسرائيل إنهم قتلوا خلال المواجهات أو في ظروف غامضة.
مأساة غزة تتفاقم.. والمجتمع الدولي صامت
في ظل هذا الانهيار الإنساني وتدهور المفاوضات، يُطرح السؤال مجددًا: إلى متى ستظل غزة محاصرة بالجوع والرصاص؟، وأين يقف المجتمع الدولي من معاناة ملايين المدنيين الذين يواجهون الموت البطيء وسط صمت دولي مخيف؟