مقالات الرأي

همس الحروف – زيارة وزير الداخلية إلى مدينة مدني.. تأكيد على استعادة الأمن وتعزيز سيادة القانون – د. الباقر عبد القيوم علي

همس الحروف

زيارة وزير الداخلية إلى مدينة مدني ، تأكيد على استعادة الأمن وتعزيز سيادة القانون

د. الباقر عبد القيوم علي

في خطوة هامة جداً لتعزيز الأمن و الاستقرار ، و بسط هيبة الدولة في ولاية الجزيرة ، قام وزير الداخلية سعادة اللواء شرطة خليل باشا سايرين بزيارة ميدانية إلى مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة ، حيث التقى فيها بالعديد من الشخصيات الأمنية و العسكرية ، و وقف على الأوضاع الميدانية في المدينة التي شهدت أسوأ أنواع الدمار و التخريب الممنهج على المرافق الخدمية الحيوية نتيجة العدوان الغاشم الذي شنته الميليشيا على الولاية ، و الذي إستهدفت به مواطن الولاية في شخصه ، و روعته و هجرته ، و أفرغت كل مراكز الخدمات من محتواها ، و أعدمت المدينة من كل مظاهر الحياة .*

الزيارة كانت في الزمان والمكان المناسبين ، حيث سجل بها الوزير حضوراً أنيقاً في دفتر أحوال عرس عودة مدني ، و إلتقى مع قائد و ضباط و جنود الفرقة الأولى مشاة ، وكانت هذه الزيارة من أبرز المحطات التي عكست صور التلاحم بين القيادة العسكرية و الشعب ، كما أكدت الزيارة على الدعم المستمر للمؤسسة العسكرية ، وأهميتها في الحفاظ على استقرار الوطن و أمنه ، و تلاحمت عندها فرحة الشرطة مع فرحة القوات المسلحة ، و ارسل السيد الوزير من حاضرة الجزيرة التهنئة إلي كل أفراد الشعب السوداني على هذا النصر العظيم ، و الإنجاز الكبير الذي عكس روح التنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية و العسكرية ، وعزز من جهود الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد في مواجهة التحديات الأمنية ، إنها لحظات من الفرح ، و مظهر باذخ من مظاهر الاعتزاز بالانتصار الذي تحقق بفضل الله تعالى ، ثم تضحيات و جهود الجنود الأبطال الذين عملوا على أخذ الحق عنوة و إقتدارا .

السيد الوزير من داخل المدينة عبر عن شكره وتقديره لجميع القوات التي ساهمت في هذا الانتصار ، و شدد على أهمية الاستمرار في العمل من أجل تثبيت الأمن في جميع أنحاء الولاية ، وأكد على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية لتحقيق الاستقرار والتنمية ، مع الالتزام الكامل بالحفاظ على سيادة القانون و حقوق المواطنين .

زيارة السيد الوزير لم تقتصر على الجانب التأييدي و التشجيعي فحسب ، بل شهدت الزيارة أيضاً سلسلة من اللقاءات مع لجنة أمن الولاية ، و حث الجميع على الإسراع في استعادة الخدمات الأساسية للمدينة ، التي كانت في مظهرها العام كمدينة أشباح لخلوها التام من كل مظاهر الحياة التي كانت تنبض بها مدينة مدني في السابق ، و أكد على ضرورة التماسك والتعاون بين جميع الأجهزة الأمنية و العسكرية من أجل تحقيق استقرار دائم في المدينة و جميع أرجاء الولاية .

السيد خليل باشا سايرين أكد على ضرورة التنسيق بين الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن الداخلي ، مشيراً إلى أن قوة التنسيق والتعاون بين الشرطة و الجيش هي الشفرة المفتاحية لتحقيق هذا الهدف ، و أكد على توفير المعينات اللازمة لتعويض ما دمرته الميليشيا في قطاع الخدمات ، و شدد على أن الدولة ستقف بجانب المواطنين في هذه المرحلة الصعبة ، و ستعمل بكل جهد لتوفير الدعم اللازم لإعادة بناء ما دمرته الحرب وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في أسرع وقت ممكن ، مشدداً على الحفاظ النسيج الإجتماعي .

و قد افرد سعادته مساحة زمنية مقدرة من الزيارة كانت متعلقة بميناء مدني الجاف ، الذي شهد أسوأ عمليات النهب و التخريب الممنهج الذي ألحقته الميليشيا في بعض الاماكن و المراكز الحيوية .*

الميناء الجاف بمدينة مدني يعد من أهم مصادر حركة النقل و التجارة في الولاية ، و كانت هذه الزيارة فرصة سنحت للوزير الوقوف على آثار العدوان و الخراب الذي أحدثته الميليشيا في الممتلكات العامة و الخاصة ، وأشار الوزير إلى أهمية إعادة تأهيل الميناء بشكل عاجل لضمان استئناف حركة النقل والتجارة التي تشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني على المستوى القومي و المحلي ، كما أكد على أن الحكومة ستعمل على توفير الموارد اللازمة لإعادة بناء هذه المنشآت الحيوية بأسرع وقت ممكن .

و كانت من أهم محطات زيارته ، إلتقائه بكافة مكونات الشرطة و الوزارة برئاسة شرطة الولاية ، حيث خاطبهم قائلًا : نحن في دولة القانون ، ويجب على الجميع اتباع القوانين والأنظمة التي تحفظ حقوق المواطنين ، موضحاً بصورة لا تحتمل التغبيش و تقطع كل الدعاية التي يبثها الإعلام المعادي للدولة أن أي شخص يتجاوز حدود القانون أياً كان موقعه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضده ، حيث أكد على أنه سيتم تقييد الدعاوى الجنائية ، و مباشرة التحريات تحت إشراف النيابة العامة ، و إحالة كل القضايا إلى سوح القضاء للفصل فيها ، و أكد على ضرورة إحكام تطبيق القانون بحزم شديد ، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان العدالة وحماية الأمن العام ، و أشار إلى أن الجميع سواسية أمام القانون دون استثناء .

زيارة سعادة اللواء شرطة خليل باشا سايرين إلى مدينة مدني كانت بمثابة رسالة قوية تؤكد إستعادة الأمن وتحقيق الاستقرار في عاصمة الولاية ، و كما أظهرت الزيارة التزام الحكومة بتوفير الحماية لمواطني الولاية من أي اعتداءات قد تحدث في المستقبل ، و بالنظر إلى التحديات التي واجهتها ولاية الجزيرة في الآونة الأخيرة ، لابد من التعاون اللصيق بين كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية والمدنية ، و هذا يعتبر من ضروريات المرحلة لضمان تحقيق الأمن و النماء للمدينة و جميع مدن و قرى الولاية الأخري التي يجري تطهيرها من دنس المليشيا المغتصبة .

و الله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى