30 يوم من المـ ـوت.. «الهلالية» حكاية مدينة تواجه تتار العصر وسط تواطؤ العالم
تقرير – نبض السودان
الهلالية تلك المدينة الوادعة التي تحتضنها الضفة الشرقية للنيل الأزرق.. بمسحتها الصوفية ومسيدها ملتقي المريدين ومن بحثوا عن السكينة والهدوء .. لم تعد كذلك .. ولم يحلم أهلها يوما بالكابوس الفظيع الذي يعيشونه اليوم ..
مضى شهر كامل منذ ان دخلتها مليشيا الدعم السريع وعملت في أهلها قتلا وتنكيلا، ومن بقي احتمى بالمسيد، وحتى هؤلاء مات الكثير منهم بالسم القاتل الذي وضع في مياه الشرب ..
المدينة الان معزولة عن العالم لا كهرباء ولا اتصالات .. وابناؤها يستغيثون لانقاذ سكانها دون ان تسمع صيحاتهم ..
لماذا يحدث كل هذا.. وما حقيقة ما حدث؟
وضع مأساوي
وصف محسن النعمة من مواطنى الهلالية الوضع بالمأساوى وقال في تصريح لـ(نبض السودان) أن الوضع بدأ بروح الانتقامية لمليشيا الدعم السريع في منطقة شرق الجزيرة والهلالية بصورة خاصة ، وأضاف كانت نقطة البداية بإطلاق اعيرة نارية ومن ثم تطورت الأوضاع إلى استباحة المنطقة ونهب كل المنازل.
وأشار إلى وجود حصار من قبل الدعم السريع للمدينة، وخلال الأربعة الأيام الماضية ظهرت وبائيات كوليرا ويقال بأن هنالك حالات تسمم ولكن الأرجح تفشي وباء الكوليرا ولفت الى وجود حالات وفيات بين الأطفال والنساء وكبار السن ونوه إلى عدم وجود احصائيات دقيقة حتى الآن وعاد ليقول أن العدد الان تجاوز الـ٢٠٠ وقال ان المحاليل الوريدية و الاسعافات الأولية ساهمت في تقليل الوفيات وأضاف تم إنشاء مستشفى ميداني لكن الامكانيات ضعيفة
وأكد عن تعرض مواطنين للابتزاز من قبل المليشيا في حالة الخروج من المنطقة على أن يتم فرض مبالغ مالية ضخمة ما بين ٣ مليار إلى ٥ مليار وهنالك من قام بدفعها ونزحوا إلى أم ضوبان وواجهتهم ذات المعاناة.
وكشف عن محاصرة المدينة من قبل المليشيا الى الان، وتابع زار وفد من الإدارة المدنية التابعة للدعم السريع والذين يريدون تبيض وجوههم أمام الإعلام وكانت افاداتهم بأن ليس هنالك استهداف للمواطن وانهم يسمحون للمواطنين بالخروج من المنطقة وللأسف هذا غير موجود على أرض الواقع .
وتابع من خرج يخرج بمعاناة ودفع مبالغ مالية وزاد ناشدنا الهلال الأحمر ولكن لم نجد استجابة واضحة.
وعن استهداف الدعم السريع لمنطقة الهلالية إبان النعمة بانه تم استهداف الهلالية لعلاقة كيكل القوية بالمنطقة ووجود أبناء عمومته بها.
وقال ان الدعم السريع في الأصل لا يحتاج إلى اسباب ومبررات لاستباحة المناطق ، والدليل عند تسليم كيكل تمت استباحة كل قري الجزيرة وأضاف قبل التسليم كان كيكل يمثل غطاء لحماية شرق وشمال وجنوب الجزيرة والبطانة عموما وبالتالى لم تستباح تلك المناطق الا عقب التسليم وبالتالى تلاشت الحماية وهذا يمكن أن يكون سبب اخر وليس رئيسى.
إدانة
من جهتها ادانت الجبهة النقابية بشدة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدينة الهلالية وقرى ولاية الجزيرة.
وقالت في بيان لها وفقًا للتقارير، قامت هذه القوات بارتكاب مذابح مروعة أسفرت عن مقتل المئات من المدنين العزل خلال الأيام القليلة الماضية فى قري شرق الجزيره واكثر من 200 في مدينه الهلالية وحدها ،تشمل هذه الانتهاكات التهجير القسري للمواطنين والاغتصاب والنهب و عمليات قتل جماعي، واحتجاز مئات المدنيين كرهائن، بالإضافة إلى حالات تسمم غذائي ونقص في الرعاية الصحية والمواد الغذائيه مما أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص بسبب هذه الظروف القاسية.
وطالبت الجبهة النقابية كافة القوي المدنية باعلان وتصنيف الدعم السريع مليشيا ارهابية ، والتوحد سويا لوقف هذه الانتهاكات وحماية المدنيين في المناطق المتضررة.
ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة الدولية.وناشدت المنظمات العاملة في المجال الإنساني بتقديم يد العون للمواطنيين في المناطق المحاصرة.
وأكدت على ضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في جميع الأوقات، ودعت الجميع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على تحقيق السلام والاستقرار في السودان.
جرائم بشعة
من جهتها اكدت وزارة الخارجية عن ، مقتل 120 سودانيا على مدار اليومين الماضيين في “مذبحة” جديدة في مدينة الهلالية، بولاية الجزيرة، على يد قوات الدعم السريع و”مليشيا الجنجويد”.
وقال بيان للخارجية إن ضحايا تلك المعارك بلغ عددها حتى الآن 120، قتلا بالرصاص أو نتيجة للتسمم الغذائي، إضافة إلى افتقاد مئات المدنيين من رجال ونساء وأطفال تحتجزهم الميليشيا رهائن في مواقع مختلفة من المدينة للرعاية الطبية.
وأوضحت الخارجية أن قوات الدعم السريع ارتكبت تلك “الجريمة البشعة”، بينما تتواصل بيانات الإدانة الدولية للمذابح التي نفذتها الأسابيع الماضية في قرية السريحة و58 قرية أخرى و6 مدن في شرق ولاية الجزيرة، وقتل خلالها المئات من المدنيين.
وشدد البيان على أن قوات الدعم السريع تشن “حملات انتقامية مروعة على يد مرتزقة الجنجويد علي الأبرياء العزل” بعد انشقاق عدد من قادة “الميليشيا” وعناصرها.
وأوضحت الخارجية أن تلك العمليات تتزامن مع حملة “انتقامية وحشية مشابهة” ضد القرويين العزل في شمال دارفور، بعد فشل هجماتها المتكررة على الفاشر، حيث حرقت خلالها أكثر من 40 قرية في الولاية.
وشدد البيان، على أن التصعيد الممنهج ضد المدنيين يهدف استدعاء التدخل العسكري الدولي في السودان، تحت ذريعة حماية المدنيين، بما يمكن “المليشيا” من تجنب الهزيمة العسكرية، والاحتفاظ بالمواقع التي تحتلها، بما فيها مئات الآلاف من منازل المواطنين بالعاصمة وعدد من المدن الأخرى، وكذلك مواصلة احتجاز آلاف المدنيين رهائن في معتقلات سرية.
وطالبت الخارجية المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كـ”جماعة إرهابية” بدلا من الاستجابة لابتزازها، وملاحقة قياداتها وعناصرها كمطلوبين للعدالة الدولية، واعتبار كل من يساعد أو يدعم المليشيا أو يستضيف قياداتها والمتحدثين باسمها راعيا للإرهاب وشريكا في جرائم المليشيا.
مأساة إنسانية
وندد حزب الأمة القومي باستمرار حصار الهلالية، والهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع على قرى شرق الجزيرة، واصفة الأوضاع هناك بـ»المأساة الإنسانية الكبيرة».
واستنكر عمليات التهجير القسري للمواطنين في قرى شرق الجزيرة، محذرا من تفشي الأمراض في ظل انعدام الدواء والرعاية الصحية، وإطلاق النار العشوائي في مدينة الهلالية مما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، في ظل ترد تام للوضع الصحي مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية.
وطالب قيادة الدعم السريع، بإيقاف هذه الانتهاكات بحق المواطنين، والسماح للجهود الإنسانية بمعالجة الكارثة الصحية في مدينة الهلالية، وإنهاء حصارها فوراً، وإيقاف تهجير المواطنين العزل من القرى شرق الجزيرة.
تهديد حياة
في ذات السياق، حذرت لجان مقاومة الحصاحيصا من كارثة إنسانية تلوح في الأفق وتهدد حياة المحاصرين في الهلالية.
ودعت كافة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل لإنقاذ أرواح الآلاف من المدنيين العزل داخل مدينة الهلالية وتزويدهم بأبسط مقومات الحياة.