أحرف حرة – إبتسام الشيخ – قراءة في كتاب العقوبات الأمريكية تجاه السودان
أحرف حرة
إبتسام الشيخ
قراءة في كتاب العقوبات الأمريكية تجاه السودان
إن مسألة العقوبات الامريكية تجاه السودان تبدو في غاية التعقيد ، ومن المؤكد أن قرار الأمريكان الأخير بفرض عقوبات على قائد الجيش رئيس مجلس السيادة لم يأتي إعتباطا أو إرتجالا ، ولا هو قرار مفاجئ جاء على عجل ، بل هو قرار مدروس جاء ضمن خطة يتعامل بها الأمريكان ،
ويمكن فيما يمكن من قراءات أن نقرأ العقوبات التي فرضتها أمريكا على السودان على أنها تعجيز للروس لكي لا يدخلوا السودان بسهولة ويسر ، والمسألة قطعا لها مابعدها ولها تبعاتها ،
ومن ناحية أخرى ربما أراد الأمريكان أن يضربوا بشكل مباشر على موارد السودان الحساسة جدا ، مصادر تسليح السودان ،
وبالطبع هو أمرُ من شأنه أن يخلق إشكالا للسودان ، لكن قطعا يوجد إحتياط وسيكون هنالك إستعواض عبر خطوط أخرى وربما شكل لبدائل عدة ،
تلك تمثل بعض مضار العقوبات التي فرضتها علينا أمريكا ،
لكن لا أعتقد أن هنالك أية مشكلة مباشرة تجاه قائد قواتنا المسلحة الذي ليس لديه أرصدة في أمريكا وليس مفتونا برغبة الذهاب إليها ،
في ظل الحرب ذهب البرهان إلى أمريكا وعبر عن السودان وأكد على قبول المجتمع الدولي لبلادنا أكثر من مرة ،
ولو أن الأمريكان أردوا فيما يريدون من قراراتهم هذه الوقوف في وجه الرئيس السوداني وعدم منحه تأشيرة الذهاب للأمم المتحدة كما فعلوا مع الرئيس البشير من قبل ، لا أرى أن هذا سيمثل مشكلا ، ويكفي ماكان من ظهور فاعل للبرهان في المحافل الدولية من قبل ،
ثمة منافع تبدو للناظر في مسألة العقوبات الامريكية على السودان ،
فبشكل غير مباشر ستعزز هذه القرارات علاقة السودان بروسيا ، إذ إن روسيا ستعمل على ألا يضعف السودان لهذه القرارات الأمريكية وستكون جزءا من عملية إستيراد السلاح ،
أما بشكل مباشر ، في تقديري ستتدخل الصين لتوفير شكل من المعالجات والحلول للسودان ، وأعتقد أن هنالك فرص كبيرة لأن تُجري الصين معالجات وتضيف لدولتنا أشياء لم تكن موجودة ،
أما على المستوى الداخلي فإن مسألة فرض العقوبات الأمريكية قد ذادت من تمسك عناصر المنظومة العسكرية بالرئيس البرهان كما أنها أضافت للبرهان قيمة إضافية عند الشعب السوداني وذادات من تمسك السودانيين به ، فضلا عن أنها شكلت له قاعدة قبول أوسع وأكبر مما كانت في السابق ،
أخيرا ..أعتقد أن فرض العقوبات الامريكية على السودان ليست ببعيدة بلغتنا المحلية عن (المناكفة) بين الرئيسين الأمريكيين بايدن وترامب ، والصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين ،
ولربما أرادوا أن يضعوا ترامب أمام تحدي أمريكي واقعي بألا يقوم بأي خطوة لصالح الجيش السوداني من خلال الضغط على الإمارات والسعودية ،
وقطعا هم لا يريدون أن تنفك الحكومة السودانية من الخط الأمريكي المستمر في زعزعة إستقرار السودان .
وللحديث بقية
حفظ الله البلاد والعباد