مقالات الرأي

بينما يمضى الوقت – متى ينصفنا العالم؟ – أمل أبوالقاسم

___________________

قامت الدنيا في جنيف ولما قعدت تمخضت عن تسهيل المساعدات الإنسانية وكيفية وصولوها الى مستحقيها ممن سحقتهم الحرب ، وتعهد كل من الجيش وقوات الدعم السريع بذلك، أوفى الأول وفتح طريق أدرى عبر تشاد برغم المحاذير والقلق من المراقبين، كما التزمت الثانية السماح بدخولها بل والمساهمة في توصيلها وتأمينها، ثم وقبيل ان يجف حبر تعهداتهم ، وقبيل ان ينفض سامر اجتماعتهم قامت المليشيا باحتجاز ناقلتين للمساعدات الإنسانية كانت في طريقها لدارفور بحسب منظمة أطباء بلا حدود قبيل يومين.

حسنا .. هذا نموذج صغير من المفترض ان يكشف للمنظمات كافة والأممية منها والعالم مدى استهتار المليشيا وتلذذها بتعذيب المواطن السوداني بايعاز منها أو تحريضها وقد تعودنا من دول بعينها ان تقول شيء على الملأ بينما تنفذ خلافه في الخفاء وهي تستبطن وتضمر شرا مستطيرا بأهل السودان وهي تتخذه أداة لمحاربة الجيش.

انتهاكات المليشيا واضحة لا تخطئها عين ولا بصر أو بصيرة توثقها بنفسها لا ادري ان كان جهلا وغباء أم ثقة مفرطة؟. دعكم من توثيقها فما بايدي حكومة السودان من وثائق دامغة كفيل بإدراجها تحت مسمى الإرهاب.

وبعيدا من هذا وذاك فقد انتشرت في الٱونة الأخيرة مقاطع فيديو وثقتها كاميرات الأمم المتحدة وامريكا نفسها لفتيات اعترفن وقصصن ما مررن به من تعذيب واغتصاب وإذلال وعبودية جنسية في معتقلات المليشيا ومثلهن مئات ما زلن هناك يتجرعن كأسات الذل ومرارة الاسترخاص والأذى على أيدي قذرة وضمير منزوع ، اتبع اسلوب الغاب. قصص تنفطر لها القلوب ويشيب من هول فظاعتها الولدان.

هكذا قصص وانتهاكات وقفت عليها منظمات حقوقية دولية ، انتهت بنشرها وتمليكها.

الآن وتحت بصر العالم تجتهد المليشيا في اللحاق بمن كتبت لهم السلامة، ومن هم في الايواء لتقلق منامهم يعز عليها ان ترى استقرارا حققه الجيش ورفقائه في معركة الكرامة، لم تترك مشفى صمد أو تم تأهيله إلا والحقت به قذائفها وهي تجهد في حرمان المواطن وسلبه راحته على قلتها. وتلاحظ نشاطها خلال هذه الفترة وكأنما بذلك تنتقم من قيادة البلاد التي ترفض الخنوع لهم ولسلامهم الذي فصل على اجندتهم في شخص المواطن.

ينظر العالم ويلم بكل هذه التفاصيل وأكثر ثم لا تصدر منه سوى إدانة خجولة لا ترقى للمحاكمة أو التجريم ، والأدهى والأمر التماهى معهم ومساواتهم بالقوات المسلحة السودانية المؤسسة الشرعية رغم من أنهم محض مليشيا متفلتة.

ترى متى سينصف العالم والدول التي تتبنى السلام وأمر التفاوض مؤسسة الجيش؟ متى وهي ترجح كفة المليشيا وتصرفاتها ومواقفها تفضح ميولها؟ من للسودان من دول الاقليم بمنصف وموالى دونما املاءات أو اغراءات أو شروط ومصالح؟ لماذا نشعر كأن كل من دس انفه في معركتنا لا يأبه كثيرا بإنسانه وإن علكة المساعدات الإنسانية رغم حوجتها الماسة والجوع يفتك بالبطون إلا انها باتت ماسخة ونحن نسمع جعجة ولا نرى سوى حفنة دقيق ؟ وإن التذرع بها نوع من التدخل المخل.

ان كنتم تريدون خيرا للسودان وتسعون لايقاف حربه وجهوا جهودكم نحو الدعم السريع الذي تجالسونه وحاضنته ، أقنعوه ان يخرج من منازل المواطنين والاعيان المدنية وإن ينفذ شروط منبر جدة حتى نمضى إلى سلام حقيقي ينهي معاناة الشعب.

اقنعوهم ان يكفوا يدهم عن المواطن المسكين البرئ الذي لا تور له ولا طحين فيما يجري. حقا استغرب للوساطة التي وبدلا من ذلك تلتقط معهم الصور وتسامرهم وتتبادل معهم الضحكات وكأن شيء لم يكن منهم ان تلومهم وتناصحهم.

أما المزعوم “حميدتي” أو وكلائه وبدلا من ان تتحدث عن عقاب أفراد مليشيتك حال لم يسمحوا بتوصيل المساعدات الإنسانية وجههم بكف يدهم عن المواطن اولا حتى لا يحتاج لمساعدة، وجههم ان يتركوا المواطن وإن يتوجهوا لمحاربة الجيش وجها لوجه اذ لا يعقل ان يباغت الجيش ويداهم القرى والمناطق ويرتكب انتهاكات في العزل ثم يتباهى بالسيطرة والانتصار ومن خلفه حاضنته تردد.

أقول لك أيها المزعوم انت تنبح والقطيع ماشى فلا اذن تسمع ولا منادي مستجيب، وما يجوبون القرى والحلال عصابات متفلتة فقد السيطرة والقيادة كما فقدت انت كل صلاحياتك.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى