مقالات الرأي

همس الحروف – تحديات الإنسجام بين مؤسسات الدولة – د/ الباقر عبد القيوم

__________________

عدم التناغم و الإنسجام بين مؤسسات الدولة يمكن أن يكون من أكبر معوقات العمل و خصوصاً في مثل هذه الظروف المعقدة التي تمر بها بلادنا من جراء الحرب ، و من المؤكد أن عدم التنسيق والتكامل بين المؤسسات يؤدي إلى ضعف تنفيذ السياسات و الإجراءات ، مما يؤثر ذلك سلباً على الاستقرار والنمو الاقتصادي ، و لهذا نطالب بتنفيذ النوافذ الموحدة من أجل تحسين التنسيق بين المؤسسات الحكومية لتعزيز الكفاءة ، و القدرة على التعامل مع التحديات الوطنية بشكل أكثر فعالية ، و تبسيط الإجراءات المواطنين .

فدائماً نجد أن تقاطع السياسات بين مؤسسات الدولة يمكن أن يخلق حالة من الفوضى ويربك المستفيدين من افراد الشعب الذين لديهم معاملات تتعلق بعدة مؤسسات كالتصدير ، أو الإستيراد أو الإستثمار و غيرها من الإجراءات التي لا تنتهي في مؤسسة واحدة ، مما يؤدي ذلك إلى ضياع حقوق الكثيرين الذين تقيد حركتهم السياسات المتضاربة بين المؤسسات المختلفة ، و هذا الشيء يحدث تضارب في الأهداف والإجراءات ، فيختل التنسيق ، و يمكن أن يسبب تأخير ، و زيادة في التكاليف ، و فقدان الثقة من قبل المواطنين .

في أغلب الأحيان يمكن أن تشكل المصالح الشخصية عائقاً كبيراً أمام تنفيذ السياسات بشكل فعال ، حتى إذا كانت الرؤى متطابقة بين المؤسسات ، فإن المصالح الفردية لدى بعض الموظفين أو الجماعية قد تؤدي إلى عرقلة أعمال المستفيدين من خلال التأثير على كيفية تطبيق السياسات ، و هذا يمكن أن يخلق عراقيل في انسياب وتنسيق العمل بين المؤسسات ، و قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة أو أقل فعالية .

عندما يقوم موظف صغير في جهة معينة بتصعيد مسألة ما بسبب مصالح شخصية أو الدخول في تفضيلات غير موضوعية ، مما يؤثر سلباً على القرارات و يعرقل عملية تنفيذ السياسات بسبب نقص الشفافية في الإجراءات ، و عدم توفر أنظمة الرقابة الداخلية و المحاسبية ، مع انعدام وجود المعايير المهنية التي تمنع تأثبر المصالح الشخصية .

في بعض الأحيان نجد أن بعض الأجهزية الأمنية تشكل عقبة إضافية عندما تتمسك بقوانين يصعب تطبيقها في الظروف الحالية. هذه القوانين قد تكون غير متوافقة مع الواقع أو غير مرنة بما يكفي للتعامل مع التحديات المستجدة ، مما يؤدي إلى بعض الصعوبات في الامتثال للقوانين التي لا تتماشى مع الظروف الحالية، مما يخلق مشاكل في التطبيق الفعلي ، و قد تكون الإجراءات الأمنية المعمول بها في بعض الأمور الإقتصادية غير ملائمة، مما يزيد من فرص التعقيدات ، و هذا الشيء يؤدي إلى تأخيرات أو عرقلة في بعض النشاطات الاقتصادية .

يمكن القول أن أهم الجوانب الرئيسية للتحديات التي يواجهها السودان اليوم تكمن في طبيعة إنسانه المتقلبة ، أو بالأحرى في إدارة الموارد البشرية ، و التعامل مع القضايا المؤسسية بعدم جدية بعيداً عن المصالح الشخصية و الفساد ، و هذه الأمور إذا لم تعالج و بجدية ستعوق جهود التقدم و ستودي إلى ضعف الأداء المؤسسي .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى