اخبار السودان

سودانيتان ضمن أبرز 100 امرأة مؤثرة في العالم

وكالات_ نبض السودان

اختارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الدكتورة صفاء علي محمد يوسف، والناشطة الحقوقية والكاتبة البارزة هالة الكارب، ضمن قائمتها التي تضم 100 امرأة ملهمة ومؤثرة من جميع أنحاء العالم لعام 2024.

ورغم اختلاف مساريهما، فقد جمعتهما قوة الإرادة والرغبة في صنع أثر إيجابي، حتى في أحلك الظروف، وإنجازاتهما ليست مجرد قصص فردية، بل دليل حي على قدرة النساء السودانيات على تحويل التحديات إلى فرص تُلهم العالم بأسره.

عندما اشتدت الاشتباكات في محيط مستشفاها العام الماضي، كان أمام الدكتورة صفاء خيار الهروب كما فعل كثيرون، لكنها اختارت البقاء باعتبارها طبيبة نساء وتوليد، لم تكن مسؤولة فقط عن النساء الحوامل، بل عن الأمل في حياة جديدة وسط الموت والدمار

قادت صفاء عمليات إجلاء النساء والمتطوعين إلى أماكن آمنة. اليوم، تواصل صفاء عملها في مستشفى السعودي للولادة بأم درمان، حيث تُجري العمليات القيصرية وتعالج صحة النساء، بينما تنقل خبراتها إلى جيل جديد من الطبيبات الشابات، في محاولة لتعويض النقص الحاد في الكوادر الطبية.

على جبهة مختلفة، كانت هالة الكارب تعمل بلا كلل منذ اندلاع الحرب في السودان، لتوثيق واحدة من أشد الانتهاكات إيلاماً، وهي العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.

عبر عملها مديرةً إقليميةً للمبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، (SIHA)، وثّقت الكارب حالات العنف الجنسي المرتبطة بالصراعات، وقدمت الدعم اللازم للناجيات، وسعت لجعل قصصهن تُسمع رغم كل التحديات.

وحذر تقرير للأمم المتحدة صدر في أكتوبر الفائت، من حجم المشكلة “الصادم”، واتهم قوات الدعم السريع شبه العسكرية بارتكاب “جرائم فظيعة”، وهي اتهامات رفضتها قوات الدعم السريع.

ووفقاً للتقرير، أُحيل ما لا يقل عن 400 من الناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع للرعاية اعتباراً من يوليو الماضي، ووُصف ذلك بأنه “قمةُ جبل الجليد” فقط.

بتاريخها الطويل في العمل النسوي، واجهت الكارب صعوبات لا تُحصى، من التكذيب إلى التنكيل، لكنها ترى أن واجبها يمتد لما هو أبعد من التوثيق والدعم. وأكدت في تصريحها (لراديو دبنقا) أن التزامها بقضايا النساء والفتيات في السودان لا يرتبط بأي تقدير من أي جهة، وإنما ينبع من واجب إنساني ومسؤولية أخلاقية.

وقالت الكارب “أعمل في هذا المجال منذ أكثر من عشرين عاماً، وخلال هذه الفترة تعرضت وزميلاتي للتنكيل والتشكيك المستمر، سواء من نظام المخلوع عمر البشير أو جهات أخرى، وما زلنا نواجه الإنكار لمعاناة النساء وقضاياهن من مختلف الأطراف”.

وأضافت أن “قضايا النساء ما زالت رهينة لصراعات القوى، وأجساد النساء تُستخدم كأدوات حرب، بينما تُوظَّف قضاياهن لخدمة أجندات سياسية تهدف للوصول إلى السلطة”.

وشددت على أهمية أن تمتلك النساء الشجاعة للانحياز لقضاياهن المتعلقة بالعنف الجنسي، والتمييز، والإقصاء. وأوضحت الكارب أن النساء اللواتي أتيحت لهن فرصة التواجد في المساحات العامة يتحملن مسؤولية كبيرة تجاه من يمثلنهن.

وتابعت قائلةً إن “هذه الفرص ليست امتيازات، بل مسؤوليات تتطلب منا التضامن مع النساء الأخريات، والعمل على رفع أصواتهن ومواجهة التحديات التي تعترضهن”.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية على صفحتها الرسمية أن اختيار قائمة “100 امرأة” لعام 2024 استند إلى عملية دقيقة شملت بحثاً مكثفاً، وان القائمة ركزت على النساء اللواتي تصدرن عناوين الأخبار أو أحدثن تأثيراً ملموساً في مجتمعاتهن خلال العام الماضي، بالإضافة إلى اللواتي يمتلكن قصصاً ملهمة أو إنجازات بارزة، حتى وإن لم تظهر بوضوح في وسائل الإعلام.

وأوضحت الهيئة أن الاختيار استند إلى معيار الصمود والقدرة على التكيف، حيث وقع الاختيار على نساء نجحن في تحقيق التغيير وتحسين حياة الآخرين كما أبرزت القائمة هذا العام اهتماماً خاصاً بالنساء الرائدات في مجالي المناخ والبيئة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى