
متابعات – نبض السودان
في تطور مؤلم لصناعة الطيران المدني في السودان، كشفت شركة بدر للطيران عن تعرضها لخسائر فادحة نتيجة الحريق الذي اندلع في مطار الخرطوم، والذي أدى إلى احتراق 9 طائرات بالكامل، فيما نجا فقط ثلاث طائرات كانت في رحلات خارجية لحظة اندلاع النيران.
شركة بدر في قمة السوق قبل الكارثة
وكانت بدر للطيران قد حققت نجاحًا غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2022، إذ حصلت على أعلى نسبة من سوق النقل الجوي السوداني، وتمكنت من نقل مليون راكب في تلك الفترة فقط. وعلى ضوء هذا النجاح، وضعت الشركة خطة طموحة لعام 2023 تستهدف فيها توسيع وجهاتها الداخلية والخارجية إلى 25 وجهة، بمعدل تشغيل يومي بلغ نحو 13 رحلة.
صباح 15 أبريل.. بداية المأساة
في صباح يوم 15 أبريل، أقلعت ثلاث طائرات تابعة للشركة إلى وجهات: كانو (نيجيريا)، الدوحة (قطر)، وجوبا (جنوب السودان). وقد كتب لهذه الطائرات النجاة من الحريق الذي اجتاح المطار.
وفي المقابل، كانت هناك ثلاث طائرات أخرى تستعد للإقلاع إلى كل من: نيالا، القاهرة، وبورتسودان-القاهرة، إلا أن الحريق سبقها.
احتراق 9 طائرات وتضرر اثنتين بالرصاص
بحسب البيان الرسمي الصادر عن الشركة، فقد أدى الحريق إلى خسارة تسع طائرات بالكامل، في واحدة من أكبر الكوارث التي واجهت أسطول الشركة الجوي منذ تأسيسها.
كما تعرضت طائرتان إضافيتان لأضرار بالغة نتيجة الرصاص، في ظل الأحداث الأمنية التي يشهدها محيط المطار، الأمر الذي ضاعف من حجم الخسائر المالية والتشغيلية التي لحقت بالشركة.
ضربة قاسية لصناعة الطيران السودانية
تشير تقديرات مراقبين إلى أن خسارة بدر للطيران تسع طائرات دفعة واحدة تمثل ضربة قاسية لقطاع الطيران المدني في السودان، لا سيما وأن الشركة كانت واحدة من أكثر شركات الطيران استقرارًا ونجاحًا في السوق المحلي والإقليمي.
مستقبل الشركة في مهب الريح؟
تطرح هذه الحادثة تساؤلات كبرى حول قدرة الشركة على التعافي، وإمكانية استعادة عملياتها التشغيلية المعتادة، في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية الراهنة التي تشهدها البلاد.
وفي الوقت الذي لم تُعلن فيه الشركة عن خطتها البديلة، إلا أن مراقبين يرون أن النجاة بثلاث طائرات ربما تمثل بارقة أمل لبدر للطيران، لإعادة ترتيب صفوفها واستئناف عملياتها، ولو بشكل جزئي، في وجه هذا التحدي الضخم.