مقالات الرأي

أسود جهاز المخابرات.. وقصص كتائب الموت

بينما يمضي الوقت

أسود جهاز المخابرات.. وقصص كتائب الموت

أمل أبوالقاسم

لا ينكر إلا مكابر أو من في عينه رمد الدروس والعبر التي خلدتها معركة الكرامة والرسالة غير المقصودة للعالم أجمع. اي نبت خرج من رحم السودان نمى وترعرع حتى أصبح قوى الشيكيمة يرتاد المنى ولا يهاب الموت? . قوات مسلحة من أبناء السودان أجمع انضوت تحت رأيته تتسابق دون أن ترعوى نحو الموت مخلفة ذكرى عطرة كما عطر دماؤهم التى روت الأرض من طيبها، وحق لمن عاش أن يشمخ كشموخ عزة و توتيل، وأن يفاخر ونحن خلفه بجيش السودان ومن تحت لوائه.

تجلى أبناء السودان الذين اخلصوا الجهاد في معركة الكرامة التي خاضها الجيش مع عدو مشترك فاق الخمسة عشر فصيل ومرتزق عالمي هزمهم جميعا بلا هوادة. وبالمقابل كان للجيش اعوانه لكنهم من رحمه ورحم الوطن أعرض عليهم لاحقا فصيل فصيل ولكن دعوني الآن أن افرد الحديث لجهاز المخابرات الوطني.

ولأنه إبن المنظومة الأمنية ومن نسل القوات المسلحة السودانية فقد كان من قبل الحرب وما زال بعدها يقف كتفا بكتف مع إخوته الذين يقفون على سدة الأمن العسكري الميداني، فضلا عن الحس الأمني الذي يختصون به. خاض أفراد الجهاز بكافة تشكيلاتهم وعناصرهم المعركة المحتدمة لنحو عامين بدء بأم درمان وبسالتهم فيها وليس انتهاء بالجيلي وقري والمصفاة مرورا بالانفتاح الذي حدث في سنار، وسنجة، والدندر، والسوكى. وكذا الحال لقادته والفريق أول “إبراهيم مفضل” حاضرا في تكتيكات القيادة العسكرية ومرافقا في الزيارات الميدانية، ومستقبلا للوفود الداخلية والخارجية ينورهم بمجريات المعركة، والتحديات، والإشراقات، ثم يبشرهم. وذلك كله ليس ببعيد عنه اللواء “اللبيب” الذي تجده حاضرا في كل زيارة ميدانية تارة مع الفريق أول ركن “ياسر العطا” قائد عمليات أم درمان وتارة يقفز هنا وهناك مرافقا لنائب القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن “شمس الدين الكباشي”.

من منا لا يذكر التضحيات العظام التي قدمها أبناء الجهاز وبعضهم كان بمثابة بالونة اختبار وهو يقتحم الصعاب ليفتح نفاجا لرفاقه المقاتلين حتى لو أدى الأمر لاستشهاده. وسيخلد التأريخ ويضمن في وثائقه روايات وقصص كتيبة الموت بموقف شندي، وقصة التسعين رجل الذين استبسلوا قرابة العامين. للحق هو سفر عظيم يجب أن يمنتج لتشهد به الأجيال القادمة، والعالم أجمع.

ولكم شاهدنا المقاتلين إلى جانب الجيش كما شهدنا بالتطمينات التي ظل يبثها أفراد الجهاز في نفوس الأسر عقب كل انفتاح في منطقة ما بأن اطمئنوا نحن (قوات العمل الخاص) ودونكم ذلك الشاب الذي صال وجال في بحري وقد بح صوته فرط السهر والتعب الذي لم يشكو منه أي من المقاتلين بل كأنه محبب إليهم وعلى قلبهم ( زي العسل).. جسارة، تفاني، اخلاص، تجرد .. لله دركم.

إضافة إلى الميدان فأدوار الجهاز محفوظة في عدد من المواقف الرسمية والشعبية وفي الأخيرة شهدنا بالمبادرات الإنسانية التي ما فتئ يقدمها وآخرها الوعد الذي قطعه الفريق مفضل عن تلكم المبادرة العظيمة للمشاركة في إعمار ما دمرته الحرب سيما في الخرطوم. أما على الصعيد الرسمى فقد مثل الجهاز دبلوماسية أمنية وهو يطوف مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي ووزراء الجهاز التنفيذي في الرحلات الخارجية كيفما اتفق.

لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال وقد أوفى القائد العام للجيش كل الذين شاركوا في معركة الكرامة حقهم، وحيا صمود المرابطين بالقيادة العامة، كما حيا الشهداء من الجيش والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين، وذلك عند زيارته للقيادة العامة رفقة عدد من قادة الجيش ورئيس جهاز المخابرات العامة. وهي تحية مستحقة فلهم منا جميعا الشكر والعرفان وكل الكلمات لا توفيهم حقهم وهم يستبسلون من أجل أن نكون.

صحيح أن أفراد وهيئات الجهاز ومنظومته التي فرقت بعضها حكومة “حمدوك” الانتقالية عادت إلى صفوف الجهاز وخاضت معركة الكرامة تلقاء نفسها، وصحيح أن اعيدت هيئة العمليات مجددا، لكن الفترة القادمة تحتاج أن تعاد كل الصلاحيات المسلوبة سيما الأمن الاقتصادي وفترة ما بعد الحرب ليست بأحسن مما قبلها والتحديات جسام، وكلنا ثقة فيهم وفيما سيحدثونه من فرق اسوة بما قدموه خلال فترة الحرب.

والمنظمومة الأمنية جمعاء تحتاج ذات التلاحم والتعاضد الذي لم ولن ينتقص قبل وبعد ، فلكم وجهاز المخابرات التحية والتجلة وقد رسخ الأخير عبارة سارت بها الركبان وستظل .. (أمن يا جن)

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى