الوفيات تزداد كل ساعة.. قاتل صامت يفتك بالسودانيين
تقرير – نبض السودان
في يوليو الماضي ومع تفشي وباء الكوليرا بقوة، خاصة في المناطق التي تضررت من الأمطار الغزيرة والفيضانات حذرت السلطات الصحية من خطورة الوضع وسجلت السلطات أكثر من 388 حالة وفاة و13,000 إصابة خلال يوليو واغسطس .
ورصد المرض في 10 ولايات من أصل 18 ولاية في البلاد، بما في ذلك ولايات كسلا، القضارف، البحر الأحمر، الشمالية، ونهر النيل ، وهي مناطق وصلت إلى مرحلة الخطر وتحتاج تدخلا عاجلا.
وتفاقم وباء الكوليرا في السودان بشكل مقلق منذ منتصف عام 2024، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية رسميا عن تفشي المرض في 12 أغسطس 2024 إثر موجة جديدة من الحالات بدأت في 22 يوليو، ما أدى إلى تسجيل 8457 حالة و299 وفاة في ثماني ولايات سودانية حتى منتصف سبتمبر ومع أحداث الموت الجماعي في الهلالية وقرى الجزيرة يدور الحديث بكثافة عن حجم الكارثة والموت الذي يتهدد الجميع بسبب الوباء .
ويأتي هذا التفشي في وقت حرج، حيث يعاني السودان من أزمات متعددة تؤثر بشكل كبير على بنيته التحتية الصحية.
نقص معينات
وكشف مصدر بمستشفي شندى عن وفاة أكثر من 20 شخصا بالكوليرا وسط الفارين من قرى شرق الجزيرة إلى محلية شندى .
وأقر في حديثه لـ(نبض السودان) بوجود معوقات تواجه المستشفى تتمثل في النقص الحاد في المعينات والأجهزة الطبية والشح في الأدوية .
وأضاف بأن المستشفى يعاني من ازدحام وزيادة في أعداد المرضى بعد وصول عشرات الألاف من النازحين من قرى شرق الجزيرة ،مطالبا بتوفير المعينات الطبية وزيادة الأسرة للمرضى، بالإضافة إلى توفير احتياجات مستشفى ميداني كامل
إصابات كوليرا
وقال أحد الأطباء إن عشرات السكان الهاربين من مدينة الهلالية المحاصرة في ولاية الجزيرة ثبتت إصابتهم بالكوليرا، في تطور يوفر تفسيراً محتملاً للوفيات المبلغ عنها لمئات هناك ، وفي حين يقول نشطاء محليون إن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم.
وقدمت مجموعة من سكان الهلالية قائمة بأكثر من 400 حالة وفاة، وهو رقم يقولون إنه يتزايد كل ساعة.
تواصل التطعيم
من جهته قال برنامج التحصين الموسع بوزارة الصحة الاتحادية، إن جولة التطعيم بلقاح الكوليرا متواصلة في المحليات المستهدفة في 4 ولايات، النيل الأبيض (الدويم والقطينة) حيث بلغت نسبة 65٪،القضارف (محلية الفاو) بنسبة تغطية 87٪ في ايام الجولة الاربعة ، وفي ولاية الجزيرة (محلية المناقل) بنسبة 47٪ في 3 ايام، فيما انطلقت في الولاية الرابعة سنار (محلية شرق سنار).
وكشف اجتماع الغرفة الاتحادية لجولة الاستجابة لوباء الكوليرا الأيام الماضية بقاعة الصحة الانجابية بمدينة كسلا، ان نسبة التغطية بالتطعيم باللقاح ضد شلل الأطفال والمحصورة في محليات النيل الأبيض 93٪.
فيما استمع إلى تقارير ضباط الاتصال، عن سير جولة التطعيم بلقاح الكوليرا في الولايات الاربع،بجانب لقاح شلل الأطفال بمحليات النيل الأبيض، والإمداد، وأنشطة تعزيز الصحة، والآثار الجانبية ورصد حالات الشلل والكوليرا أثناء التطعيم.
تسجيل حالات
وكانت قد اعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في التقرير اليومي الذي يجريه قسم الترصد والمعلومات بادارة الطوارئ ومكافحة الاوبئ.
وحسب التقرير فقد سجلت الولاية 29 حالة إصابة جديدة بوباء الكوليرا وكانت في محلية عطبرة 13 حالة تليها محلية المتمة 8 ثم محلية الدامر 4 حالات وحالتين في محلية شندي وحالة واحدة في محلية بربر وحالة واحدة عابر طريق وبلغ عدد المنومين في مراكز العزل 58 حالة ولاتوجد حالات وفاة ليبقي تراكمى الوفيات كما هو 109 حالة ويرتفع تراكمى الاصابات بالولاية الى 5055 حالة بينما إرتفع تراكمى التعافى إلى 4888 حالة.
تحذيرات
في السياق حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من ارتفاع حالات الكوليرا وحمى الضنك في السودان، فيما تبقى مستويات الجوع “فوق عتبة المجاعة” بسبب الحرب الدائرة في البلاد.
ووفق البيان الذي بثه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، يعود تفاقم التفشي الحالي للكوليرا بعد موسم أمطار غزير وغير عادي تسبب في فيضانات في أنحاء السودان، مما لوث مصادر المياه.
وأطلقت وزارة الصحة السودانية والمنظمات الإنسانية حملة تطعيم في الأول من أكتوبر تهدف إلى تحصين حوالي 1.4 مليون شخص.
وتعد كسلا الولاية الأكثر تضررا حيث سجلت 6868 حالة إصابة و198 حالة وفاة، تليها ولايات القضارف والجزيرة والشمالية ويأتي هذا التطور في الوقت الذي واصلت فيه الفرق الإنسانية الأممية وشركاؤها التحذير من الجوع الذي يهدد الحياة في أجزاء من السودان، وخاصة في الفاشر بولاية شمال دارفور، حيث شهدت المدينة الوحيدة في الولاية التي لا تزال تسيطر عليها الحكومة بعضاً من أعنف الاشتباكات منذ بدء الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.
كما عبر العاملون الإنسانيون أيضا عن قلقهم المتزايد إزاء انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد الذي يحدث بين المجتمعات النازحة داخليا في المناطق المحاصرة في الدلنج وربما كادوقلي في ولاية جنوب كردفان.