رؤى ومحطات – الاشاوس والجاهلية – خالد قمرالدين
رؤى ومحطات
الاشاوس والجاهلية
خالد قمرالدين
ـ اطلقت المليشيا علي قواتها كلمة (الاشاوس) .. وتناست عن عمد ان الجيش السوداني .. هو الساس .. هو الراس .. هو الاصل .. وبالتالي هم عندما كانوا قوات دعم سريع .. مجرد فرع
ـ ليس هناك ما يجعل الفرع يتطاول على الاصل .. لولا الجاهلية .. والغرور والإعتداد بإستجداد (النعمة) بالقوة التي تنفخ صاحبها .. وتجعله (يعيش الوهم) بسطلةِِ او بدونها .. ويلعب دور الهر الذي يحاكي صولة الاسد
ـ القوة وحدها ليست كافية للقيام بتصرفات صبيانية طائشة .. والقيام بإنقلاب في دولة ذات انظمة راسخة في التاريخ .. وجيش ضارب في العراقة .. ذو خبرة وتاريخ كبيرين .. يشهد على شجاعته الاعداء قبل الاصدقاء .. منذ عهد ونستون تشرشل الى عهد عقار الذي نصح الهالك حميدتي بعدم المغامرة .. لانه ليس بإستطاعته الانتصار على الجيش السوداني
ـ حق لنا ان نطلق على الـ (جاهزية) .. (جاهلية) .. لأنهم لم يكونوا موفقين مطلقاً في مغامرتهم الانقلابية هذه .. وان المسألة عقول .. وليست قوة ضاربة تنطوي على تمرد وخيانة في كل الاحوال .. جاهلية .. لانها إستباحت البلاد كما لم يستبيحها الدفتردار من قبل
ـ الجاهزية التي تضرب في مواطن الهشاشة وتولي الدبر ليست إلا جاهلية .. الجاهزية التي تنهب وتسلب وتغتصب ليست إلا جاهلية .. الجاهزية التي تستقوى بالسلاح بلا عقل ولا علم ولا عرف ولا دين ولا زاجر من ضمير .. وتستأسد على المواطنين العزّل ليست إلا جاهلية
ـ الجاهزية التي تنتشر بلا هدف .. وتضرب بلا هدف .. وتقصف بلا هدف .. وتهرب بلا هدف ليست إلا جاهلية
ـ الجاهزية التي تظن ان لديها الإقدام في عمليتي (السرعة والحسم) بمعزل عن دعم وإسناد الدولة .. وأن معركة الخرطوم كمعركة قوز دنقو .. ليست إلا جاهلية ..
ـ وهي كذلك تظل تعيش وهم السيطرة على هذه البلاد .. بما يشعشع في عقول منسوبيها من مخدرات وسُكر الى حين فناء آخر مليشي فيها .. وكما ورد في أدب المليشيا وما تردد في بعض حواضنها (ياحليل الفكي الجاب ليكم العرقي) .. وما ورد ايضا في ميدان الإعتصام (العرقي مكان الشاي ثورة .. عايش مسطول يوميا ثورة) .. ليس إلا جاهلية.