همس الحروف – صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة – د. الباقر عبد القيوم على
همس الحروف
صمت المجتمع الدولي إزاء الفظائع ، و الكلاب التي تنهش جثث الشهداء في غزة
د. الباقر عبد القيوم على
حملت لنا الأخبار مشاهد مروعة عبر شاشة تلفزيون الجزيرة عكست لنا صورة مأساوية في شمال غزة عن بشاعة الجريمة المركبة التي تمثلت في إستهداف الأبرياء ، ثم منع المسعفين من الوصول إليهم لإنقاذهم ، ثم تركهم فريسة للكلاب الضالة لتنهشهم أحياء أو أموات ، في مشاهد مرعبة تقشعر لها الأبدان ، و يشيب لها الولدان ، مشاهد فاقت حد التصور ، و يصعب تصديقها ، و هذه الجرائم التي يرتكبها جيش الإحتلال كشفت لنا مدى الإنحدار إلى درجة الإنعدام لقيم الإنسانية و الإنهيار الأخلاقي الذي وصل إليه العالم بأكمله ، حيث ظل صامتاٌ حيال هذه البشاعة ، حتى بلغت الأحداث إلى مستوى غير إنساني و غير أخلاقي ، و كأن المجتمع الدولي يطلب من الإحتلال المزيد ، و كيف له الصمت هو يرى بأم عينه ، و بدم بارد الصور المأساوية لكلاب ضالة و هي تنهش جثث الشهداء .
مشاهد في قمة القسوة و تنعدم فيها كل صور الإنسانية ، و تقشعر لها أبدان كل من شاهدها أو سمع بها ، و خصوصاً أنها فضحت العالم ، لانها عكست إختلال المعايير الأخلاقية التي تتعامل بها أمريكا و الغرب و كل العالم تجاه القضايا الإنسانية ، و كما كشفت عورة العالم الإسلامي و العربي اللذان ظلا في جمود وهما يتابعان هذه المشاهد المروعة (كلاب تنهش أجساداً آدمية) .
هذا الحدث اللا إنساني سيكون بمثابة أداة قياس للتأريخ ، يؤرخ به حقبة ما قبل هذا الحدث و ما بعده ، و لن تمر هذه الأحداث على الإنسانية مرور الكرام ، حيث يعتبر تقبلها وصمة عار على الأمتين الإسلامية و العربية ، و ما هو معلوم بالضرورة عن سلطة الإحتلال التي تريد بهذه الأفعال الشنيعة حيونة إنسان غزة بتجريده من محتواه الإنساني و إفراغ آدميته ، و هذا الأمر يبرز حجم الفجوة الضخمة بين المعاناة الإنسانية التي يعيشها أهل غزة و اللا مبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي تجاه المآسي التي تجري هنالك ، و التي تُظهر حجم الفوضى و الوحشية التي وثقتها عدسات الكاميرات و كان ٱخرها الكلاب التي تنهش جثث الآدميين و لم يهتز للعالم طرف أو يمتعض له وجه .
نحن نتساءل عن هذا الصمت المتعمد و غياب العدالة الدولية ، و نتساءل أيضاً عن المؤسسات التي تدعى حماية الحقوق الإنسانية ، و التي نجدها دائماً تتدخل في شؤون الدول الضعيفة ، و نتساءل أيضاً أين أحرارالعالم ؟ ، كان من الواجب على الجميع رفع صوتهم عالياً لأجل إنهاء هذه التجاوزات و الفظائع في حق الإنسانية التي خالفت أي سلوك للفطرة السوية .
غزة المكلومة و المنطقة بشكل عام تشهد تجاوزات عصيبة و معاناة مستمرة ، و الوضع في المنطقة يتطلب تضافر جميع الجهود الإنسانية من أجل تقديم المساعدات الضرورية العاجلة ، و خصوصاً أن الحروب هي السبب الرئيسي في أن يصبح الإنسان ضحية لفقدان إنسانيتة ، سواء من خلال العنف المباشر أو من خلال الإهمال و الصمت الدولي الذي يتبعه .
إذا إنعدمت العدالة في الأرض فإننا ننتظر عدالة السماء ، و الحكمة الإلهية التي تتعلق بالإرادة المطلقة ، وندعو جميع الذين يقعون تحت هذا السلوك الذي يخالف الفطرة للتفاؤل لأن التفاؤل من الإيمان ، و نحث الناس إلى عدم اليأس لأنه من الكفر ، و من المهم أن تظل أصوات الذين يناهضون الظلم مرتفعةً ، و أن تستمر الدعوات لتحقيق العدالة و السلام ، مهما كانت التحديات .
و الله من وراء القصد