حكايتي مع رئيس منظمة مشاد المُقال احمد عبدالله إسماعيل ( ١-٣ ) – إبتسام الشيخ
الجمعة ٢٠ سبتمبر
أعتذر أولا للذين تهمهم معرفة قصتي مع منظمة مشاد عن تأخير الرواية ،
وفي إعتقادي أن دائرة المهتمين بالفعل والذين ينبغي أن يهتموا واسعة جدا لجهة أن القصة باعث للأمل لكل ذي حق مثبت بالدليل القاطع عند رئيس منظمة مشاد ، وجرس تنبيه للعامة لتقليص مساحة الثقة في الآخر في التعاملات في مثل هذه الأمور إلى أقل حد مع الحذر والتحوط لأي احتمال ، وإعمال مبدأ سوء النية وعدم الإنبهار بالأحاديث المنمقة والمبادئ الزائفة التي تعكسها هذه الواجهات عبر الوسائط الإعلامية المختلفة ،
ومن ناحية أخرى هو تنبيه للدولة ممثلة في أجهزتها النظامية والأجهزة ذات الصلة بالتعامل مع المنظمات التي قد تثق في واجهاتها عملا بالظاهر ، وجهلا ببعض سلوكيات القائمين على أمر هذه المنظمات ، تلك السلوكيات التي يجتهدون كثيرا في مداراتها إلى أن تتنزل رسالة السماء ليأذن الله بأن ينكشف ماقد كان خافيا ،
بدأ تواصلي مع رئيس منظمة مشاد أحمد عبدالله اسماعيل في شهر يناير الماضي على خلفية اهتمامي بقضية الإنتهاكات وخاصة ضد المرأة ، وقد كان لدى وقتها فكرة تأسيس جسم مدني نسوي يُعنى بالإنتهاكات ،
حقيقة لفتت مشاد نظري في نشاطها المتعلق برصد الإنتهاكات وعكسها عبر الوسائط الإعلامية المختلفة ،
فأتصلت هاتفيا على رئيسها احمد عبدالله وتعرفت عليه وأشدت بالدور الذي تقوم به المنظمة وأبديت إستعدادي للتعاون في نشر نشاط المنظمة المتعلق بهذا الجانب ،
وقد كان أن ظللت طيلة التسعة أشهر الماضية اعمل على توزيع بياناتهم حول الانتهاكات على عدد من الوسائط الإلكترونية،
وكان أكثرها إستجابة للنشر موقع اليمامة الالكتروني وقد رفض آخرون ،
طيلة هذه الفترة لم يحدث أن طلبت من رئيس مشاد مقابلا للنشر تقديرا لدورهم مع أن صاحبة الموقع للأمانة تطرقت لهذا الأمر ، فرددت لها بأن النشر لهم من باب التقدير لما يقومون به ، لكن وعدتها بأن أسأله في وقت لاحق باعتبار أن هذا من حقها ،
في مارس أنزلت فكرتي إلى أرض الواقع ودشنت منبر نساء لأجل السلام والعدالة ،
وبعدها بشهرين في مايو تحديدا كانت لدينا فكرة منشط يتعلق بالانتهاكات ضد المرأة ،
فبدأنا في جمع المعلومات ، وكانت مشاد احد الجهات التي قصدناها وطلبت من رئيسها احمد إسماعيل عبدالله أن يمدنا بمعلومات ومواد مصورة لنستعين بها ،
فقال لي اكتبي تصورك كاملا للمنشط والمطلوبات وسنرى بماذا سنساعدكم ، فكتبت وارسلته له ،
وكان رده سارفعها للإدارة وسنرى ، ولم أرى مارأت إدارته حتى اليوم ،
لم أسأله مرة أخرى ، لأنني حصلت على ماأبتغي من جهات أخرى مهتمة بهذا الشأن ،
مع العلم بأنني لم اتوقف عن دعم مشاد بالنشر ابدا ،
في شهر مايو وفي محادثة هاتفية بيني واحمد عبدالله رئيس مشاد شكرني على تعاوني مع المنظمة بنشر نشاطها دون مقابل مادي ، وفي ذات الوقت أبدى إمتعاضه من أن بعض الصحفيين يطلبون منه مقابلا ماديا للنشر ، وأنه يؤدي دور يخدم به البلد ووو ..الخ ..
وأضاف (تقديرا لدورك في دعم مشاد نحن سندعوك لحضور ورشة في شهر يونيو القادم بجنيف ) ،
كان ردي إن شاءالله لم اذد ،
في منتصف يونيو هاتفني ودون مقدمات قال لي لدينا عدد ( ٥ ) فرص لشباب يمكن أن نستقدمهم لسويسرا ومن ثم نوفق لهم وضعهم باللجوء في أوربا ونساعدهم ليعملوا ويدرسوا مقابل مبلغ مادي يتم دفعه لنا ،
فقلت له ارسل العرض على الواتساب ، فارسله مقدر باليورو ، وكان المبلغ يساوي يومها بالجنيه السوداني ( ٧ سبعة ملايين جنيه) ،
عموما قلت له لدي في أسرتي ولدين كان يمكن أن يستفيدوا من هذه الفرصة ، لكن للأسف في الوقت الحالي ماجاهزين لذلك ، وأضفت دعني أعرض هذه الفرص على آخرين ربما تسمح ظروفهم حاليا للاستفادة منها ، وإن شاءالله نحن لما نكون جاهزين سنطلب منكم إن توفرت الفرص ،
قال لي بملء فيه ، ( لا لا تعرضيها على أحد ، هذه نحنا نعطيها لحبايبنا فقط وهي لا تتكرر كثيرا ) ،
قلت حسنا وصرفت النظر ،
(الكلام ده كان قبل الظهر مابين س ١١ إلى ١٢ ) ،
مساء نفس اليوم حوالى س٩ م هاتفني رئيس مشاد أحمد عبدالله اسماعيل ، وقال لي ( كنا قد اخبرناك من قبل انك ستشاركي معنا في ورشة تقديرا لمجهودك في التعاون مع مشاد بالنشر ، قلت نعم ،
فقال لي (نحن اصلا سنستقدم الشباب الذين اخبرتك عنهم صباح اليوم إلى جنيف لحضور هذه الورشة ومن ثم نوفق وضعهم للجوء في أوربا ،
فإذا انتي يمكن أن تتنازلي عن الفرصة لأحد أبناءكم ، اعتبري نصف المبلغ مدفوع من المنظمة كتكلفة الحضور للورشة وانتم تكملوا المتبقي للإجراءات التي تضمن استقرار الشاب بعد الورشة في سويسرا بفيزا لمدة ستة أشهر وسنساعده على أن يجد فرصة للعمل ومن ثم يباشر دراسته ، وأنا أعرض عليك هذا لأنني أريد مساعدتكم.
غدا نواصل.