مقالات الرأي

حكايتي مع رئيس منظمة مشاد المُقال..أحمد عبدالله إسماعيل (٢_٣) – إبتسام الشيخ

_______________________

الأحد ٢٢ -سبتمبر -٢٠٢٤

أواصل سرد قصتي مع رئيس منظمة مشاد المُقال أحمد عبدالله إسماعيل في جزئها الثاني إستنادا على مابدأت به في الجزء الأول ،
بأنها جرس تنبيه للعامة لعدم الإنبهار بالكلمات المنمقة والشعارات البراقة والمبادئ الزائفة من كائن من كان ، وتقليص مساحة الثقة إلى حدها الأدنى مع كامل الحيطة والحذر عند التعامل مع بعض الواجهات التي تعكس صورة باهية من خلال الوسائط الإعلامية بينما تسلك سلوكا مغايرا على أرض الواقع ،
وجرس تنبيه للدولة ممثلة في أجهزتها النظامية والجهات ذات الصلة بالتعامل مع المنظمات بمعرفة جوهرها وليس مظاهر الضجيج الإعلامي ،
خاصة المنظمات التي تُدير شأنها من الخارج ،

وافقت على عرض رئيس منظمة مشاد أحمد عبدالله اسماعيل بأن أتنازل عن فرصة حضور الورشة التي تفضلت بها المنظمة على شخصي -حسب قوله – لأكون حضورا تقديرا كما أخبرني لدوري في معاونة مشاد بالنشر ،
تكلفة حضور الورشة تبلغ حسب إفادته (ثلاثة ملايين وستمائة وسبعة وستين الف جنيه )،
وهو نصف المبلغ الذي حدده لتوفيق أوضاع الشباب باللجوء ،
وقال لي سندفع نحن هذا المبلغ باعتبار أن الولد سيكون بدلا عنك ،
على أن تدفعوا أنتم نفس المبلغ(ثلاثة ملايين وستمائة وسبعة وستين الف جنيه ) ، لإتمام إجراء تفاصيل اللجوء ،

وافقت دون تردد وثقتي كاااملة في الشخصية التي تحدثني (رئيس منظمة مشاد ..أحمد عبدالله اسماعيل ) ،
وسألته عن موعد الورشة وموضوعها ،
فأجاب (ورشة حول التنمية المستدامة ، موعدها يوم( ٣ يوليو ٢٠٢٤ ) ، والكلام ده كان يوم ١٨ يونيو ،

وبعد أربعة أيام وصادف يوم ثلاثاء هاتفني مطالبا بأن ندفع المبلغ في حدود يوم ٣٠ يونيو ،

فرديت مبلغ شنو ؟
قال لي الذي يفترض أن تسددوه لإتمام إجراءت الشاب ،
فرديت بأنني لو فهمت صح الولد سيذهب لحضور ورشة مدفوعة التكاليف ،
ومن ثم ندفع نحن بعد وصوله ، المبلغ الذي فهمت أنه عمولة لإتمام الإجراء ،
فقال لي لا أبدا ،
المبلغ يجب أن يدُفع قبل يوم ٣ يوليو ، وأضاف (نحن نتعامل مع ناس لايعرفو هذا الكلام واذا مادفعتو بتضيعوا علينا قروشنا ، الناس ديل ماحيردوها لينا ) ، !!

حقيقة الكلام ده ابدا ماهضمتو وكانت نيتي أن أرفض العرض وأشكر رئيس مشاد على كرمه لإتاحة مثل هذه الفرصة ،
فكلمته ولدنا بالكلام ده ،
وحسب رغبته في الهجرة ورؤيته لأنها فرصة يجب أن نتمسك بها ، قال لي ولوالده الذي أيضا لم يقنعه الحديث الذي نقلته له عن رئيس مشاد ، خلونا نجرب وندي الزول ده فرصة (القول للولد ) ،

وإنصياعا لرغبته قام والده ، بتحويل مبلغ ، (مليون وخمسمائة ألف جنيه من رقم حسابه على رقم حساب شخصي باسم ( م -ع) بنك الخرطوم ، كان قد أرسله لي رئيس مشاد ووجهني بأن أكتب في التعليق من إبتسام إلى مشاد ،

أرسلنا المبلغ بإندفاع عاطفي ونحن مقتنعين بأن هنالك شيئ خطأ ،

حاولت أنا أن ألطف الجو بإرسال تطمينات بأنني أعرف رئيس المنظمة جيدا ، وأنه شخص معروف وثقة ، بل وذدت على ذلك أنه دارس للقانون الدولي وأنه شبّ في أوربا، و…و..الخ ،

وأنه لايمكن أن يكذب علي ،
وحقيقة في بداية الأمر مطلقا لم يرد بخاطري إحتمال سيئ ،
عموما كل الأسرة كانت ترى أن هذا الموضوع ما مقنع ومامنطقي لكن ساقنا حُلم الولد الذي زرعه رئيس منظمة مشاد ،

بعد يومين ارسل رئيس مشاد أحمد عبدالله إسماعيل يطلب من ابننا أن يقوم بتسجيل حساب على الإيميل ويرسله له مع الباسوورد ،
ففعل ،
وبعدها أحمد عبدالله قال راقبوا الايميل ستصلكم دعوة من الخارجية السويسرية ،

وظللنا نراجع الإيميل على رأس كل ساعة ولا شيئ ،

أرسلت له أستفسر عن الدولة التي سيؤشر منها ولدنا إلى سويسرا ؟
وهل هذه المدة البسيطة المتبقية لزمن انعقاد الورشة كافية ؟ وكم من الايام يمكن أن تستغرقها التأشيرة ؟ .

و تكلفة التذكرة إلى هذه الدولة وفترة إقامة ولدنا فيها إلى حين صدور الفيزا علينا ولا على المنظمة ؟
وهل ستوفقون وضعه بالبقاء لاجئا في سويسرا ام دولة أخرى ،

حقيقة كان احمد عبدالله رئيس منظمة مشاد يستاء جدا من الأسئلة ، وأعطاني دروس في أهمية أن يعتمد الولد على نفسه ويقرأ ويعرف الإجابة على تساؤلاته وتساؤلاتنا ،
وأن عليه الآن أن يركز فقط في القراءة عن أوربا ومعرفة العالم الذي هو قادم اليه ،

وقال لي اتركوا الولد يتعلم ، وحكى لي أنه هاجر إلى فرنسا وهو في عمر ١٦ سنة ، وأنهم كانوا بالمملكة العربية السعودية حيث يعمل والده ، وأن والده قال له أذهب بقلب قوي عندما أراد إن يهاجر ،

قاطعته نحن نسأل عن أمور يفترض أن نكون على علم بها ،

عموما ..رد فقط بأن التأشيرة من إثيوبيا أو كينيا ،
ولم يكن واضحا في اجابته على بقية الأسئلة ،
الأمر الذي ذاد شكوكي ،

(لكن عملته رايحة ) ،

عموما ..إقترب موعد الورشة الموعود ٣ يوليو ولم تصل الدعوة!
قلت له تبقت ٥ إيام ؟
ماذا هناك ؟!
رد علي بإن هذا شي طبيعي ..وأن هذا موسم الورش في سويسرا والخارجية لديها العديد من الطلبات ، توقعوا أن يصلكم في اي وقت ،
قلنا خير مع عدم ارتياح ؟

بعدها بيومين ارسل لي رسالة موجهة ومكتوبة بلغة ركيكة ،
والمخاطب فيها هو بأن الورشة تأجلت من يوم ٣ يونيو إلى يوم ١٩ نظرا لعدم وصول الدعوات لكل المشاركين ،
سألته يعني في مشاركين وصلتهم ،
قال نعم ،
قلنا خير وانتظرنا على مضض ،

اقترب يوم ١٩ ولم تصل الدعوة، هاتفته فرد علي بأن الدعوات من مجموع ١٢٠ مشارك وصلت إلى ٨٤ فقط وإن شاءالله ستصلكم ،
ثم أرسل لي مرة أخرى رسالة موجهة تشبه الأولى في الاسلوب واللغة الركيكة ، والمخاطب هو أيضا ، مكتوب فيها ( معالي الدكتور نعتذر لكم عن التأخير ونفيدكم أن هنالك بعض المشاركين من الجزائرين والتوانسة كذلك لم تصلهم الدعوات )
،
(أستوقفني اسلوب كتابة الرسالة واللغة المستخدمة فيها ، الأسلوب اسلوبه واللغة لغته )، لحظتها تأكدت شكوكي بأن المسألة برمتها تمثيلية ،

عادبعد يوم وقال لي انا حزنت جدا لما عرفت انكم لم تدفعوا متبقي المبلغ ،
قلت له وعلى ماذا ندفع ؟ ولم يحدث شي مما قلته لنا حتى اللحظة ،
عموما دار بينا حديث لم يقنعني ابدا ،
وأرسلت له في اليوم التالي رسالة صوتية رقيقة شكرته فيها على رغبته في مساعدتنا كأسرة ونيته الطيبة ،
وقلت له نحن الآن لا نملك بقية المبلغ إن كان دفعه واجب ، ادفعه انت لمن تتعامل معهم وسنسدده لك لاحقا عندما يصل إبننا إلى سويسرا ،
وهذا التزام منا ،
لاحظت أنه إستلم رسالتي وفتحها ولم يرد ،
بعد ثلاثة أيام رجع لي بتلفون وقال إنه مريض وأنه شايف رسالة صوتية مني لكنه لم يستمع إليها،
فأخبرته بما في الرسالة ،
قال لي (أختي إبتسام أنا دائما اقدم خدمات للاهل وهم يعتمدون علي ولا يفون بالتزامهم ويعتقدون أن لدي مال ،
وادفع عنهم ولايردونه ) ،

