تحديات المجاعة والتحركات الإماراتية: صراع السيادة السودانية
خبر و تحليل عمار العركي
تحديات المجاعة والتحركات الإماراتية: صراع السيادة السودانية
استغلال الأزمات الإنسانية
في ظل التحديات الكبرى التي تواجه السودان، تصاعدت محاولات استغلال الوضع الإنساني لتمرير أجندات سياسية تستهدف سيادته واستقراره. تأتي التحركات الإماراتية الأخيرة، بالتزامن مع تقارير دولية تتحدث عن أزمة مجاعة كبرى في السودان، لتشكل جزءاً من استراتيجية معقدة تهدف إلى تدويل الأزمة السودانية تحت مظلة الشرعية الدولية، بما يخدم مصالح أطراف خارجية.
تقارير المجاعة: الأداة الجديدة لاستهداف السودان
في الآونة الأخيرة، نشرت بعض المنظمات الدولية، مثل برنامج الغذاء العالمي ومنظمة التصنيف العالمي المرحلي المتكامل، تقارير تتحدث عن انهيار الوضع الغذائي في السودان وتهدد بمجاعة واسعة النطاق. هذه التقارير، المليئة بالمغالطات، تُستخدم كوسيلة للضغط على السودان سياسياً.
على سبيل المثال، تضمن تقرير برنامج الغذاء العالمي السابق مزاعم غير دقيقة حول تدهور الأمن الغذائي، متجاهلاً التحسن الكبير الذي تحقق في ولايات مثل القضارف بفضل نجاح الموسم الزراعي. كما جاء تقرير منظمة التصنيف العالمي المرحلي الأخير ليبالغ في تصوير الأزمة الغذائية، مستخدماً لغة مثيرة للقلق تهدف إلى تعزيز سردية انهيار الأمن الغذائي وفتح الباب أمام التدخلات الدولية تحت غطاء “الشرعية الدولية”.
توقيت هذه التقارير واستهدافها لمناطق النزاع السياسي يعكس محاولة متعمدة لتدويل الأزمة السودانية وإضعاف سيادته، خاصةً في ظل النجاحات الزراعية التي تقوض هذه الادعاءات.
التحركات الإماراتية: لتدويل الأزمة واستهداف السيادة
الإمارات تلعب دوراً محورياً في تدويل الأزمة السودانية، مستخدمة أدواتها الدبلوماسية والإعلامية لدعم سرديات تستهدف السودان. أحدث التحركات الإماراتية جاءت في مجلس الأمن الدولي، حيث ضغطت الإمارات لترتيب تصويت لصالح مزاعم المجاعة في السودان، ونجحت في حشد تأييد 14 دولة لتلك المزاعم.
علاوة على ذلك، سبق وان رعت الإمارات بيان مشترك، ضم دولاً عربية وإفريقية، حول الوضع الغذائي في السودان. البيان، الذي صدر باسم الإمارات والمغرب والأردن وموريتانيا وتشاد وجزر القمر وغينيا بيساو وسيشل والسنغال وبنين وكينيا وسيراليون وأوغندا وموزمبيق ونيجيريا، ركز على ما وصفه بـ”حالة الأمن الغذائي المثيرة للقلق وخطر المجاعة في السودان.”
علاوة على ذلك جاء بيان وزارة الخارجية الإماراتية الأخير والذي انتقد انسحاب السودان من مصيدة “جنيف” الاماراتية الأمريكية بذريعة الوضع الانساني في السودان ، داعماً بشكل مباشر لهذه التحركات مستبقاً نظر مجلس الامن الدولي في الامر خلال الفترة القادمة .
هذه التحركات تُظهر والتقارير التي نتوقع المزيد منها كلما اقترب ميقات نظر مجلس الامن في موضوع المحاعة في السودان ، مستغلة الإمارات لنفوذها السياسي والدبلوماسي لتضخيم نقص الغذاء و المحاعة ، بما يخدم مصالحها الإقليمية والدولية. ويُعد هذا جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف السودان واستنزاف قدراته السيادية.
ما يجب على السودان فعله
توظيف الإعلام بشكل استراتيجي: تكثيف الجهود الإعلامية لتفنيد الادعاءات الواردة في التقارير الدولية والبيانات المشتركة، مع إبراز الحقائق والنجاحات الوطنية.
إطلاق حملة إعلامية_ دولية توضح الجهود السودانية في تحسين الوضع الإنساني، مع التركيز على ولايات مثل القضارف.
تعزيز التعاون الدبلوماسي
تكثيف الحضور السوداني في المحافل الدولية، خاصةً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لتوضيح الموقف السوداني.
تشكيل تحالفات استراتيجية مع الدول الصديقة للتصدي لمحاولات تدويل الأزمة.
تحصين الأمن الغذائي_ : دعم الولايات المنتجة للغذاء عبر توفير الموارد والتقنيات اللازمة لزيادة الإنتاجية وتعزيز المشاريع الزراعية الكبرى لتحقيق الاكتفاء الذاتي الوطني.
خلاصة القول ومنتهاه
يواجه السودان تحديات كبيرة تتطلب استراتيجية شاملة تجمع بين الإعلام والدبلوماسية، وتعزيز الأمن الغذائي. التحركات الإماراتية وتقارير المجاعة ليست سوى أدوات ضمن مخطط أوسع يستهدف السيادة السودانية. على السودان أن يتحرك سريعاً وبفعالية لمواجهة هذه التحديات وحماية سيادته من محاولات التدويل.