صحة وتكنولوجيا

اكتشاف ثوري.. خلايا غامضة في البطن قد تحمل مفتاح علاج السمنة

متابعات – نبض السودان

اكتشف فريق من العلماء أنواعًا فرعية جديدة من الخلايا الدهنية في جسم الإنسان، قد تلعب دورًا رئيسيًا في السمنة ومقاومة الأنسولين، مما يفتح آفاقًا لعلاجات جديدة، وفقًا لدراسة نشرتها دورية Nature Genetics ونقلها موقع Live Science.

تطور علمي في فهم الدهون

قالت إستي ييغر لوتيم، الباحثة المشاركة في الدراسة وأستاذة علم الأحياء الحاسوبي بجامعة بن غوريون، إن العثور على هذه الأنواع الفرعية من الخلايا الدهنية كان “مذهلًا”، مشيرة إلى أنه يكشف تعقيدًا أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.

الدهون ليست مجرد مخزن للطاقة

لم تعد الأنسجة الدهنية تُعتبر مجرد مخزن للطاقة، بل تعمل على تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي، كما تلعب دورًا في التفاعل مع الجهاز المناعي والدماغ والعضلات والكبد. ووفقًا للعلماء، فإن أي خلل في الأنسجة الدهنية يمكن أن يؤثر سلبًا على الصحة العامة.

الدهون الحشوية أخطر من الدهون تحت الجلد

أظهرت الدراسة أن الدهون ليست متساوية في تأثيرها على الصحة. فالدهون الحشوية، التي تحيط بالأعضاء الداخلية في البطن، تزيد من مخاطر أمراض القلب، السكتات الدماغية، السكري، ومقاومة الأنسولين، وتُعتبر أكثر التهابًا من الدهون تحت الجلد، مما يجعلها أكثر ضررًا بالصحة.

أطلس جديد للخلايا الدهنية

كجزء من مشروع أطلس الخلايا البشرية، قام الباحثون برسم “أطلس خلوي” للخلايا الدهنية باستخدام تقنية متطورة (snRNA-seq)، والتي تحلل نشاط الجينات داخل كل خلية، ما مكّن العلماء من تحديد وظائف جديدة للخلايا الدهنية.

دهون غير تقليدية بوظائف جديدة

وجدت الدراسة أن معظم الخلايا الدهنية تعمل بشكل “كلاسيكي” عبر تخزين الطاقة، لكن نسبة صغيرة منها كانت “غير تقليدية”، حيث تقوم بوظائف إضافية مثل:

  • الخلايا الدهنية المولدة للأوعية الدموية: تعزز تكوين الأوعية الدموية.
  • الخلايا الدهنية المرتبطة بالمناعة: تنتج بروتينات تلعب دورًا في وظائف الجهاز المناعي.
  • الخلايا الدهنية في المصفوفة خارج الخلية: تساعد في دعم بنية الخلايا.

التهاب الدهون الحشوية وتأثيره على مقاومة الأنسولين

أظهرت الدراسة أن الدهون الحشوية تحتوي على نسبة أكبر من الخلايا الدهنية غير التقليدية مقارنة بالدهون تحت الجلد، مما يعزز ارتباطها بالالتهابات. كما لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين لديهم نسبة أعلى من هذه الخلايا، مما قد يساعد في تفسير علاقتها بخطر الإصابة بالسكري وأمراض التمثيل الغذائي.

تحديات البحث والمستقبل العلاجي

ورغم أهمية الاكتشاف، أشار العلماء إلى أن حجم العينة في الدراسة كان صغيرًا نسبيًا، وأن النتائج لا تزال مبدئية. ومع ذلك، فإن فهم وظائف هذه الخلايا قد يساعد مستقبلاً في التنبؤ بمخاطر مقاومة الأنسولين وتطوير علاجات تستهدف الأنسجة الدهنية للحد من مضاعفات السمنة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

زر الذهاب إلى الأعلى