تصريحات تعبان ومواقف جنوب السودان: هل تُحسم في زيارة البرهان؟
خبر و تحليل عمار العركي
تصريحات تعبان ومواقف جنوب السودان: هل تُحسم في زيارة البرهان؟
▪️ خلال منتدى حكام ولايات جنوب السودان، أدلى تعبان دينق، أحد نواب الرئيس سلفاكير الخمسة، بتصريحات مفادها أن “أبناء دينكا نقوك في أبيي ينتمون إلى جنوب السودان ويواجهون معاناة حالياً، مشيراً إلى غياب الحكومة في الخرطوم.” وأضاف أن “السفراء الغربيين ووكالات الأمم المتحدة يُحيلون زياراتهم إلى أبيي لمسؤولين في بورتسودان، مما يعكس تقاعساً عن مباشرة المهام.”
▪️ذهب تعبان دينق في تصريحاته الاستفزازية إلى أن الخرطوم تمنع تشغيل مطار أتونج في أبيي، ما يعوق إيصال المساعدات الإنسانية ويزيد من معاناة السكان. دعا المنتدى إلى تبني توصيات ملزمة بشأن أبيي، تتضمن دعوة الأمم المتحدة لزيارة المنطقة بانتظام لمتابعة الأوضاع الإنسانية. كما طالب بإعادة فتح مطار أتونج واستخدامه من قبل الأمم المتحدة، إضافة إلى دعوة مجلس الأمن لتعيين رئيس جديد لبعثة “اليونيسفا” رغم معارضة الخرطوم. وشدد على ضرورة ضغط المجتمع الدولي لحل قضية أبيي، محذراً من أن حكومة جنوب السودان قد تعترف بنتائج استفتاء ٢٠١٣ إذا لم يتم التوصل إلى تسوية.
▪️ادعى تعبان أن هناك تناغماً بين دينكا نقوك والمسيرية، متهماً الخرطوم بأنها كانت وراء التوترات السابقة بتحريضها، مع قبول المسيرية بحكم محكمة لاهاي. كما دعا إلى تعزيز العلاقات بين قبيلتي المسيرية والرزيقات بدعم من حكومة جنوب السودان لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
▪️تصريحات تعبان دينق تعكس مدى الانقسام السياسي داخل جنوب السودان، حيث يظهر التصعيد بين الأطراف في مؤسسة الرئاسة التي تضم خمسة نواب للرئيس. وتسلط هذه التصريحات الضوء على كيف أن كل نائب يعالج قضايا الدولة من زاوية شخصية، مما يضر بالمصالح القومية ويعزز المواقف الحزبية والتنظيمية على حساب الوحدة الوطنية.
▪️استغل تعبان دينق حضور المجتمع الدولي في المنتدى للترويج لقضية أبيي من زاوية نظره الشخصية، مسلطًا الضوء على معاناة أبناء دينكا نقوك. وهو ما يعكس محاولة للتأثير على المواقف الدولية، لكن ذلك قد يؤدي إلى تعميق الخلافات بدلاً من التوصل إلى تسوية دبلوماسية شاملة. كما ظهر التناقض في تصريحاته بين الإشارة إلى غياب الحكومة في الخرطوم، ثم اتهامها بمنع فتح مطار أتونج أو تعيين رئيس لبعثة اليونيسفا. هذا التناقض يقلل من مصداقية المواقف السياسية ويزيد من تعقيد قضية أبيي.
▪️تجاهل تعبان دينق الحكومة السودانية في بعض تصريحاته وتوجيه اللوم للخرطوم في جميع القضايا المتعلقة بأبيي قد يعكس عدم اعترافه بالنظام السوداني، مما يعمق الانقسامات الداخلية. كما أن تحميل الخرطوم مسؤولية التوترات السابقة في أبيي يزيد من حدة الانقسامات بين القبائل المعنية، مما يهدد بناء الثقة وتعزيز الحوار بين هذه المجموعات.
▪️في هذا السياق، تأتي زيارة مرتقبة للرئيس عبد الفتاح البرهان إلى جوبا للقاء الرئيس سلفاكير، مما يفتح المجال لشفافية مناقشة مواقف جنوب السودان السلبية تجاه قضية أبيي وغيرها من مواقف تحتاج لإجابات تفسيرية على أسس تحترم سيادة السودان وطبيعة العلاقة والمصالح المشتركة .
▪️ خلاصة القول ومنتهاه
▪️اعتقد بالضرورة وقبل زيارة البرهان الى جوبا ، ان تقوم دبلوماسية الخارجية بإصدار بيان رسمي للتنديد بتصريحات تعبان دينق، مع التأكيد على أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان لا تتعامل مع الأوضاع في أبيي، وأن بعثة اليونيسفا هي الجهة الوحيدة المعنية بحفظ السلام في المنطقة.
▪️وذلك تمهيداً للدبلوماسية الرئاسبة والزيارة المرتقبة فى الاستيضاح وفتح العديد من الملفات الأخرى المسكوت عنها مثل النفط وغض الطرف عن المرتزقة الجنوب سودانيين والوقوف لجانب المصالح الاثيوبيا في ” اتفاقية عنتبي” خصماً علي مصالح السودان .. …الخ
▪️تعزيز موقف قبيلة المسيرية من خلال حث القيادات الأهلية على التنديد بتصريحات تعبان دينق وتأكيد أحقيتهم في أبيي، مع العمل على تعزيز العلاقات مع الحكومة السودانية لضمان وحدة الصف.