أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – مكة بورتسودان
أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – مكة بورتسودان
بكة الحبيبتين
تظلم الدنيا فى وجهى ، وبصرى يضعف ، أتوجه لله داعيا متذللا، فيسخر من عبيده الربانيين ، دكتور العاص المدير الإقليمى لمؤسسة البصر الخيرية ، ربانى المنهج ، سمح المظهر والمخبر وحسن السريرة والطوية ، حبانى الله به اخا فيه وصديقا وفيا ، لثلاثة عقود إلا قليلا منقطع للعبادة فى خدمة العينين الحبيبتين إداريا فذا ، متخذا من بكة المباركة ، مكة الأخرى محرابا لرعاية بصر السودانيين وبنطاسين وفنيين ومن ورائهم إداريين يلقون مجتمعين قميص الشفاء فى العيون فترتد منها العشية بحول الله بصيرا ، وتستقيم الحولاء والحوارء وتزداد بتقويم البصر إشراقا وجمالا ، شارع مكة فى رياض الخرطوم بها احلو وانتعش ، نفتقده وعاصمتنا الحبيبة ، مؤسسة البصر ومشافى مكة ،اوركسترا متناغمة مايستروها الدكتور العاص لضبط النوته بالشدة واللين وصرامة ود اللمين الباشكاتب الفنان ، بينما كنت قبل ايام داخل عربته فى صحبته ومحبته لله وفى الله ، يلحق به أحد العاملين بمستشفى مكة بورتسودان ، ليبذل مما تلمست اعتذارا إليه ، مماذا لا ادرى ، والدكتور العاص يطيب خاطره ويفهمه بأنه يتخذ من المزاح المباح منصات لخلق براح يعين على أداء الوظائف ، فأراح المعتذر بلطف بأنه بالتمزيح يقصد تخفيف أعباء العمل ، ويدعوه بمحبة للإنصراف لمهامه ومفعول المزحة قد سري. كارزيما الشخصية الإدارية مفصلة على الدكتور العاص ، يكسوه إطلاق اللحية من غير تشدد وقارا ، للتدين فى سيماه وحركاته وسكناته عنوان للوسطية ، ثقافته وسيعة ومحيطة ، يفهم فى كرة القدم وتاريخها وقد مارسها فى شتى انحاء السودان متنقلا بحكم طبيعة عمل والده العاص الكبير ، ومرجع للمقربين فى غناء الحقيبة غير مهاراته فى إعداد القهوة وطبخ الشرموط للكسرة والقراصة والمفروكة ، رجل إدارة ومطبخ يعشق إعداد الطعام للآخرين ويباهى كرما بتوجيه الدعوات لتناول الوجبات ومن ثم إصدار الأحكام والهدف الإطعام للصحبة والرفقة من النازحين وهو شيخهم باختلاف ، فنزوحه انعم وأكرم نعمة للحبيبتن ، العينين.
صندلا وعطرا
احمل له محبة ومودة واحتراما وتقديرا لإدارته النموذجية لمؤسسة البصر الخيرية ولما يبديه نحوى وقبل ايام أهدانى الصندل والعطر قواريرا ، و أجله لأدائه أمانة التكليف مسهما فى علو كعب مؤسسة البصر الخيرية واقداح خدمات مستشفيات مكة يسيرة التكلفة وريع خدماتها لكفالة التشغيل ، ومخيماتها العلاجية المجانية تحدث عنها فى الحضر والبادية ، لم يبك د العاص على سكب الحرب لألبان المؤسسة الخيرية ومكاتها بالعاصمة والولايات المتأثرة ، قضى شهورا بالخرطوم فى المواضع الأشد سخونة شاهدا على الحرب ، ليقرر بعد حين مقدور الإنتقال للولايات غير المتأثرة متخذا من مدنى قبل الإجتياح و العاصمة الإدارية بورتسودان مسرحا لكفالة إستمرار التشغيل بالمناطق البعيدة عن الحرب والممكن إدارتها عن بعد بين اتون الضرب ، لا راية للإستسلام ، يقرر الأنتقال لمضاعفة السعات ولزيادة العدة والمعدة لتلافى النقصان فى تقديم الخدمات والعجز فى الطواقم الطبية والإدارية المعدة والمدربة والمؤهلة بالمعيارية العالمية وجلها تخير النجاة بعبور الحدود . لدى نزوحى لبورتسودان بعد نحو عام تحت نير الحرب ، زرته للإطمئنان عليه ، فإذ هو الدكتور العاص غير الملتفت للوراء والمضيع وقتا والمهدر جهدا روحيا وعقليا فى تعديد مظاهر الخراب والخسران والفقدان جراء الحرب شخصيا و فى بنيات ومراكز مؤسسة البصر الإقليمية التى يحمل فيها مديرا إقليميا هم إدارة قرابة الستين مستشفى لطب العيون ، وسعدت بعدم مغادرته البلاد و بتوفيقه فى إستمرار تقديم الخدمات لعقود وأسعد بثقل خدمات مكات السودان الراقية التى يعادل النجاح فيها الخمسين ونيف من مستشفيات مؤسسة البصرة الخيرية النظيرة بالبلدان الأخرى ، فلذا هو حفى بطواقم مستشفيات مكة السودانية وإدارتهم حد اللطف بالمزاح غير مواضع الجد . يتجول بينهم فى مختلف الأقسام والوحدات ويحفظ عن ظهر قلب كل شئ من الالف للياء ، و بدلمهارته وتعامله الإدارى السلس وتواضعه العالى ، الكل فى مؤسسة البصر ومشافيها بالسودان الدكتور العاص.
