أحرف حرة – إبتسام الشيخ – الفيتو الروسي بين الإرتياح والسؤال المربك ( ٢_٢)
أحرف حرة
إبتسام الشيخ
الفيتو الروسي بين الإرتياح والسؤال المربك
( ٢_٢)
في المقال السابق تحدثنا عن الفيتو الروسي وذكرنا بأنه رغم إرتياح السودانيين حكومة وشعبا لما أقدمت عليه روسيا وإحتفائهم بالفيتو إلا أن السؤال الذي ربما يحدث ربكة هو (هل السودان مستعد لأن يتحمل الدين الذي وضعته روسيا في رقابنا وينتج قدرة على إدراك هذا الدين ومن خلاله يضع خطة إستراتيجية لإستثمار الموقف الروسي ؟
السؤال مبعث قلق حقيقي بالنظر لإجهزتنا الرسمية ، إذ إن لدينا جهازين أحدهما معطل والآخر مشلول ،
المعطل هو العقل الإستراتيجي للدولة ،
والجهاز المشلول هو وزارة الخارجية ،
في ظل مثل هذه المعطيات يخشى الكثيرون أن تفوت علينا هذه الفرصة ،
نحن أمام مرحلتين حساستين جدا لا يمكن للسودان أن يغيب عنهما ،
الأولى أن روسيا صاحبة الفيتو الأشهر على الإطلاق لصالح دولة في قارة مظلمة ستكون في إنتظار الخطوة التالية للسودان ،
روسيا ستكون في انتظار رد السودان بشكل واعي ،
ولأننا نعلم بأنه منذ أن خلق الله الأرض ومن وما عليها أن الإنسان هو من يتحرك نحو الجبل ، لكن عندما يتحرك الجبل نحو الإنسان يفترض أن يشعر بأن هنالك تغيير ويفكر في هذا التغيير بوعي ،
الآن نحن كسودانيين سخر الله لنا جبلا سعى نحونا ،
وعلينا أن نستوعب هذا ،
والأمر الآخر روسيا وضعتنا بهذا الفيتو في مواجهة أمام المجتمع الغربي ،
فبنفس حجم الفرصة التي أوجدتها لنا انفتحت هاوية عميقة جدا من المهددات الغربية تجاه السودان ، لأن الآخرين أيضا لديهم خططهم وإستراتيجياتهم ومصالحهم كدول عظمى مؤثرة ،
هم قادرين على إنتاج تعقيدات جديدة لكي يقطعوا بها الطريق أمام التقارب السوداني الروسي ،
فهل نحن واعون ومدركون للتحديات ومطلوبات الفيتو الروسي ؟.
حفظ الله البلاد والعباد