مقالات الرأي

سفيرة الإيسيسكو للسلام تكتب : الدبلوماسية الخضراء جسراً آمن للتنمية المستدامة

سفيرة الإيسيسكو للسلام تكتب: الدبلوماسية الخضراء جسراً آمن للتنمية المستدامة

 

تداول مصطلحاً جديداً في الأوساط الدبلوماسية مؤخراً وهو “الدبلوماسية الخضراء” ، والحقيقة عندما صادفته خلال بحثي في أحد الموضوعات استوقفني هذا المصطلح الذي اعتبرته بأنه يلامس داخلي واقع أعمل عليه ووجدته أنه ذات صلة وثيقة بعدة موضوعات تشغل بالي ووقتي منها العمل المناخي والاقتصاد الأخضر والأزرق والتنمية المستدامة ودبلوماسية الشباب وكلها موضوعات تحظى لدي بنصيب اعتبره وافراً إلى حد ما في البحث والاهتمام والشغف بهم، وكأنه حلقة مهمة تضاف إلى حلقات البحث التي اعكف عليها فكل منهم يشكل أرضية أو بالأحرى أساساً يًبنى عليه الكثير من الموضوعات ومحل اهتمام دول وموسسات .

تعد الدبلوماسية الخضراء مفهوماً جديداً في العلاقات الدولية الخارجية فلم تكن في صلب النقاشات المثارة دائما في الدوائر السياسية والدبلوماسية والأكاديمية، فبعد موجات التغير البيئي على نحو أصبح يثير المخاوف وفي صدارتها التغير المناخي أصبح هذا الموضوع أمراً مُلحاً يعتلى صدارة الأجندة العالمية وأصبح موضوعاً هاماً خصصت له قمم ومؤتمرات عالمية على مستوى قادة وزعماء دول ومنظمات أممية.

ويبدو أنه لا يوجد تعريفاً محدداً للدبلوماسية الخضراء وذلك لتداخل العوامل السياسية والاقتصادية والبيئية والإجتماعية، ولكن المتغيرات المتسارعة التي يمر بها العالم تقول بأن البعد البيئي سيحتل مكانة كبيرة في السياسات الخارجية وبرزت دول مهتمة بهذا الموضوع كدول الاتحاد الأوروبي حيث وضعت البيئة أولويه على أجندتها ولحقت بها دول عربية وحذت حذواً لتواكب الحلول التي من شأنها الحد من التغيرات المناخية.

وتواكب مع هذا المصطلح الجديد على عالم الدبلوماسية، الدعوة إلى تعزيز وترسيخ الحوكمة البيئية لما لها من دوراً هاماً على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية وبما يعني استجابة وتعزيز شفافية المؤسسات العاملة في هذا المجال، وفتح المجال أمام نقاشات دولية بيئية ونشر الوعي بمفهوم ومبادئ وتطبيقات الحوكمة البيئة وأهمية ترشيد استهلاك الموارد حفاظاً على الأجيال القادمة والمستقبلية، حيث أن الحوكمة البيئية عُرفت بالاستخدام الرشيد للموارد واتباع استراتيجيات أكثر تعاطياً مع المتغيرات البيئية وذلك في إعلان أبو ظبي حول المستقبل العربي لعام 2001م.
وفي خضم عالم يموج بتحديات سياسية واقتصادية، يقع على كاهل الدبلوماسيين دوراً هاماً بضرورة التفاعل مع القضايا البيئية العالمية، في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم العربي من قضايا المناخ وإيلاء اهتماماً بتعزيز الانتقال الأخضر العادل والشامل، ودعم تنفيذ الالتزامات العالمية في هذا الصدد، بالتعاون الوثيق مع البلدان الشريكة في جميع أنحاء العالم من خلال تعزيز التعددية والعمل العالمي، وإعداد سياسات بيئية والاسترشاد بقوانين العمل البيئي التي شرعتها مؤسسات عالمية وتوأمتها مع الواقع الحالي وتعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والبرلمانية في هذا الصدد.

ميس رضا

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى