انواء – رمضان محجوب – معركة الكرامة «الخضراء»
انواء
رمضان محجوب
معركة الكرامة “الخضراء”
هذه الحرب اللعينة لم تقف تداعياتها عند الولايات التي اشتعلت فيها ، بل تعدتها إلى بقية الولايات الآمنة، لتشكل تحديا حقيقا أمامها وأمام مواطنيها.
وتعد الولاية الشمالية واحدة من المناطق التي تأثرت بالحرب وظهر ذلك من خلال موسمي الزراعة الصيفي والشتوي السابقين الذي كاد أن يتعثر لولا تدخل منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وطرحها لبرنامج إسعافي عمد لدعم الموسمين عبر توفير حزمة متكاملة لزراعة خمسين ألف فدان بالقمح بجانب مساحات اخرى زرعت ذرة.
ومع اقتراب الموسم الشتوي أو قل العروة الشتوية المقبلة أعدت حكومة الولاية الشمالية عدتها وعمدت على التحضير المبكر لهذا الموسم الذي أسمته موسم “الكرامة” باعتبار أن التحدي الذي يواجه الشمالية الان ومزارعها لا يقل عن معارك الكرامة التي يخوضها الابطال ضد مليشيا الجنجويد في ميادين القتال.
يطل علينا الموسم الشتوي هذه المرة في ظل جملة من التحديات التي تواجه مزارع الشمال أبرزها شح التمويل وارتفاع أسعار المحروقات لأرقام قياسية، بجانب مشاكل الكهرباء وتأهيل الترنكات إضافة لندرة الحصادات بالولاية الشمالية بعد انتقال الحرب التي اندلعت في الخرطوم الى الجزيرة.
تلمسا لاحتياجات العروة الشتوية واستنهاضا للهمم التنفيذية حيال الملف الزراعي استضاف المجلس الأعلى للثقافة والاعلام في منبره الإعلامي الدوري الأسبوع المنصرم عدد من أصحاب الشأن الزراعي حديثا وتوضيحاورسما للخارطة الزراعية للعروبة الشتوية.
شارك في المنبر عدد من المختصين والمهتمين بالشأن الزراعي تقدمهم مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بالولاية، المهندس عثمان أحمد عثمان، إلى جانب مدير البنك الزراعي قطاع الشمالية، الأستاذ عمر أحمد، ومدير محطة أبحاث دنقلا، د. المعز لدين الله محمد فضل، ومدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بدنقلا، المهندس عصام الدين إدريس، بجانب الأمين العام للمجلس، الأستاذ الباقر عكاشة عثمان.
المهندس عثمان أحمد٨ عثمان أشار خلال حديثه إلى أن المساحة المستهدفة لمحاصيل العروة الشتوية هذا الموسم تبلغ حوالي 520 ألف فدان، منها 205,700 فدان مخصصة لمحصول القمح، وأكثر من 74 ألف فدان للفول المصري، بالإضافة إلى مساحات لمحاصيل التوابل والخضروات والأعلاف.
وأوضح عثمان أن مساهمة الولاية الشمالية في مشروع الأمن الغذائي القومي من إنتاج القمح تقدر بحوالي 750 ألف طن، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على التوسع في زراعة القمح بولايات آمنة لتعويض انخفاض الإنتاج في مناطق أخرى تأثرت بالحرب.
فيما يتعلق بتمويل العروة الشتوية ، استعرض مدير البنك الزراعي عمر أحمد سياسات البنك الزراعي في تمويل الموسم الشتوي، مشيراً إلى بدء عمليات التمويل وتوافر مدخلات الإنتاج، ودعا المزارعين للتواصل مع فروع البنك للاستفادة من الفرص المتاحة، خصوصاً لمحصول القمح.
عموما نتمنى أن تعود العروة الشتوية إلى الولاية والسودان بالخير الوفير من الانتاجيةزوسط توقعات أن يحقق محصول القمح انتاجية عالية خلال الموسم الحالي يحقق الاستقرار الغذائي بالولاية والسودان. دعونا نكون أكثر تفاؤلا في أن تمثل الولاية الشمالية صمام أمان غذائي لكل السودان.
شكرا… المجلس الأعلى للثقافة والاعلام بالولاية وامينه العام الباقر عكاشة.. لقرعهم ناقوس الخطر باكرا وتذكيرهم بالمطلوبات لتوفير احتياجات معركة الكرامة الخضراء.