
متابعات – نبض السودان
شهدت قرية أبوزعبل التابعة لمدينة الخانكة بمحافظة القليوبية المصرية، جريمة مأساوية راح ضحيتها ثلاثة أطفال على يد والدتهم، التي فاجأت زوجها أثناء تناول وجبة السحور باعتراف صادم: “أنا خنقت ولادنا”.
تفاصيل الجريمة المفزعة
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بمقتل ثلاثة أطفال داخل منزلهم، ليتحرك رجال الأمن سريعًا إلى موقع الحادث، حيث تم القبض على الأم القاتلة “سوزان. ح” وبدأت التحقيقات في دوافع الجريمة وملابساتها.
وبحسب أحد أقارب الزوج، فإن الجاني كان يتصرف بشكل طبيعي أثناء إعداد السحور، ولم تبدُ عليها أي علامات اضطراب أو توتر، رغم ارتكابها الجريمة قبل لحظات من ذلك. وبعد أذان الفجر، نادت بصوت عالٍ على زوجة شقيق زوجها وأخبرتها بجريمتها، ما أثار صدمة كبيرة بين أفراد الأسرة والجيران، الذين سارعوا لإنقاذ الأطفال، لكنهم كانوا قد فارقوا الحياة بالفعل.
تحقيقات الأمن وتحليل الحادث
أكد العقيد محمد إبراهيم من وزارة الداخلية المصرية، أن التحريات الأولية لم تُظهر وجود خلافات بين الزوجين في ذلك الوقت، لكن المقربين من الأم أشاروا إلى معاناتها من أزمات نفسية خلال الفترة الماضية.
وقد باشرت النيابة العامة التحقيقات، حيث عاينت مسرح الجريمة، وأمرت بتشريح جثث الأطفال قبل التصريح بدفنهم، كما طلبت المزيد من التحريات الجنائية لكشف تفاصيل الواقعة بالكامل.
محاولات إنقاذ فاشلة
وفقًا لشهادات الجيران، فإنهم هرعوا إلى المنزل بعد سماع صراخ الأب، ليجدوا الأطفال الثلاثة وقد فارقوا الحياة، دون أن تُجدِ أي محاولات لإنعاشهم. وأوضح أحد السكان أن الأم لم تكن تبدو عليها علامات مرض نفسي واضح، رغم تصرفاتها الغريبة أحيانًا، إلا أن فكرة قتل أطفالها لم تكن تخطر ببال أحد.
تفاصيل الضحايا
كشفت التحقيقات أن الأطفال الثلاثة هم:
- شهد (12 عامًا)
- محمود (7 أعوام)
- آية (5 أعوام)
وقد تم العثور عليهم فوق أسرّتهم، حيث لم يتمكنوا من مقاومة والدتهم، التي كانت أقوى منهم جسديًا، ما مكنها من تنفيذ الجريمة دون مقاومة تذكر.
رأي قانوني: المرض النفسي أم الجريمة المتعمدة؟
أكد السيد علي المحمدي، المدير التنفيذي للمكتب العام للمحاماة بالقليوبية، أن هذه الجرائم غالبًا ما تكون ناتجة عن اضطرابات نفسية حادة أو إدمان. وفي مثل هذه الحالات، يتم إحالة المتهم إلى الطب الشرعي ومستشفى الأمراض العقلية للتقييم النفسي.
وأشار إلى أنه في حال ثبتت إصابة الأم بمرض نفسي، فقد يتم تحويلها إلى مستشفى الأمراض العقلية لتلقي العلاج بدلاً من محاكمتها جنائيًا، لأنها ستكون غير مسؤولة عن أفعالها قانونيًا.
تحذير من مخاطر الإهمال النفسي
اختتم المحمدي حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي بالأمراض النفسية وضرورة الحصول على العلاج اللازم، لتجنب تطور الحالات النفسية إلى جرائم مأساوية كهذه، مشددًا على ضرورة اللجوء إلى الأطباء النفسيين ومنصات الدعم النفسي التي توفرها وزارة الصحة.