فوضى إطلاق الأعيرة النارية…. مناسبات الزواج تتحول إلى سرادق للعزاء وتبادل للتعازي بدلا عن تبادل التهاني والتبريكات
فوضى إطلاق الأعيرة النارية…. مناسبات الزواج تتحول إلى سرادق للعزاء وتبادل للتعازي بدلا عن تبادل التهاني والتبريكات
كتب محمد عثمان الرضي
أتيحت لي الفرصة اليوم للمشاركة في زواج الشاب الخلوق يوسف محمدحامد عليتاي بمدينة بورتسودان حي دار النعيم المعروفه باأرض الصمود وذلك لتاريخها وثباتها وقت الشده.
أفسدت علينا إطلاق إالأعيرة النارية داخل صيوان الزواج طعم الفرحة بعظمة المناسبة اليوم الجمعه الثالث من شهر يناير عام 2025 وكم كنت أتمنى أن تكون إستهلالة العام الجديد افضل من ذلك.
وباالرغم من ان هنالك امر طوارئ صادر من قبل والي ولاية البحر الأحمر الفريق الركن مصطفى محمد نور يحظر من خلاله إستخدام الرصاص الحي في مناسبات الزواج ولكن للأسف الشديد لم يتم التقيد بتنفيذ القرار على أرض الواقع ممايعد ذلك تحديا سافرا للقانون.
الملفت للنظر تسابق الأطفال في الحصول على فارغ الزخيره بعد إستخدامها مباشرة وتتطاير منها لهب الشرر ياترى كيف سيصير حالهم وهم يشاهدون هذه المناظر المخيفة و المرعبة وبذلك تأقلموا على بيئة الحرب والجبخانة بدلا من التأقلم على حياة العلم والتعلم وقاعات الدرس في المدارس.
من إستن هذه السنه المقيتة واقصد بذلك (إطلاق النار في مناسبات الزواج) سيدفع ثمنها مدى الدهر وسيحاسب بوزر من ساروا على دربة وإستنوا بسنتة ويتحمل نتائجها وعواقبها).
نحن أحوج مانكون لهذه الزخيره ليتم إستخدامها في موقعها الطبيعي لمنازلة ومقاتلة الأعداء في معركة الكرامة ولم تصنع الزخائر للتباهي و(البوبار) في بيوت الأعراس.
ماتم إطلاقة من زخيرة وجبخانة في هذه المناسبة قادرةعلى تحرير امدرمان ومدينة مدني الخضراء حاضرة ولاية الجزيره (الجميلة ولا مستحيلة) ليعود شعارها المعروف في مداخلها (إبتسم إنت في واد مدني أرض الطيبه والمحنة).
مبادرة أفراح بلاسلاح تحتاج لتكثيف جهودها للحد من هذه الظاهره الخطيره التي أطلت برأسها ومازالت في تزايد وبمعدلات مخيفة ومزعجة كمان.
وجبة الغداء داخل الصيوان سبقتها وجبة دسمة من رائحة (البارود) التي ازكمت الأنوف وروعت الحضور واخافتهم حتى أصبنا باالإختناق وضيق التنفس أتمنى أن لايكون من بين الحضور أصحاب أمراض الجهاز التنفسي (الأزمة والحساسية والجيوب الأنفية).
نقدر ونثمن مشاركة الضيوف من كل ولايات السودان من أصدقاء ومعارف العريس يوسف محمدحامد عليتاي ولكن في نفس الوقت نرفض وبشده هذه الفوضى بإستخدام الاعيره النارية ماهكذا تعزون وتقيمون صديقكم!!!!!.
في إحدى مناسبات الزواج التي كنت حضورا بها بقدرة قادر تحول صيوان الزواج الي سرداق للعزاء بسبب (طلقات) طائشه إستقرت في بعض قلوب الحضور وإنتقلوا الي جوار ربهم في الحال ومباشرة توجهنا للمشرحة ومن بعد ذلك إلى المقابر هذه لحظات حزينة في تاريخ حياتي أتمنى أن لاتتكرروأكاد أراها رأي العين ولم تمحي من زاكرتي حتى الآن.
لايحب إنسان عاقل وراشد أن يتحول يوم فرحه وسروره الي معركه حربية حامية الوطيس وتعزف فيها الزخيره والجبخانة بدلا من الأنغام الموسيقيه التي تعبر عن البهجة والسرور.
7أيام على التوالي ومنذ إعلان مراسم زواج العريس يوسف محمد حامد عليتاي بمدينة بورتسودان سرعان ماتحولت أحياء المدينة إلى ميادين للتنافس في إطلاق الزخيره.
أصدقكم القول إني خرجت باأعجوبة أثناء مرامي النيران التي حاصرتني من كل الإتجاهات ولاأدري حتى الآن كيف خرجت ومع من خرجت ولم تفارقني صوت الجبخانة الي بعد5كيلومتر من مغادرة صيوان الزواج.
من أطلقوا النيران للأسف هم أصدقاء وأحباب العريس أتوا من خارج مدينة بورتسودان وكانوا حريصين أن يضعوا (بصمتهم) باالزخيره بدلا من (بسمتهم) باالعديل والزين.