فإجبته (نحنا مااي ناس ، نحنا دفعنا جزء كبير من المبلغ الذي طلبته وملتزمين بما تبقى عند إتمام الإجراء ) ،
عموما سكت كلانا ،
لاحظت أن أحمد عبدالله في كل مرة عندما أسأله يقول لي سأرجع إلى الشباب وأرد عليك ،وأحيانا سأرجع إلى الإدارة ، وليس أمامي في الصورة أمامي سوى شخصه ،

عموما ..للمرة التانية يتدخل الولد ويصر أن نمنح رئيس مشاد فرصة وندفع له ،
وكان أعتقاده أن الدعوة لم تصله لأننا لم نسدد المبلغ الذي طُلب منا ،
حاولت كثيرا أن أقنعه بأن هذا المبلغ لا علاقة له بالورشة ،
وأنه يجب حسب مافهمت اولا أن ندفعه بعد أن تذهب إلى هناك ،
وحقيقة كنت في صراع بين أنني أستجيب لعملية إحتيال واضحة وبين رغبة شاب في مطلع العشرين وتشبثه بأمل أن يهاجر إلى أوربا ليعمل ويكمل دراسته ،
فرجعت لوالده وقلت له انا إلتبس علي الأمر وأتفق معك في وجود شبهة إحتيال ،
هذا هو رقم رئيس منظمة مشاد أحمد عبدالله إسماعيل ،أرجو أن تتفضل بالتواصل معه وتتابع هذه المسألة لعلك تستوعب ما لم أستوعبه ،
رجعته لأحمد عبدالله إسماعيل لأخبره بأن والد الشاب يود التواصل معه لمتابعة المسألة ،

فرد على بأنني لا أستطيع التواصل معه لأنني كثير المشغوليات ولو لم أرد عليه سأتسبب لك أنت في إحراج ،

لم ارد عليه ولم أخبر والد الشاب بذلك ،

وفي هذه المرة ولأننا إعترضنا ، قام الولد الذي يحلم بالسفر إلى أوربا مبلغ مليون أخرى أرسلها من حسابه إلى نفس الحساب السابق الذي أرسله لي أحمد عبدالله وبنفس التعليق ،
من إبتسام إلى مشاد ،
ليبلغ مجمل مادفعناه ٢ مليار و٥٠٠ ألف ،
هو طالب في المستوى الثالث ، جامعة الخرطوم ، منذ أن نزحنا إلى بورتسودان متأثرين بالحرب وهو يعمل احيانا في الملاحات ، يقوم يخياطة شوالات الملح ، وأحيانا في سحانة بهارات ،
يخرج من المنزل السادسة صباحا ويعود السادسة مساء ، ليجمع مالا يمكنه من مساعدة والده على أن يبحث له عن فرصة للدراسة بالخارج ،

لم أُعلق ، لكن من وقتها وتفكيري منصب تجاه كيف أُعيد له ولوالده المبلغ الذي دفعاه بدافع حُلم الولد السفر لاوربا ،
وقد أيقنت تماما أنني وقعت في فخ نصب واحتيال،

تماسكت جدا وطمئنت الولد ،
وأحيانا كنت اقول له اذا الفرصة دي ماظبطت إن شاءالله تجي غيرها ،

و نحن في انتظار الموعد الثاني للورشة المحدد ب١٩ يوليو ،
فإذا برئيس منظمة مشاد يخبرنا أن الورشة تأجلت لأجل غير مسمى ، لحين وصول الدعوات للجميع ،

تحدثت معه بأن هذا كلام غير منطقي، كيف ستوجه دعوة بتاريخ ٣ واخرى ب١٩ واخرى لم يحدد لها تاريخ ،
المرة دي قال لي الدعوات وصلت ل٨٤ مشترك من جملة ١٠٠ !!!!؟،
وستصل للآخرين أن شاءالله ، وسيكون هنالك تعويض عن التأخير ٢٧ % من جملة المبلغ ، وعليكم أن تسددوا كامل المبلغ ليحصل الولد على التعويض ،

هنا جن جنوني من فظاعة الاستفزاز وتوهم هذا الشخص أنني اصدقه ،
لكن تماسكت مرة أخرى ،

وقلت له نحن ملتزمون بسداد مااتفقنا عليه بعد أن يصل ابننا إلى جنيف إن شاءالله .

نواصل

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى