مقالات الرأي

انواء – رمضان محجوب – وعادت زهرة المدائن..!!!

انواء
رمضان محجوب

وعادت زهرة المدائن..!!!

قبل أربعة أشهر أي في منتصف أغسطس الماضي لا أنسى ذاك اليوم ما حييت؛ يوم ان ودعتها وأسرتي الصغيرة مرغما بعدما أخرجنا منها بغير حق.
غادرت عروس المدائن “مدني حينها وهي مثخنة بالجراح” كئيبة” المنظر وقد تناوب (السفلة) على طمس كل ماهو جميل فيها الا روحها الجميلة التي كانت ترفف حولنا وحول كل محب لها.
توقف البص السفري الذي كان يقلنا حينها إلى قضارف الخير عند مخرج كبرى حنتوب أمام مستشفى القلب بأمر (السفلة) المندحرون تدقيقا وتمحيصا في وجوه المغادرين قبل التأكد من هويتهم..
بعد ساعات ثلاث من” العبط” الجنجويد و” الهبل” القحتاوي من عناصر قحتاوية نعلمها قبل الحرب تدثرت بعدها بالكدمول وتبوأت المناصب القيادية لأفراد الفاقد التربوي من تتار الجينجا؛وصاروا هم الناهي والأمر في ارتكازات هم ومكاتب استخبارتهم ومعتقلاتهم في كل ركن من مدني..
كان ذاك آخر عهدي بمدني وقد تركتها كليمة كئيبة تئن من أفعال هؤلاء الأوغاد.. تركتها خلفي مبنى لكنها ظلت أمامي وفي خاطري معنى.. ودعتها جهرا ووعدتها سرا باني عائد.. كان وعدا أقرب لهمس الحبيب الي حبيبته فكان وعد من أنبل لأجمل حبيبة!!!
لم اعد اليك منافحا كفاحا لعذر يعلمه الله فقد أناب عني وعن ملايين اخرين حبسهم العذر أخوة عهدناهم في سوح الوغى اسودا فنالوا من الاوباش نيلا عظيما.
عاد اليك ابن حليوة الفارس الطيب الطريفي أمير المستنفرين المجاهدين الذي اصيب عند مدخل كبرى حنتوب في معركة التحرير امس الأول شفاه الله . واتاك ابن مدني البار الفارس دكتور أمير حسين قائد العمل الخاص بكتيبة الزبير بن العوام وغيرهما الآلاف من أبناءك البررة ممن اقسموا على العودة إليك وتطهيرك من دنس الاوباش.
وأمس الأول السبت كان لموعد لبرهم بقسم قد قطعوه لك؛ فكان لهم ما أراد فعادت زهرة المدائن مدني الينا وعاد معها كل جميل افتقدناه بفقدها.
ترى هل أخطأ الراحل الشاعر المجيد فضل الله محمد حين نظم فيك “أرض المحنة” ليدفع بها الي أخيه غير الشقيق الفنان محمد مسكين ليشدو بها كل متيم بمدني؟ .

هل أخطأ فضل الله حين قال من أرض المحنة “من قلب الجزيرة” وهنا يقصد مدني التي لم تكن يوما قلبا للجزيرة فحسب بل انها قلب السودان النابض… وقد أثبتت حيثيات احتلالها وتطهيرها وتفاعل الشعب السوداني مع ذلك حزنا وفرحا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى