وزير النفط السابق لـ نبض السودان: تنافس روسي صيني على إنشاء مصفاة جديدة بالسودان
نبض السودان – رحاب عبدالله
أكد وزير النفط الاسبق مهندس مستشار اسحق بشير جماع، أهمية انشاء مصفاة ثانية للبترول بالسودان ، وذلك بالاشارة الى ان السودان يبحث مع شركات نفط روسية بموسكو إنشاء مصفاة للنفط ببورتسودان وخطوط أنابيب جديدة، فضلا عن ما أعلنته وزارة الطاقة والنفط عن ان السودان يدرس مع الصين مشروع بناء مصفاة جديدة للنفط في مدينة ببورتسودان، إضافةً إلى تأهيل مصفاة الخرطوم ومحطات الكهرباء بعد الدمار الذي لحق بها جرّاء الحرب التي تشهدها البلاد حالياً.
واوضح مهندس مستشار اسحق جماع لـ( نبض السودان) احتياج السودان لمصفاة ثانية ، استنادا الى نمو استهلاك المنتجات البترولية في السودان، ليصل الطلب تقريبا أكثر من 8 ملايين طن مكافئ من المنتجات البترولية في السنة (ديزل، بنزين،كيروسين/ غاز طائرات/بتوجاز، وقليل من الفيرنس)، مشيرا أن إنتاج المصفاة لا يكفي حتى في حالتها القصوى لتغطية الاحتياجات ويتم العجز بالاستيراد ، مضيفا انه في الفترة الأخيرة ونتيجة لتدني إنتاج المصفاة ظل السودان يستورد 70% من الاحتياجات في شكل منتجات جاهزة من سوق البترول.
واضاف اسحق جماع انه في فترة الإنقاذ ومع بدايات استخراج البترول السودان، تمت دراسات لإنشاء مصفاة ثانية في بورتسودان وتقدمت شركة بتروناس لتمويل والإنشاء إلا أنها عندما شعرت بموضوع استفتاء جنوب السودان والانفصال ومعها 75% من الإنتاج المحلي من البترول، تحايلت في التأخير حتى الانفصال وبعد ذلك تخلت عن المشروع .
مشيرا الى انه حاليا مع ظروف الحرب وتعطل المصفاة في الخرطوم التي بنتها شركات صينية بالشراكة مع الحكومة السودانية – أحيت بتروناس موضوع مصفاة بورتسودان، خاصة وان خطوط أنابيب نقل خام البترول لمصفاة الجيلي والصادر في ميناء بشائر لا تعمل في الاتجاه العكسي لاستيراد الخام لمصفاة الخرطوم، واعتبرها اسحق جماع عذه من أخطاء تصميم هذه الخطوط أو عدم اعتبار العمل في الاتجاهين. منوها ان تصميم مصفاة شركة شفرون في بداية المشروع كان يمكن من استخدام الخط في الاتجاهين لو إضطرت استيراد خام من الخارج.
ورأى اسحق انه الآن وفي ظل الظروف الحالية ومع وجود خطوط أنابيب لنقل المنتجات لداخل الخرطوم ومدني ، ان بناء المصفاة في بورتسودان ذات جدوى وتحقيق استراتيجية تصدير الفائض من المنتجات خاصة عند البدايات ، مضيفا انه سوف يكون هنالك فائض من بعض المنتجات.
اما فيما يتعلق بالفائدة التي تجنيها الصين اشار اسحق ان يعتبر المشروع مشروع استراتيجي واستثمار خارجي بنفس كيفية مصفاة الخرطوم، فضلا عن انه موطئ قدم بصورة استثمارية على سواحل البحر الاحمر وخاصة ان هناك سباق من دول أخرى تسعى لإيجاد موقع على ساحل البحر الأحمر بشتى السبل ،لافتا الى ان الصين أيضا لديها مشروع طريق الحرير يمر عبر البحر الأحمر لشمال إفريقيا ووسط إفريقيا والسودان البلد الذي لديه فضاء داخل إفريقيا شمالا وغربا وجنوبا بجانب الساحل العريض على البحر الأحمر.
مضيفا ان انشاء مصفاة جديد يعتبر فرصة للسودان لجذب الاستثمار الخارجي في البلاد ولديه تجربة ناجحة من قبل في الاستثمار في البترول والبنيات التحتية من طرق وكباري ومدخل لتطوير مزيد من المشروعات مع الصين.