وختامه نسيبة
لما زرته قبل نحو عشرة أشهر بمكة بورتسودان ، اشار لهيكل يشمخ قيد التشييد للتحديث والتطوير ومن ثم الإنتقال إليه وهد مستشفى مكة القائم الحالى وتشييده على ذات الطراز والحداثة التى تتبدى معالمها الآن بقلب العاصمة الإدارية برجا لطب العيون ، قريبا تشهد المدينة الحمراء افتتاح مستشفى مكة الحديث المتكامل بمواصفات وسعات فى طوابق متعددة ، يصعد إليها دكتور العاص رفقة الوفود المختلفة معرفا وللوح البناء والتشييد حافظا وعن الكلفة ساكتا وملوحا حييا بالإستدانة لأطنان من السيخ والمواد لإتمام البرج الذى عاودت زيارته قبل أيام رفقة زملاء أعزاء يحملون ذات الحب والتقدير والإحترام لطواقم مكة التى تقدم خدماتها فى طب العيون بأعلى ما تكون المواصفات التى تليق بحبيبات الإنسان ، وجل العاملين بالوسط الصحفى المرتدين للنظارات الطبية، متاح لهم الكشف والعدسات على إختلافها والفريمات مجانا والدكتور العاص يضع الإعلام فى مرتبة الشريك الأول المعين على إستمرار تقديم خدمات طب العيون بكلفة رمزية على يد امهر اطباء وجراحى العيون ، والمستشفى الحديث يوشك على الطلاء زينة تسر عيون الناظرين الحبيبة ، يصعد بنا الدكتور العاص الطوابق الثلاثة المقتربة من التشطيب وكل اللوازم متوفرة لإكمالها ومن ثم للرابع وبعده الشروع فى هد القديم وتشييده على ذات النسق ، والخطة على الدرب تمضى للتطوير فى الولايات المستقرة ، والسر فى شخصية الدكتور العاص المؤمنة والمتوكلة لتجاوز مصاب الحرب وخرابه العظيم بالتأسيس على السليم لسد النقصان ومن ثم زيادة السعات ، والسر كذلك فى محبته للسودانيين. وبعد المرور طابقا عن طابق صاعدين من وراء العاص ، تبعناه لغرفة مخصصة حاليا لإدارة عمليات إتمام تشييد الصرح المهيب ، حيث ممثلى القائمين على تنفيذ المشروع أحد أسلحة إيقاف الحرب ، فالبناء فى ظل هذه الظروف يستحق عاطر الثناء والشكر لثلة شبابية يتكئ عليها دكتور العاص للحفاظ على انجح المشاريع قبل الحرب وفى اثنائها وبعدها الكلام آخر . داخل غرفة عمليات المهندسين والمنفذين للصرح الطبى للحبيبتين ، عينى الإنسان والسودان ، ثلة من الشباب يعرفنا عليهم دكتور العاص بافتخار وامتنان المهندس وسام عبدالمحسن جلال الإستشارى الملم ليس بخبايا المبنى فحسب بل عمران البورت بأكملها وجمالها ،وأسامة محمد الحسن من أعمال اوتين للتشييد ، وختام المسك ورع ، نسيبة سيف موسى ممثلا للمالك مؤسسة البصر الخيرية ، راعية حبيبتى السودانية.