مقالات الرأي

أحرف حرة – إبتسام الشيخ – تسليم كيكل: الحق العام والخاص

________________

أي كانت قيمة كيكل لا شك في أن تسليمه في مصلحة الوطن وفي مصلحة القوات المسلحة ،

كيكل قيادة مركزية مؤثرة جدا في منطقة الجزيرة ، ساهمت بشكل كبير في إنجذاب بعض قبائل الجزيرة الأصيلة من بطاحين وشكرية ورفاعيين لأن ينتموا إلى الدعم السريع ،

كيكل سابقا كان قوة عسكرية متمردة على الدولة وموجودة في البطانة وهنالك أناس تابعين له آنذاك وهذه تمثل قيمة إضافية بالنسبة لهم ،

خرج كيكل بهذه الطريقة بعد أن ساهم في أن توالي الجزيرة الدعم السريع بنسبة ستين إلى سبعين بالمائة، على الاقل القوة الصلبة المقاتلة ، فقد ساندوا الدعم السريع بالرجال وساعدوا الدعم السريع بالتشوين وساعدوا الدعم السريع بالمعلومات،

بغض النظر عن عدد الذين خرجوا مع كيكل الا أنهم تركوا الذين خلفهم في (ربكة ) لا يدرون ماذا يفعلون ؟

وهذه الربكة في حد ذاتها تمثل مكسبا كبيرا ، إذ إنها تُضعف الروح المعنوية للعدو وتُضعف قدرته على الحصول على معلومات طازجة ونظيفة من هؤلاء الخونة كما كان في السابق ،
مكسب آخر في خروج كيكل أن المليشيا الآن ماعادت تعرف صليحها من عدوها ، من معها ومن ضدها ، بالتالي استعلت النبرة العنصرية عندها ، وبدأوا مجازر في حواضن دعامة الجزيرة ،

تلك المجازر هي التي دفعت قبيلة الشكرية لإستنفار أهلهم من كآفة اطراف الجزيرة وشرق البطانة ،
فتدافعوا ملبين استصراخ العشيرة بما فيهم أبناء الشكرية في صفوف المليشيا ودخلوا تمبول مع القوات المسلحة ،
فالشكرية الآن بحسب متابعاتنا اللصيقة بما فيهم أبنائهم في الدعم السريع هم الآن ضد الدعم السريع ،

نبرة مليشيا الدعم السريع العنصرية لم تحرك الشكرية فحسب بل نبهت كل بطانات الجزيرة إلى أن القصة والحكاية ليست ديمقراطية إنما القصة والحكاية اولاد جنيد ،

(الربكة) والتصفيات والإهانة التي أذاقتها عناصر المليشيا لابناء الجزيرة ستخُلق من أشجار الجزيرة قبل بشر الجزيرة عناصر مقاتلة لمليشيا الدعم السريع ،

وفوق كل ذلك فإن ماحدث شكك المليشيا في تيراب البيشي من الرفاعيين المسيطرين على مناطق السوكي وسنجة والدندر ،كما شككها في ابو شوتال وقجة ،

المشهد الآن فتنة أصابت القادة البارزين وكل منهم الآن مجتهد ليس في القتال بل في تأكيد أنه ليس بخائن ،
الربكة أثرت في عناصر المليشيا من الجزيرة حتى دارفور ،
خسرت المليشيا خسارة كبيرة ، خاصة وأن الأخبار المتداولة الآن أن مفاوضات تجري مع قائد كبير .

على الرغم من أن تسليم كيكل كما جاء في مستهل حديثنا هو في مصلحة الوطن والجيش الا ان هنالك جانبا لا يمكن أغفاله خاصة مع الأصوات العالية التي تنادي بالحق الشخصي باعثها الغبن الذي اورثتها له المليشيا ، التي لم يترك عناصُرها رذيلة أو دنيئة لم يفعلوها ،

وهنا فاللشرع قوله وللقانون قوله ،
مافعله حميدتي وكيكل وأشباههم في الشرع هو حرابة ، والحرابة حدها القتل ، إلا إن تاب وهو صاحب قوة لا يُقام عليه الحد ،
لكن لاتسقط عنه الشكاوى الشخصية ،
للدولة أن تعفو في حقها العام ، المتمثل في الخروج ضدها ،
إلا أن دورا كبيرا ينتظر منظمات المجتمع المدني للعمل في هذا الجانب بالعمل على توثيق الإدانات الشخصية والتوغل في البحث عن مايُدين بشكل مباشر .

حفظ الله البلاد والعباد

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى