
متابعات – نبض السودان
في ظل سعي الكثيرين للتخلص من الوزن الزائد، يعتقد البعض أن إنقاص الوزن يتطلب اتباع حميات غذائية صارمة أو الانخراط في تمارين رياضية شاقة، لكن المفاجأة أن عادة بسيطة مثل المشي اليومي يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في رحلة التخسيس.
المشي.. وسيلة فعّالة دون معدات أو اشتراك
فبحسب ما نشرته صحيفة Times of India، فإن الأمر لا يحتاج إلى أجهزة أو اشتراكات في الصالات الرياضية، بل يكفي فقط ارتداء حذاء رياضي مريح والتمسك بإرادة قوية، ليبدأ الشخص في تحقيق نتائج واضحة.
السعرات الحرارية هي مفتاح التغيير
المشي يساهم في حرق السعرات الحرارية، وتحقيق إنقاص الوزن يعتمد على مبدأ بسيط: أن تكون السعرات المحروقة أكثر من المستهلكة.
ووفقًا لمنشورات هارفارد الصحية، فإن شخصًا يزن 70 كيلوجرامًا يحرق ما بين 140 إلى 150 سعرة حرارية عند المشي لمسافة 5 كيلومترات بسرعة معتدلة (حوالي 5 كم/ساعة).
المعادلة البسيطة لخسارة الدهون
لفقدان نصف كيلوجرام من الدهون، يجب حرق حوالي 3500 سعرة حرارية. بناءً على ذلك، فإن المشي لمسافة 5 كيلومترات يوميًا، بمعدل 5 أو 6 أيام في الأسبوع، قد يُحدث تغييرًا فعليًا خلال أسابيع قليلة، خصوصًا إذا تزامن مع نظام غذائي متوازن.
بداية مثالية للمبتدئين
لمن لا يمتلكون لياقة بدنية عالية، يُعد المشي لمسافة تتراوح بين 2 إلى 3 كيلومترات يوميًا خيارًا مناسبًا. هذه المسافة ليست مرهقة وتساهم في بناء قدرة التحمل تدريجيًا.
الاستمرارية أهم من بذل مجهود كبير في البداية، والمواظبة على المشي يوميًا تؤدي إلى نتائج أفضل على المدى البعيد.
المشي لمدة 30 دقيقة… مفتاح التحول
ممارسة المشي المنتظم لمدة نصف ساعة يوميًا تعزز من عملية الأيض، وتحد من تراكم الدهون، وتحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وهي عناصر حيوية لتحقيق خسارة مستدامة في الوزن.
المسافة المثالية: من 5 إلى 7 كيلومترات
للراغبين في إنقاص الوزن بوضوح، يُنصح بالمشي لمسافة تتراوح بين 5 و7 كيلومترات يوميًا، أي ما يعادل 7000 إلى 10000 خطوة. هذا الرقم مدعوم بتوصيات من أبرز خبراء اللياقة حول العالم.
هذه المسافة تساهم في رفع معدل نبضات القلب، وتعزز حرق الدهون بكفاءة، وتحافظ على الكتلة العضلية. كما أن الأشخاص الذين يعتمدون على هذه العادة إلى جانب التغذية الصحية غالبًا ما يحققون نتائج طويلة الأمد.
السرعة.. لا تقل أهمية عن المسافة
ليست المسافة وحدها ما يحدد النجاح، فسرعة المشي تُعد عاملًا حاسمًا. فالمشي السريع، الذي يرفع معدل نبض القلب دون التسبب في ضيق التنفس، يحرق سعرات حرارية أكثر من المشي البطيء.
يمكن للمشي بسرعة تتراوح بين 5.5 و6.5 كم/ساعة لمدة 45 دقيقة أن يضاعف معدل حرق الدهون. كما أن المشي المتقطع – التبديل بين السرعة العالية والمنخفضة – يُعزز من عملية حرق السعرات بشكل ملحوظ.
عادات يومية تزيد فعالية المشي
المشي وحده قد لا يكون كافيًا إذا تم تجاهل بعض الجوانب الأخرى من نمط الحياة، ومن أبرز العوامل الداعمة:
- شرب كميات كافية من الماء
تجنب المشروبات المحلاة والأطعمة المصنعة أمر أساسي، فهذه الخيارات تفسد جهود حرق السعرات. الماء هو الخيار الأمثل لدعم النشاط اليومي. - النوم الجيد ليلاً
النوم يؤثر مباشرة على هرمونات الجوع وحرق الدهون. النوم غير الكافي يُبطئ الأيض ويقلل فعالية المشي. - تتبع الخطوات يوميًا
استخدام تطبيقات الهاتف أو أسوار اللياقة لتسجيل عدد الخطوات أو المسافات يساعد على التحفيز والمواظبة اليومية.
فوائد المشي تتجاوز الوزن
يتعدى تأثير المشي اليومي حدود إنقاص الوزن، ليشمل فوائد جسدية ونفسية متعددة. فالمشي يُعزز صحة القلب، ويقلل من فرص الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وهشاشة العظام، ويقوي العظام والعضلات، ويُدعم صحة المفاصل.
أما نفسيًا، فالمشي اليومي يُقلل من مستويات التوتر والقلق، يُحسن المزاج، ويُعزز القدرات الإدراكية عن طريق تحسين تدفق الدم إلى الدماغ.