أحرف حرة – إبتسام الشيخ – «مكافحة التهريب» المواطن مسمار الزاوية
أحرف حرة
إبتسام الشيخ
“مكافحة التهريب “
المواطن مسمار الزاوية
الأوراق التي قُدمت خلال ورشة مكافحة التهريب الجمركي التي عقدتها وزارة الداخلية الأسبوع الماضي بقدر ماكانت حيوية والنقاش فيها حيويا وجاء مبنيا على أدوات قياس ،
الا انها لم تحدد نسبة شفاء الدولة من التهريب بقدر ما ركزت على خطورة التهريب على الإقتصاد ،
المتابع لأداء الجمارك يُلاحظ ضخامة في مستوى الضبطات مايدل على ان الحرب رغم تأثيرها على السلامة العامة وعلى الجمارك كغيرها من المؤسسات ، إلا أنها لم تقلل من كفاءة وفاعلية افراد الجمارك على الرغم مما وقفنا عليه من وضع مادي ضعيف لمنسوبي الجمارك على خلاف مايعتقد الناس ، فضلا عن إفتقارهم للحماية ،
ركزت الورشة بصورة كبيرة على عناصر الجمارك وشركائهم في مكافحة التهريب كالأمن الاقتصادي وغيرهم ،
وبقدر مانؤًمن على أهميتهم جميعا كركائز أساسية في عملية مكافحة التهريب الا اننا نرى ان المو اطن هو مسمار الزاوية في هذه العملية ،
المواطن يجب أن يكون جزءا اساسيا في عملية تأمين الإقتصاد القومي ،
صحيح أن المواطن تقيده التشريعات وتقيده المحاسبة ، لكن درجة وعيه بخطورة مايفعله واستخدام ادوات كثيرة ومتنوعة في توضيح ذلك مسألة مطلوبة وضرورية ،
توعية المواطن وجعل المجتمع الكلي جزء من عملية الرقابة والانضباط و مكافحة التهريب يجعل الجريمة محصورة ،
ومن زاوية أخرى نرى أن القضاء على ظاهرة التهريب يبدأ أولا بدراسة أسباب التهريب والعمل على معالجتها ، ودراسة حالة البيئة التي ينشط فيها التهريب ،
إذ يُلاحظ أن معظم الأشخاص المتواجدين على الحدود ويساعدون على التهريب حياتهم بائسة ، فقراء ومصدر دخلهم ضعيف ، والسلع المرغوبة في دول الجوار تحقق لهم كسب مادي فوري وكبير ،
يجب أن تعمل الدولة على معالجة الخدمات الأساسية في هذه البيئات ، لكي يرتبط المواطن بدولته ، فكما أن للدولة حقها ، لها واجباتها تجاه مواطنيها ،
كما يجب تنمية التربية الوطنية من حيث الحقوق والواجبات ومستوى التعليم ومستوى الخدمات التي تٌقدم للناس ، وهذه من أولى الوسائل التي يجب أن يُكافح بها التهريب ،
فدراسة الاسباب والعمل على معالجتها أمر كفيل بالحد من التهريب والقضاء عليه ، وإن حدث فسيكون بمقدور القوات مكافحته ،
أما أن يُصبح التهريب وسيلة تكسب ومصدر رزق للناس فإن مكافحته تصبح من الصعوبة بمكان .