انتصارات كبيرة للجيش مقابل إنهيار تام لمليشيا الدعم السريع
تقرير – محمد جمال قندول
أغلق رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان باب التكهنات أمام أي تسوية سياسية خلال مخاطبته أمس (الاثنين) مؤتمر قضايا المرأة بشرق السودان، ونفى الأخبار التي راجت عن عقد مؤتمر للقوى السياسية.
تصريحات الجنرال جاءت بعد أيامٍ قليلة من تحرير حاضرة ولاية سنار (سنجة)، والانتصارات الكبيرة للجيش مقابل انهيار تام لميليشيا الدعم السريع في جبهات القتال، وسياسيًا وبتحركات معاونيها مجموعة (تقدم).
حديث الرئيس شخص حال المشهد ورواية الحرب التي تمضي صوب الخواتيم بدحر التمرد، حيث أن مؤشرات القضاء على الميليشيا بدت أكثر وضوحًا بعد عام وسبعة أشهر على اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، إثر تمرد ميليشيات الدعم السريع ومحاولة انقلابها الفاشل.
مؤتمر القوى السياسية
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد جدد تأكيداته بأن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، والمستنفرين، يمضون للقضاء على التمرد واستئصال مؤليشيا آل دقلو الإرهابية المجرمة.
وأضاف خلال حديثه في مؤتمر قضايا نساء شرق السودان الذي حضره عدد من ولاة الولايات الشرقية، وممثلي السلك الدبلوماسي وقادة الأجهزة الرسمية بالدولة، وقطاعات المرأة بشرق السودان، وسط حضور إعلامي كبير، وقال إن الحديث حول الدعوة لعقد مؤتمر للقوى السياسية غير صحيح، مؤكدًا أنه ليس هناك أي تسوية مع أي جهة سياسية، وتابع: ما يشاع في هذا الخصوص عارٍ من الصحة تمامًا وزاد: باب التوبة والرجوع للحق مفتوح أمام كل من وضع السلاح وجنح للسلم.
ولا زالت الصراعات تحاصر المكونات السياسية، حيث فشلت الأحزاب منذ بدء الحرب في الاتفاق على حدٍ أدنى من التوافق وفشلت الكثير من المنابر التي عقدت لهم سواءً داخل البلاد أو خارجها، فضلًا عن المزاج الشعبي الذي بات بعيدًا عن النخب السياسية، إذ لا تزال هذه المكونات متهمةً أمام الشعب بضلوعها في الاحتقان الذي قاد في نهاية المطاف لأزمة البلاد الحالية.
الطقس الداخلي
وكان البرهان قد أكد يوم الثلاثاء الماضي في المنتدي الاقتصادي الذي عقد ببورتسودان، أن استمرار الحرب لا يتيح المجال أمام أي عملية سياسية، مع ضرورة عدم الخلط بين المسارين الأمني والسياسي.
ويرى مراقبون أن رئيس مجلس السيادة يريد المحافظة على الطقس الداخلي للمقاتلين ومعنوياتهم، خاصةً وأن الجيش والقوات النظامية يخوضون الأمتار الأخيرة في (معركة الكرامة)، وأي حديثٍ عن تسوية أو مباحثات كأنما ذلك يعني إحياء الميليشيا بعد موتها.
الخبير والمحلل السياسي د. عبد الله حسين اعتبر أن حديث البرهان لامس المزاج الشعبي العام الذي بات يرفض أي متاجرة سياسية أو تسوية تعيد هذا أو ذاك من المكونات السياسية، كما أن الرجل وبصفته رئيس وقائد جيش يولي جل تركيزه على المعركة وحسمها عسكريًا بعد الانتهاكات الوحشية والجرائم التي ارتكبتها الميليشيا خاصةً بشرق الجزيرة، وهو ما قضى على أي أملٍ لعملية سياسية لجهة أن السودانيين لن يقبلو سوى بالقضاء نهائيًا على الميليشيا بعد أن نهبت، وسرقت، وقتلت واغتصبت.