ملياردير سوداني «الأصل» يصدم السودانيين بمطالبة مجلس الأمن بفرض النظام
رصد – نبض السودان
أكد الملياردير البريطاني سوداني الأصل “مو إبراهيم” أن مجلس الأمن الدولي يتعين عليه أن ينخرط بصورة أكبر في الحرب الدائرة حاليًا في السودان لحماية المدنيين والأزمة التي قد تتجاوز عواقبها قريبا حدود السودان.
جاء ذلك في سياق حوار أجرته صحيفة “لوموند” الفرنسية مع إبراهيم بمناسبة انعقاد “منتدى باريس للسلام” في نسخته السابعة التي بدأت في الحادي عشر من الشهر الجاري واختتمت فعالياته اليوم.
وردا على سؤال بشأن وضع حد للصراع الذي ربما يكون قد تسبب في مقتل أكثر من 150 ألف مدني في السودان منذ أبريل 2023 بعد فشل كل محاولات الوساطة، قال “مو إبراهيم” إن تقاعس الأمم المتحدة يجعل الوضع في السودان أسوأ يوما بعد يوم، لوجود عدد من أمراء الحرب في البلاد.
وشدد على أنه “كلما طال أمد تقاعس المجتمع الدولي، سنرى أطرافا خارجية تتدخل في هذه الحرب، مضيفا أن السودان يعيش حالة من الفوضى وحان الوقت لفرض النظام”.
وتساءل قائلًا “ما هو دور الأمم المتحدة إذا لم يكن للعمل على مثل هذا النوع من الحروب؟ وإذا لم يتدخل مجلس الأمن الدولي في وضع مثل السودان فما الغرض من هذه المؤسسة (مجلس الأمن)”.
وحول ما يمكن أن يفعله مجلس الأمن الدولي في السودان، يرى الملياردير البريطاني سوداني الأصل “مو إبراهيم” أن الأمر بسيط للغاية؛ إذ يجب عليه تحمل مسئولياته واحترام صلاحياته ونشر قوة لحماية السودانيين.
وأضاف أن هذا القرار يجب أن يسمح ثانيًا بإنشاء مناطق محمية في السودان من أجل توفير ملاذ آمن للسكان النازحين الذين يضطرون في أغلب الأحيان إلى الهجرة.
وقال “مو إبراهيم” إنه مع ذلك، بالنسبة للسودان، وكما هو الحال بالنسبة للأزمات الأخرى في العالم، فإن مجلس الأمن الدولي يعرقله الصراع على النفوذ بين أعضائه الدائمين.. متسائلا من أين يمكن أن التوصل إلى حل؟
ورأى أن مجلس الأمن الدولي في حالة استقطاب بين الغرب وروسيا وأحيانا الصين، لذلك يجب أن يأتي الحل من الأعضاء الأفارقة في المجلس , وعليه، إذا جاءت فكرة القرار من القارة، فلن تستخدم الولايات المتحدة ولا الصين ولا روسيا حق النقض ضد القرار.
وردًا على سؤال بشأن الآثار المترتبة على الحرب في السودان لباقي دول أفريقيا والعالم، قال “مو إبراهيم” إنه في هذه المسألة لا نستهين بحجم هذا الصراع، إن حجم الكارثة الإنسانية أكبر بكثير ما يستنكر المجتمع الدولي في أوكرانيا وفي قطاع غزة ونتائجها ظهرت بالفعل. فتدفقات المهاجرين تزعزع استقرار المنطقة (أكثر من مليوني سوداني لجأوا خارج بلادهم، بينما نزح 12 مليون داخليًا)، وغدا، أوروبا هي من سيتأثر.. متسائلًا ماذا ستفعل أوروبا عندما يأتي إليها ملايين السودانيين قادمين من قارة أفريقيا؟
وشدد على أن الأزمة لا تقتصر على السودان وحده؛ ولهذا السبب يجب على الجميع، بما فيهم الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، حشد جهودهم خاصة وأن الحرب في السودان تعزز وجود قوس من الفوضى في إفريقيا يمتد من الساحل إلى البحر الأحمر. إذن فإن التحرك أمر حتمي.
جدير بالذكر أن محمد إبراهيم أو “مو إبراهيم” هو مهندس بريطاني سوداني الأصل تعود أصول أسرته إلى مدينة حلفا , وفي عام 2005 أنشأ مؤسسة “مو إبراهيم” الخيرية التي تقدم جائزة لدعم وتشجيع الحكم الرشيد في قارة إفريقيا.