وطنا الـ بإسمك كتبنا ورطنا.. ودستورى نازل فى الخرطوم 3
أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب
مركز ICPSS
وطنا الـ بإسمك كتبنا ورطنا
ودستورى نازل فى الخرطوم 3
*عشر*
*الدكتور عبدالعزيز عشر مدير المركز العالمى للدراسات السياسية والإستراتيجية ICPSS ، صاحب تجربة يسخر خلاصتها الآن ناضجا لخدمة القضية الكلية السودانية بالحوار العميق ، ولايبدو حفيا بالإستوزار ، ومع الشركاء وذوى المصلحة ، هذا بعد القتال المرير لانتزاع الحقوق وشيوع العدل والمساواة بين الناس ، صحافيا عرفته مقاتلا فى صفوف حركة العدل والمساواة بمينفستو للدفاع والترافع عن قضيته بحيثيات وعرضحال مرفقا بمقترحات للحلول ، هكذا عرفته قبل إرتضاء الحركة المفاوضات و شراكتها فى الحكم الأنتقالى المضطرب بمنطوق إتفاقية جوبا للسلام ، بعد سقوط الإنقاذ بكل مسمياتها ، الحزب الشيوعى يعد هذه الإتفاقية أول خرق للوثيقة الدستورية الإنتقالية القائمة ، والخاضعة اليوم لتعديلات قيد الإجراءات للإجازة عبر إجتماع المجلسين السيادى والوزارى ، آلية إستعاضة عن تأسيس المجلس التشريعى الذى لم تقم حتى الآن قائمته ، الوثيقة تنص على قيام المجلسين بأعباء المجلس التشريعى نصا فضفاضا ، الحزب الشيوعى ينادى وبمنطوق يراه مضمنا بصورة أو أخرى فى الوثيقة ، بتكوين مجلس أعلى للسلام لعقد أى مفاوضات سلام فى فترة الإنتقال ، هذا لسحب البساط من رعايتها فوقيا وربما سلطويا ، انعقاد مفاوضات جوبا أفضت لإتفاقية سلام ، ينهض بعدها كعادة لسان حال ريما السؤال الجدلى غير المنتهى ، ايهما يجب ويعلو على الآخر بندا بندا ، الأتفاق أم الدستور عند تعارض وتقاطع ما بين النصوص ؟ الإتفاق على تشكليل لجنة التمكين بقانون حال تعارض مع نص فى الوثيقة الدستورية يعلو عليها ويعمل به ، هى أسئلة ومظاهر ولئن جافت الدقة للفضفاضية وسوء الفهم ، الإجابة عليها بدقة وضبط للمصطلحات والتعريفات ، توطئة للتصحيح أسفار المقبل إستعدادا لدولة ما بعد أخس حرب وأجبن عرض ، ضد المواطن أس الرمح والجدير بقيام حملة للتوعية مرتبة ومنظمة ليلم بالحقوق والواجبات الدستورية ، وإزالة مظاهر الإضطراب سبب قيام هذه الحرابة*.
*نموذج*
*الدكتور عبدالعزيز عشر ينال درجته العلمية الرفيعة فى فترة عزلته القسرية الطويلة ، مسجونا إبان الإنقاذ إثر فشل هجوم الحركة على أمدرمان ، وكنت شخصيا ضمن دوائر إتهام الأمن السياسي طابورا خامسا ، وتلك قصة اخرى . لم يضع القائد الحركى عشر حقا للمسجون للتعلم والإستزادة حتى نال شهادة الدكتوارة متخصصا فى ما ينفع الناس ، وهو صاحب قضية شأن عام كافح بالسلاح لنصرتها ، و لازال بالجهاد السلمى مجتمعا مع شركاء من شتى الأطياف ، ينافح بالقوة الناعمة ، لغة الحوار واحترام مختلف الآراء ، مركز ICPSS المستقل ، نموذج مطلوب للمراكز الدراسية والبحثية لوضع الحلول والمعالجات بعد طرح القضايا والمعضلات وتقديم روشتات العلاج ، الإفساح للعلماء عبر المراكز اهم الأسلحة لإيجاد المخارج من الأزمات العصيات ، فلنفسح لها فى مجالس الحل والعقد فتسهم فى إيقاف آليات إدارة الصراع وتشكيل آلياء الإنهاء*.
*الإضطراب*
*قضية الدستور أم مشكلاتنا المزمنة ، وفى عدم التوافق عليها من بين صلب وترائب الناس موضوعا لا ممنوحا ، تستمر الملهاة المآساة ، و تكمن الوصفة السحرية لوضع دستور من الناس للناس عبر طرائق مجربة ، مركز ICPSS المستقل نظم جلسة عصف ذهنى دستورى ببورتسودان جمع فيها بين الخبيرين القانونين نبيل أديب ويحى الحسين مع عدد من المختصين والمهتمين ، الإضطراب الدستورى هو عنوان ورقة نبيل اديب ووصفه لعموم الحال من لدن دولة ١٩٥٦م ، سبعة دساتير عايشها السودانيون جيلا إثر جيل ولم تحقق اختراقا فى بنيوية الدولة وعلاقاتها البينية على حد العبارات المدسترة ، والدسترة فى سياق وجداننا العام درجة من الجنون والوله والعشق النبيل ، وأنا دستورى نازل فى الخرطوم 3 وبحرى وأمدرمان تلك ، رحم الله عميد الفن أحمد المصطفى ، الخبير يحى الحسين يعجب للحديث عن سبعة دساتير للدولة السودانية بينما الدستور تشرعه جمعية تأسيسية لكل أمة مرة واحدة لا ثانى لها ، محامى متداخل فى الحوار الثر يشدنى وصفه للدستور بالشتلة ، ومقصده أن لكل زرعة أجواء وبيئات بمواصفات فى كل رقعة جغرافية دون غيرها ، فالدستور السودانى يجب إستخلاصه من جملة البيئات المتعددة وهى بمثابة اللحمة والسداة لغزل مجتمعى متماسك ، فيض من الآراء فى ملتقى مركز عشر وصحابه ، فى مجملها تبارِ حميد بغية التوصل لتفاهمات وإحسان عمليتى التقديم والتأخير بين التوافق والدستور ، وتبدو الغلبة للدستور التشاركى دون رفض للممنوح بضمانات لاتجعل من الدستور مجرد مطية للحاكم بأمره كما يقول نبيل اديب على غرار تجاريب عبود ونميرى والبشير . والتأسيس على ما مضى غاية فى الأهمية ودستور ٢٠٠٥ ينال رضاء حتى بعض الخبراء معارضى الإنقاذ ، المعارضة من اجل المعارضة محطة تستحق المبارحة لوضع حد لسلسلة الدساتير السبعة ، خمسة منها مؤقتة وإثنين دائمين و فى مجملها تنطوي على تعقيدات تفكيكها بمثل ملتقى مركز ICPSS المستقل للدراسات فى شتى المجالات ، ولو من توصية نسوقها بعد الإستماع للملتقى الدستورى من العاشرة صباحا وحتى الثالثة عصرا ، دعوة لمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ليقوم بدور مفقود لاجتذاب المواطن ، ليهتم بقضية الدستور وتذكيره بأن إنفصال الجنوب وحرب الخرطوم غير المسبوقة مردهما عدم التوصل لتفاهم وتراضِ وتواطن للتساكن والتعايش ، فى أى رقعة جغرافية حتى تستحق تسمية الوطن ، وعلينا بجعل قضية الدستور هدفا حتى يستقيم واقعنا مع مغنينا: وطنا بالإسمك كتبنا ورطنا. رحم الله وردى*