همس الحروف – فك حصار القيادة العامة إنتصار لإرادة الشعب و تجديد للعزم الوطني – د. الباقر عبد القيوم علي
همس الحروف
فك حصار القيادة العامة إنتصار لإرادة الشعب و تجديد للعزم الوطني
د. الباقر عبد القيوم علي
كم أثلج صدورنا فك الحصار عن القيادة العامة ، و كم كانت فرحتنا عظيمة كادت أن تلامس السماء و تعانق النجوم ، و نحن نرى قواتنا المسلحة الباسلة تنتصر على الظروف القاسية و تدك تحصينات العدو المغتصب ، وتفك الحصار الجائر الذي كان عبارة عن خنجر مسموم في خاصرة السيادة الوطنية والذي عانى منه شعبنا كثيراً طيلة العامين المنصرمين ، هذا الإنجاز الضخم ، ليس مجرد تحرك عسكري ، بل هو لحظة تجسد الإرادة الوطنية الصلبة ، و تؤكد قوة العزيمة التي تكسرها الظروف و لا تلينها العواصف .
بهذا الإنجاز ، أشفت به قواتنا المسلحة صدورنا ، ورفعت به رؤوسنا جميعاً فوق هامات السحاب ، بعد أن عشنا مرارة القهر ، الذي كان أداة لطمس إرادتنا ، و فرضت على حريتنا قيوداً كبلت بها طموحاتنا ، و هزمت بها عزيمتنا و أدخلت اليأس في قلوبنا ، لكن (جيشنا الباسل) ، برغم كل الصعاب التي تكبل حركته ، و مع شح الإمكانيات ، استطاع أن يحقق ما كان يبدو مستحيلاً ، ليعيد الأمل إلى قلوبنا و يعيد ترتيب ملامح المستقبل لأبنائنا ، لقد كانت فرحتنا بهذا الإنجاز الضخم ، هي فرحة الشعب بأسره، الذي ظل طيلة فترة الحرب صامداً ، و صابراً في وجه التحديات و المحن ، وأصبح اليوم في حالة من الفخر والاعتزاز بقوة جيشه وقدرته على مواجهة الأعداء وتحقيق النصر المؤزر .
لكن كما هو الحال في كل إنتصارتنا ، نجد أن الزراع السياسي للعدو يقف مغرداً خارج السرب و محاولاً التقليل من شأن هذا الإنجاز التاريخي .
هذه الشلة دائماً تبحث عن تبريرات واهية لتقزيم أي إنتصار كاسح يقوم به الجيش ، و هؤلاء المرجفون يحاولون دائما أن يصفوا ما حدث على أنه مجرد تبادل أدوار بين الجيش و العدو ، لكن الحقيقة الواضحة هي أن ما تحقق اليوم هو النصر بعينه ، و هو ذلك النصر الذي يثبت أن جيشنا ليس مجرد قوة عسكرية فقط ، بل هو روح الأمة وقوتها التي لا تنكسر ، إنه النصر الذي يدل على أن الإرادة السودانية لا تهزم مهما كانت التحديات ، و مهما كثرت المعوقات و مهما تكالب علينا أعداء الداخل و الخارج .
الحديث عن “تبادل الأدوار” ليس سوى محاولة للتشويش على الحقيقة ، و هذا النصر ليس مجرد تحرك تكتيكي أو مناورة عسكرية ، بل هو رسالة واضحة للخارج قبل الداخل ، بأن الشعب السوداني و جيشه الباسل سيظلان على الدوام متماسكين في وجه كل محاولات التفريق و التدمير ، و ما تحقق اليوم هو برهان على تلاحم الجيوش وكان ذلك بقيادة البرهان ، الذي برهن للعالم و أثبت أن قوى الخير و العزيمة لا تضعف ، بل تزداد قوةً و إصراراً في مواجهة الصعاب ، و أن الإرادة لا تكسرها حالات الإسهال العقلي الذي أصبح صفة ملازمة لداعمي التمرد ، و نقول لهم إن النصر هذا ليس بسائل ، حتى نصبه لكم في قوارير ، و لكن حق عليكم قول الله تعالى : (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون) .
إننا نؤكد اليوم ، أن كل خطوة من خطوات الجيش السوداني هي خطوة نحو تحقيق النصر الكامل ، وإن هذا الانتصار هو مجرد بداية لفصل جديد من معركة الكرامة ، فالقوات المسلحة ، بما تملكه من شجاعة وإيمان ، قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات ، وكل انتصار يعقبه آخر حتى تنجلي الغمة عن كامل وطننا الحبيب .
لن ننسى أبداً أن هذا النصر تحقق بفضل دماء الشهداء الأبرار الذين سقطوا فداءً لوطنهم ، وبفضل تضحيات جسام قام بها جنود بواسل لم يتوانوا عن تقديم أرواحهم في سبيل الله و عزة و كرامة بلدهم ، كما أن التماسك الشعبي ، الذي ظل راسخاً في مواجهة المحن ، هو أهم هذه العوامل التي أسهمت في تحقيق هذا الإنجاز العظيم .
اليوم يعيش الشعب السوداني لحظة فخر ، و إعتزاز ، و نحن نعلم يقيناً أن النصر الكبير آتٍ لا محال ، بإرادة الله ثم بإرادة الشعب السوداني و جيشه المغوار ، فالنصر ليس مجرد انتصار عسكري ، بل هو قيمة مادية قبل أن تكون قيمة معنوية من أجل استعادة الكرامة و إنتصار السيادة ، و تجديد العزيمة الوطنية التي لا تلين أبد بإذن الله تعالى .
عاش جيشنا الباسل ، و عاش الشعب السودانى حراً أبياً ، والمجد و الخلود لشهدائنا الأبرار و العودة للمفقودين و المأسورين و الخزي و العار لأعداء الوطن إينما ثقفوا و كيفما تلونوا .
و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل