مقالات الرأي

بينما يمضي الوقت – (على حين غرة ) – أمل أبو القاسم

_____________________

مثلما داهمتنا الحرب بغتة واخذتنا على حين غرة ، واصبحنا على سبت تبدل من أخضر إلى أحمر لنعايش واقعا مرا على مدى أكثر من ثمانية عشر شهرا، إلا أن واقعا جديدا بدأ يتشكل وهو يداهمنا لنستيقظ على زحف أخضر سيبدل أيامنا مجددا من الأحمر إلى الأخضر وبشائر السلام والأمن تطل على (حين غرة) مع اختلاف ذاك الواقع واختلاف المشاعر التي اختلطت لثلاثة أيام بين الضحك والبكاء ، وفرحة عارمة تتخلل مسام الروح، كيف لا والاحساس بانتهاء كابوس جثم على الصدور أيام وليال بدت طوال سيتبدد وإلى الأبد.

نعم إلى الأبد وسودان جديد سيولد من رحم المعاناة، سودان نظيف خالي من دنس العملاء والمرتزقة وملشيات آل دقلو وملاقيطها، سودان معافى من إدران أناس من الداخل والخارج سيلفظهم الشارع فيما حصدت الحرب أرواح كثير منهم، ومن بقى فمصيره الحبوس، سودان منتعش اقتصاده بعد كبح جماح اطماع الدول التي تتكالب عليه، وبعد وقف نزيف تهريب وسرقة ذهبه الذي أعمى بريقه البصر والبصيرة ، وغير ذلك الكثير مما يجعله في مصاف الدول بعد مداواة جراحه وما حاق به.

عفوا اخذتني الآمال التي باتت على تخوم الواقع وصرفتني عن الواقع الجميل الذي وهبنا له الجيش السوداني الأصيل قادة وقيادة وأركان حربه من من مسانديه جهاز أمن ومشتركة ومستنفرين، تتبعهم دعوات الصالحين ومؤازرة المكلومين. واقع تجسده السيول البشرية التي تدفقت بعفوية في الداخل والخارج تهتف بهستيريا حرضها الفرح (جيش واحد شعب واحد) نعم هو كذلك والقوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية تسطر ملحمة للتاريخ تضاف إلى سجلها السابق فقط تختلف في إنها خاضت حرب عالمية وقد ظلت لشهور تقاتل في حلف إقليمي تكتل منقضا على السودان، لكنها الإرادة وقدرة الله على الظالمين وهبة تنتظم الحرب في كل محاورها وتحرز تقدم سيقودنا بآذن الله وإرادة شعبه وجيشه العظيم إلى الخلاص. وما النصر الا صبر ساعة.

تحدثت عن الفرحة التي اجتاحت السودانيين في كل مكان ولا يفوتني بالطبع الفرحة الصادقة للجنود البواسل والمقاتلين بكافة اطيافهم وقد بحت أصواتهم فرط ترديد عبارات النصر غير آبهين بمعاناة شهور لم يتذوقوا فيها طعم النوم ولا لذة الطعام، سلاحهم وسادتهم، وذخيرتهم طعامهم، فارقوا الأهل والصحبة وتفرغوا لاسترداد سودانهم دون كلل او ملل بل العكس ودنكم استقبالهم أمس قائدهم الأعلى وقائد السودان رغم أنف المرجفين.

وعلى ذكر المرجفين، فحالهم يغنى عن سؤالهم وكأن الصدمة قد تسببت لهم في لوثة عقلية ترفض واقع الثلاثة أيام الفائتة وتنكرها جملة وتفصيلا، ولا غرو في ذلك وما حدث خسف بهم من عل إلى أسفل سافلين وهم يرون أحلامهم تتبخر دون التمكن من قبضها وبدلا عنها سيقيضون الهواء .

بدورنا نهديهم التلاحم غير المسبوق بين الشعب وقواته المسلحة السودانية التي حاولوا تدميرها وإحداث شقة بينها وشعبها فانقلب السحر على الساحر، وحصل الجيش على أكبر رصيد ودعم بشري في تأريخه وما حدث طيلة الحرب ويحدث هذه الأيام أكبر استفتاء عفوى والجموع تهدر شرقا وغربا شمالا وجنوبا ثم ومن خارج الحدود تهدف له.

عليه نشكر مصر البلد الذي لا تكفي الحروف لتعديد جمائله نعرج لها لاحقا، ونستسمحهم عذرا في التظاهرة العفوية التي انتظمت شوارعها أمس فرحا بانتصارات الجيش السوداني رغم أن بعض الأخوة المصريين وكالعهد بهم انخرط فيها فيما لوح لهم البعض من على البعد.

وأعود للمرجفين واذكرهم بأنهم مثلما خسروا موطئ قدم لهم في الحكم، فقد خسروا اضعافه في قلوب أهل السودان ولا أعتقد أنهم سيطأون أرض السودان قريبا دعك من حكمه.

الله أكبر والعزة للسودان ولشعبه الذي تحمل كلفة الحرب بجلد، والتحايا غير المحدودة والتجلة للجيش السوداني العظيم وشركاء المعارك.. تعظيم سلام

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى