أحرف حرة – إبتسام الشيخ – فرسان السجل المدني أبطال معركة الهُوية
أحرف حرة
إبتسام الشيخ
فرسان السجل المدني أبطال معركة الهُوية
قالت اللواء عرفة إبراهيم محمد علي مدير دائرة الهُوية والتسجيل بالإدارة العامة للسجل المدني ( عندما علمنا أن الفريق التقني تمكن من إستعادة قاعدة البيانات سجدنا شكرا لله ).
وقال العقيد خضر محمد إبراهيم مدير السجل المدني بالبحر الأحمر مفاخرا ( ناس حاج حمد ديل لحظة استعادوا قاعدة البيانات لو كان معاهم مرة كان زغردت )
أعتبره بكل المقاييس لقاءا تأريخيا ولا وصف له عندي سوى أنه لقاء العظماء ،
ذلك اللقاء الذي جمعني ضمن مجموعة من الزملاء الإعلاميين بقادة الفريق التقني الذي تمكن من استعادة قاعدة بيانات السجل المدني ، العقيد دكتور حاج حمد عبد الملك الجعلي مدير دائرة التقانة والمعلومات بالإدارة العامة للسجل المدني والعقيد مهندس عبد الرحيم سيد عبد الرحيم مدير قسم التطبيقات وقواعد البيانات بالإدارة العامة للسجل المدني ،
أولئك الرجال الذين حققوا إنجازا لايقل درجة عن الإنجاز الذي انجزته قيادتُنا الفذة في الميدان ، أمثال حسن درموت وحسين جودات وصحبهم من الأحياء والشهداء في معركة الكرامة ،
خاض العقيد حاج حمد والعقيد عبد الرحيم ورفاقهم من ذوي الخبرات الغنية والقدرات المميزة والتأهيل العالي والتدريب المتقدم معركة لا تقل بأي صورة من الصور عن معارك الميدان الحية ،
حكى لنا حاج حمد الجعلي سردية اختلطت فيها المشاعر بين الإحساس الوطني بعظم المسؤولية تجاه البلد والإحساس بما يمليه عليهم الواجب كرجال شرطة مختصين في الجانب التقني ،
لم يكن إحساسهم أداء دين مستحق بقدر ما كان مسؤولية والتزام بانقاذ وطن سيفقد هُويته ويصير فيه الحي ميتا ،
لكم أن تتخيلوا لو لم تتم إستعادة قاعدة بيانات السجل المدني ماذا كان سيحدث؟؟؟
سؤال مخيف جدا قد لا يدرك عامة الناس أهميته إلا بصورة محدودة ، بقدر معرفتهم بمتطلبات حوجتهم للأوراق الثبوتية فحسب ،
لكن لأن العقيد دكتور حاج حمد الجعلي ورفاقه من لُدن العقيد مهندس عبد الرحيم سعيد وحتى آخر منسوبي السجل المدني كانوا يدركون الخطر الذي يتهدد السودان حال عدم التمكن من استعادة بيانات السجل التي كانت محفوظة في مباني وزارة الداخلية ومحاطة بقوات المليشيا التي كانت تحتل مباني وزارة الداخلية ولا تعرف الكنز الذي بداخلها ،
هم من يعرفون الإجابة الكاملة على هذا السؤال وتبعاتها وهو دافعهم لخوض معركة الكرامة الالكترونية التي إنتصرت فيها وزارة الداخلية ممثلة في هذا الفريق الفذ بشهادة كل الشعب السوداني ،
هو لطف الله الذي لم يقدر أن تُطمس هُوية الشعب السوداني ، هي إرادة الله التي قيضت للسودان والسودانين العقيدحاج حمد الجعلي والعقيد عبد الرحيم سعيد وزمرة الخبرات المميزة التي عملت بشكل متواصل لمدة ثلاثة وستين يوما لأجل إستعادة قاعدة بيانات السجل ،
جلسنا إلى هؤلاء العظماء واستمعنا بفخر لقصة ملحمة الثلاثة وستين يوما ، منذ لحظة العصف الذهني الاولي للتفكير في كيفية التمكن من إنقاذ الشعب السوداني من المصير المجهول ، مرورا بالإنتقال إلى ولاية البحر الأحمر كموقع آمن بعيد عن المهددات والعمل على توفير بعض المتطلبات خلال ثلاثة أسابيع ومن ثم بدء العمل لإستعادة البيانات إلكترونيا ، وليس بحمل الهارديسكات عبر البحر ، كما كان يتحاكى الناس ،
تفانى الفريق التقني بالسجل المدني وتجلت الخبرات الفائقة في أن تمكنوا من استعادة قاعدة البيانات في الساعة الواحدة من صبيحة فجر أغر ، أشرقت فيه شمس السودان ولسان الحال ( أنا سوداني ) و (وهذه الأرض لنا) ،
حدثنا العقيد حاج حمد حديث المشفق المسؤول عن أنه لو لم تتم استعادة سجل البيانات لن نتمكن من معرفة هوية الاشخاص ، لن نستطيع التمييز بين السوداني والأرتري والاثيوبي وغيره ،
لو لم تتم استعادة السجل لن تتمكن وزارة الداخلية من استخراج الجواز الالكتروني في ظل الحوجة الماسة له خاصة بعد الحرب ،
لو لم تتم استعادة السجل لن تكون هنالك شهادات ميلاد لاطفالنا الذين ولدوا في فترة الحرب ،
سمعنا بأن أحد البروفسيورات قال (بعد استعادة السجل المدني ينبغي أن تُفتتح الإجتماعات بالبسملة ثم الصلاة على رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات ثم الحمدلله على أن تمت إستعادة بيانات السجل ،
ونحن نُضيف الحمدلله على أن وهب الله السودان العقيد حاج حمد والعقيد عبد الرحيم سعيد ورفاقهم في الدائرة التقنية وبقية الأبطال خلف الكواليس ، لهم جميعا منا تعظيم سلام وألف تحية .
حفظ الله البلاد والعباد