تصريحات قائد الجيش الأوغندي: «الدوافع الأبعاد والدلالات» وما يجب على السودان القيام به
خبر وتحليل – عمار العركي
تصريحات قائد الجيش الأوغندي: الدوافع، الأبعاد، والدلالات وما يجب على السودان القيام به
▪في خضم الحرب وما يحيط بها من تعقيدات إقليمية ودولية ، برزت تصريحات قائد الجيش الأوغندي ونجل الرئيس “موهوزي موسيفيني” التي تحمل في طياتها تهديدًا صريحًا بالاستيلاء على العاصمة السودانية الخرطوم.
▪️تأتي هذه التصريحات في ظل معطيات دقيقة تتعلق بتوازنات القوى في المنطقة والحالة التي يشهدها السودان، مما يطرح تساؤلات عديدة حول الدوافع الحقيقية وراء هذا الموقف، وأبعاده السياسية والأمنية، وكذلك ما يجب على السودان القيام به لمواجهة مثل هذه التهديدات. هذه التطورات تُحتم على السودان قراءة المشهد بدقة، والعمل بحكمة ودبلوماسية لحماية سيادته وتحصين أمنه القومي في مواجهة أي تدخلات أو أطماع خارجية :
الدوافع
▪️تأتي تصريحات قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية، موهوزي موسيفيني، في سياق إقليمي متوتر يتأثر بالصراعات المستمرة في السودان. يُعتبر هذا الموقف امتدادًا لدور يوغندا التاريخي في التدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار.
▪️يوغندا تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية تعزز مكانتها الإقليمية، ومحاولة فرض نفوذها كقوة مؤثرة إقليمياً، مستغلة الفراغ الأمني والسياسي الذي أحدثته الحرب في السودان.
▪️احتمالية وجود تنسيق مع أطراف خارجية تتقاطع مصالحها مع هذا الطموح. التصريح يعكس كذلك وجود استغلال للمتغيرات الدولية، خاصة الرهان على عودة ترامب إلى السلطة، وهو ما يُظهر ارتباط الموقف الأوغندي بسياسات القوى الكبرى في المنطقة.
الأبعـــاد
تحمل تهديدات موهوزي موسيفيني أبعادًا متعددة تتعلق بالتوازنات الإقليمية والدولية:
▪️البعد السياسي: هذه التصريحات تمثل ضغطًا سياسيًا على السودان في محاولة للتأثير على قراراته الداخلية والإقليمية، مما يفاقم الوضع الهش في السودان.
▪️البعد الأمني والعسكري: التهديد العسكري بالاستيلاء على الخرطوم يُعتبر تصعيدًا خطيرًا، يُظهر احتمالية انخراط أطراف إقليمية في النزاع السوداني، ما يزيد من تعقيد الحرب وإطالة أمدها.
البعد الإقليمي: تعكس التصريحات محاولة لجر السودان إلى صراع أوسع قد يشمل تدخلات إقليمية، خاصة في ظل تنافس دول الجوار على تحقيق مكاسب جيوسياسية في السودان.
▪️البعد الدولي: الإشارة إلى دعم محتمل من ترامب تُسلط الضوء على ارتباط هذه التصريحات بتوجهات وسياسات دولية، مما يفتح الباب أمام تدخل قوى خارجية تسعى لاستغلال النزاع السوداني لمصالحها.
الــدلالات
▪تحمل تصريحات قائد الجيش الأوغندي مجموعة من المؤشرات المهمة:
استغلال الضعف الداخلي:
▪️يُظهر التصريح إدراك يوغندا لحالة الانقسام الداخلي في السودان ومحاولة استغلالها لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية
▪️التهديد المباشر بالاستيلاء على الخرطوم يُعد تعديًا واضحًا على سيادة السودان واستقلال قراره الوطني، مما يستوجب الرد بحزم.
▪️تُشير التصريحات إلى تصاعد المنافسة بين الدول الأفريقية على النفوذ في السودان، خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي تُضعف قدرات السودان على الدفاع عن مصالحه.
▪️الرهان على الدعم الخارجي من خلال إشارة موهوزي إلى دعم ترامب تُظهر اعتمادًا على التغيرات المحتملة في المشهد الدولي لتعزيز المواقف الإقليمية، مما يعكس ارتباط أطراف إقليمية بأجندات خارجية تتعارض مع مصلحة السودان.
ما يجب على السودان القيام به
في ظل هذه التصريحات وما تحمله من تهديدات، يتعين على السودان اتخاذ مجموعة من الخطوات الاستراتيجية:
▪️استدعاء السفير الأوغندي في الخرطوم للاحتجاج الرسمي على هذه التصريحات، مع مطالبة القيادة الأوغندية بتوضيحات رسمية تُعيد ضبط العلاقات الثنائية.
▪️تكثيف التنسيق مع الدول الإقليمية الصديقة، خاصة مصر ، لمواجهة أي محاولات لزعزعة استقرار السودان من قبل أطراف إقليمية تسعى لتحقيق مكاسب على حساب سيادته.
▪️اللجوء إلى الاتحاد الأفريقي الايقاد والمنظمات الإقليمية والدولية لإدانة التصريحات الأوغندية والتأكيد على احترام سيادة السودان.
▪️تعزيز الوحدة الوطنية بين القوى السياسية والمجتمعية لمواجهة التهديدات الخارجية والتأكيد على أن السودان قادر على الدفاع عن أمنه واستقراره.
▪️إرسال رسائل ردع واضحة من خلال تصريحات رسمية واعلامية غير رسمية تؤكد على قدرة السودان على حماية سيادته، مع التأكيد على التزام السودان بحسن الجوار ما لم يتم المساس بسيادته.
▪️ خلاصة القول ومنتهاه
▪️إن تصريحات قائد الجيش الأوغندي تُعتبر تحديًا صارخًا للسيادة السودانية وتُشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار السودان في ظل أوضاع الحرب الراهنة. و مع إدراك السودان لتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، يبقى الخيار الأمثل هو مواجهة هذه التهديدات بحكمة وفاعلية من خلال الدبلوماسية النشطة وتعزيز الوحدة الداخلية والعمل مع الشركاء الإقليميين و الدوليين.
▪️على يوغندا أن تعي أن السودان دولة ذات سيادة، وأن التلويح بالتصعيد لن يؤدي إلا إلى تعقيد العلاقات الإقليمية وإشعال صراعات جديدة، بينما يظل الحوار والتفاهم هو الطريق الأمثل لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل وحسن الجوار.