بينما يمضي الوقت – أمل أبو القاسم تكتب : السفارة.. حتى تكتمل الصورة
بينما يمضي الوقت
أمل أبو القاسم تكتب : السفارة.. حتى تكتمل الصورة
طفرة كبيرة ستشهد بها الخدمات المقدمة من سفارة السودان بالقاهرة وذلك عبر المباني الجديدة المعدة لتلبية حاجة الجمهور لكل الخدمات المعنية بها، يتأتى ذلك عقب الانتقال الموعود لمقرها الجديد بالتجمع في القاهرة العاصمة. وقد رتب القائمون على الأمر يرأسهم سعادة السفير فريق ركن مهندس “عماد الدين عدوي ” رتبوا بحيث تقدم هذه المباني معاني قيمة وخدمات تليق بالمواطن السوداني سيما في ظل تدفقه لمصر نتيجة الحرب، وكلنا شهود على فوضى المبنى القديم بقلب الجيزة بفضل ضيق المساحة وضيق الشارع نفسه.
مظهر المبنى القديم للحق لم يكن لائقا ولعل كل الشكاوى كانت بسبب ذلك، والتكدس سيد فوضى المظهر، وطريقة تقديم الخدمة تفتقر للرقي وغير مرتبة، فيبدو الزحام والمناداة بعشوائية كسوق وليس منفذ تقديم خدمات مهمة ومتشعبة، علاوة على المظهر العشوائي والشائه لما يجري في شارع وأمام السفارة.
لكن ومع الحرب التي استنفذت واستنزفت خزينة الدولة، ومع خفض الإنتاج الاقتصادى بصورة عامة بسبب ما احدثته المليشيا بالمواعين والمعينات الاقتصادية والتدمير المتعمد. برغم كل تلكم المعاناة، تمكنت جهات تنفيذية عدة ومتكاملة من شراء مقر للبعثة الدبلوماسية بالقاهرة لتلبية كل الخدمات الخاصة بها كونها الوجهة الأكبر والأكثر إقبال بعد انتقال مهام السودان إليها وتناسل مسؤولياتها وتشعبها. كل ذلك من أجل راحة المواطن ، وحفظ كرامته وتقديم خدمة تليق به بجهد أقل ومظهر حضاري.
زرت وعدد من الزملاء الإعلاميين أمس الأول مقر السفارة الجديد بالتجمع، كان يوم هادئ وجميل ظللته غيوم شتاء القاهرة، ونحن نقطع الطريق واثنائه اتتنا بشرى تحرير مدني، فاختلطت المشاعر، وتزامنت الفرحة مع مبان أطلت علينا عند الوصول مثل مبان وحضارات الأندلس. تخيلوا تزامن الميدان مع الدبلوماسية، مع تسيير دولاب العمل في كل مناحيه محققا عبارة ( يد تبني وتعمر ويد تحمل السلاح) ولعل هذا أس وجع المليشيا ورعاتها الذين يسعون للتدمير لا التعمير، توجعهم وتغيظهم كون الحياة تسير طبيعية والوظائف تؤدي على أحسن حال ونسق. وها هو وبالتزامن مع تحرير مدني والبندقية تفعل الافاعيل بالميدان تنجز الدبلوماسية وتشرع سفارتنا بمصر من تدشين المرحلة الأولى لمقرها الفخيم وبحر مالها. وأيام معدودات ويدشن الافتتاح الرسمي وانطلاق العمل.
وصلنا وجهتنا وكان سفيرنا بالقاهرة وقوقفا إلى جانب البعض في استقبال الإعلام، الإعلام الذي طالما مدح فيه واعتبره ركن أساسي وداعم لهم وللوطن أجمع قبيل أن تعترف الدولة وتقر به على مستوى قيادتها بأنه أحد أسلحة معركة الكرامة. وبعد الاستقبال انتحى الجميع جانبا وتحدث سعادة السفير بصورة عامة عن المقر الجديد والدواعي وما سيحدثه الانتقال من فرق مثمنا دور مصر الكبير في تسهيل ذلك وفي تعاونها بصورة عامة حكومة وشعب ثم ترك الأمر لمهندس سوداني شاب وموظفي السفارة للتطواف والتعريف.
ثلاث فلل تلاصق بعضها البعض في شارع رئيس، تتوهط أمامه (صينية) آية في الروعة. بدت كعقد يزين جيدها (على فكرة الصينية تتبع للمقر). المبنى الأوسط خاص بسعادة السفير وأركان حربه المعنيين بمكتبه، وسيكون مقر استقبال مشرف للضيوف من البعثات ، والمنظمات، ومسؤولي السودان بما فيهم السيد رئيس مجلس السيادة، حيث اعدت صالات فخيمة لهكذا زيارات حسبما علمنا. ثم مبنى شماله معني بالجوازات وكافة الخدمات الهجرية، فضلا عن الملحقية العسكرية. أيضا مبني إلى اليمين وهو القسم القنصلي إلى جانب أخر.
زودت كل تلكم المباني بصالات مرتبة تستوعب كل طالبي الخدمة بهدؤ وراحة، ولأول مرة سيكون نظام العمل مواكبا للتقنية والتطور في تقديم الخدمات بدء بسحب رقم عبر الماكينة وليس انتهاء بتسلم الخدمة المقدم لها. حمامات، ومصلى ، وكافتيريات ستكون متوفرة كيفما اتفق.
ادهشنا بما استمعنا إليه ولم تترك شاردة أو واردة إلا وكانت ضمن الترتيبات، فقط علقنا بأن المكان بعيد إلى حد فعلمنا وهو أمر المفروض انه معلوم بالضرورة ومصر لديها أكبر شبكة ربط للمواصلات العامة بشتى الآليات من باصات، وميكروباص، وقطارات عبر أنفاق وكباري طائرة وما إلى ذلك، علمنا من إشارة قصيرة بأن من هنا تمر كافة المواصلات إلى منتصف البلد.
والمعاملات بالمقر الجديد سادتي ستطوى لكم عناء ورهق التردد مقرونا بالعمل الإلكتروني الذي سيصاحب تقديم الخدمات. فلا ضير من نقطع مشوار متاح لإنجاز خدمة سريعة لمرة واحدة وبالكثير أثنتين، فنحن لسنا بموظفين مداومين نحن طلاب خدمة آنية. وهذا ديدن كل السفارات في العالم أن تكون بعيدة في مكان راق يشبه الدبلوماسية وتقديم خدمات لائقة، ودونكم العاصمة الإدارية التي تقع في أقصى أطراف مصر يتردد عليها طالبي الخدمة من المواطنين والأجانب دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.
هذه لمحة سريعة لمباني ما زال العمل جاري بها وفي خواتيمه، نقلنا بعضا منه ريثما تكتمل الصورة.