امتحانات الشهادة السودانية: امتحان للإرادة الوطنية في زمن الحرب
خبر و تحليل – عمار العركي
امتحانات الشهادة السودانية: امتحان للإرادة الوطنية في زمن الحرب
▪️في ظل الحرب التي فرضتها الميليشيات الإرهابية على بلادنا خلال العامين الماضيين، تعرض قطاع التعليم لدمار كبير شمل البنية التحتية في العاصمة وعدد من الولايات، فضلاً عن الضغط الكبير الذي تعرضت له ولايات أخرى، مما عطل العملية التعليمية ودمر المباني ، ومع ذلك تجلت الإرادة الوطنية الجبارة من بعد إرادة الله، في رفض الشعب السوداني السماح لتلك الميليشيات بإكمال مسلسل الخراب، وسعت بكل قوة إلى الحفاظ على المعاني التعليمية كركيزة أساسية في بناء أجيال المستقبل.
امتحانات الشهادة السودانية: ملحمة جديدة
▪️على أعتاب الثامن والعشرين من ديسمبر الحالي، ومع اقتراب موعد انطلاق الامتحانات بعد أسبوع من الآن، تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لضمان نجاح هذه الامتحانات في مئات المراكز داخل البلاد وخارجها، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه العملية التعليمية. فقد اكتملت الاستعدادات لإجراء الامتحانات في الولايات الآمنة و46 مركزًا موزعة في 15 دولة خارجية، حيث بلغت نسبة تسجيل الطلاب 75.5%، مما يعكس إصرار الطلاب وأسرهم على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح رغم الظروف الصعبة.
التحديات الأمنية وممارسات الميليشيات
▪️تواجه الامتحانات تهديدات جبانة من قبل الميليشيات وأعوانها الذين يسعون إلى إعاقة وصول الطلاب إلى مراكز الامتحانات في بعض المناطق، في محاولة لتعطيل هذا الاستحقاق الإنساني الوطني. وقد بررت الميليشيا في بيان زائف رفضها لإجراء الامتحانات بأنها “جزء من استراتيجية لتقسيم السودان”، وهو ادعاء يفتقر إلى المصداقية في ظل استمرار جرائمهم ضد المواطنين وأبنائهم ومحاولاتهم المستمرة لتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني.
▪️إن هذه المحاولات تكشف الطبيعة التخريبية للميليشيات وأعوانها الذين يسعون إلى تعطيل حياة الشعب بشتى الطرق وتدمير مستقبل الأجيال القادمة.
امتحانات الشهادة: اختبار جديد للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية
▪️تُمثل امتحانات الشهادة السودانية المُرتقبة تحديًا كبيرًا للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، الذي ظل دائمًا يلعب دورًا محوريًا في تأمين سير امتحانات الشهادة قبل الحرب وضمان سلامة الطلاب والمراكز. مما يُضاعف من مسؤوليته ومهمته و الأجهزة الٱخري في هذه الظروف الاستثنائية. ولا شك أن أبناءنا،وفي ختام الامتحانات، سيرددون بإذن الله الهتاف المحبوب “أمن يا جن”.
▪️نجاح عملية تٱمين وسلامة الامتحانات في ظل التهديدات القائمة لن يعكس فقط تلاحم الأجهزة الرسمية مع الشعب، بل سيؤكد أيضًا قدرة الدولة على حماية حقوق أبنائها ودحر مخططات الميليشيات التي تهدف إلى تدمير التعليم ومستقبل الوطن.
التكاتف الشعبي العسكري والأمني لإفشال مخطط إعاقة الامتحانات
▪️إن التكاتف الشعبي والعسكري والأمني في مواجهة التحديات المتعددة في هذه المرحلة الحاسمة ليس مجرد ضرورة، بل هو واقع تجسد عبر عدة مراحل من تاريخنا الحديث. فقد أثبت الشعب السوداني وقواته المسلحة والأمنية في مواجهات سابقة أنه قادر على التلاحم وتجاوز الأزمات، سواء على الصعيد العسكري ضد العدوان الخارجي أو في المعارك الصحية ضد جائحة “كورونا” التي واجهتها البلاد بتنسيق عالٍ بين مختلف الأطراف الرسمية والشعبية. وها نحن نشهد هذا التكاتف مجددًا في التحدي التعليمي، حيث تعمل كل الجهود الرسمية والشعبية على ضمان عدم تعطيل سير الامتحانات، رغم تهديدات الميليشيات ووجود تحديات أمنية كبيرة.
▪️إن التحدي التعليمي الراهن يُعد من أهم جوانب هذه المعركة الوطنية، حيث أصبح التعليم جزءًا أساسيًا في دعم وحدة الشعب السوداني في معركته ضد الميليشيات التي تسعى لتشويه الحقائق وتعطيل سير الحياة اليومية. ومن خلال تكاتف الشعب السوداني وقواته المسلحة و الأمنية، فإنهم يعملون يدًا بيد لضمان استمرار العملية التعليمية وحماية مستقبل الأجيال القادمة.
خلاصة القول ومنتهاه
▪️إن امتحانات الشهادة السودانية ليست مجرد اختبار أكاديمي، بل هي معركة و طنية لإثبات صمود الشعب السوداني وقواته في وجه التحديات. إنها رمز لوحدة الإرادة الوطنية والتكاتف الأسري والرسمي والشعبي في الدفاع عن التعليم كركيزة أساسية لبناء الوطن. ومع استمرار الجهود المشتركة، ستظل قيم التعليم عصية على الميليشيات، وسيظل السودان ماضيًا نحو استعادة أمنه واستقراره، و بناء مستقبل أجياله.
▪️اللهم في هذه الجمعة المباركة نسٱل حفظك و سترك وتوفيقك لكل أبنائنا و بناتنا الممتحنين.