أحرف حرة – إبتسام الشيخ – مبادرة عنقرة : إخفاق المؤسسات وملء الفراغ
___________________
في زمن الحرب تبدو الكثير من الظواهر عادية وإن لم تكن صحيحة ،
في زمن الحرب يحدث إخفاق لبعض المؤسسات فيحدث فراغ تملأه جهات أو أشخاص ، وملء الفراغ مطلوب ،
وفي ظل هشاشة دولتنا وعدم جديتها وعدم قيام المسؤولين بواجاباتهم تمدد الفراغ ولحق الضرر بالعديد من فئات المجتمع ،
شريحة الصحفيين من أكثر فئات المجتمع السوداني تضررا ، لجهة فقدها السند بشكل كلي ،
غياب تام لوزارة الإعلام ،
وغياب طويل للجسم النقابي الذي يمثل الظهر الذي يستند عليه أهل المهنة ،
حال الصحفيين السودانين يغني عن سؤالهم ، طيلة عام وقرابة نصف العام في حالة من التوهان والمعاناة ،
لاحت في الأفق الأجسام النقابية وعلى اختلافنا في الوسط الصحفي في الإنتماء والاعتراف بهذا أو تلك إلا أن وجودهما بالتإكيد ضرورة ملحة للاضلاع بتقويم وضع الصحفيين المعوج وإصلاح حالهم البائس ،
بوصفنا أعضاء الإتحاد العام للصحفيين السودانيين إستبشرنا خيرا بمزاولة الإتحاد نشاطه وسط الصحفيين بالداخل ، ولا زلنا نعول عليه في تحسين أوضاع الصحفيين وتمكينهم من أداء دورهم الوطني في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا ،
ورغم مضي وقت ليس بالقليل من تأريخ انعقاد لقاء الصحفيين برئيس مجلس السيادة الذي نظمه الإتحاد ، وخرج بمخرجات جيدة نسبيا ، إلا أن هذه المخرجات على مايبدو متعثرة في رؤية النور !!؟ ،
مركز عنقرة للخدمات الصحفية من الأجسام التي تُجيد إلتقاط القفاز و شغل المساحات الفارغة ، وكما قال صاحب المركز الأمير جمال عنقرة ، (أنا بشتغل في الأماكن المابيشتغلو فيها الناس )،
إستثمر عنقرة في علاقته بنائب رئيس مجلس السيادة وبابه المفتوح له وقام بمبادرة إسكان الصحفيين النازحين ،
دشن يوم السبت الماضي إسكان الصحفيات في ثلاثة مواقع وسيتبعه إسكان الصحفيين ،
مجهود مقدر يشكر عليه الأستاذ جمال عنقرة وان كان هذا من صميم عمل الاتحاد ،
عنقرة بادر وأسكن حوالي ٢٤ صحفية من النازحات الى بورتسودان ، ونرجو أن تُكلل مساعي ووعود الاتحاد التي قال بها رئيس مجلس السيادة وجهات أخرى بالنجاح لإسكان البقية ،
فُتحت لنا بوابة الجلوس بمهلة لنائب رئيس مجلس السيادة عبر الأستاذ جمال عنقرة ، فطلبنا منه وأقترحنا عليه أن يقوم برعاية مشروعات مهنية ومشروعات شخصية تُدر عائدا للصحفيين تُعينهم على أعباء الحياة ،
فأبدى نائب رئيس مجلس السيادة استعداده لتبني مبادراتنا ومقترحاتنا ،
تبني النائب مبادرات لمساعدة الصحفيين في حال صار واقعا بالتأكيد سينعكس بشكل ايجابي كبير على أدئهم ، ونرجو أيضا أن يتحقق ماقال به رئيس مجلس السيادة وإن لم يكن بصورة واضحة ، لكن نأمل في أن يضغط الاتحاد تجاه إنزال مخرجات ذلك اللقاء في جميع جوانبها إلى أرض الواقع لمصلحة المهنة ،
الأستاذ جمال عنقرة بادر من قبل وعقد ورشة لم نحتفي بها ، لأنها لم تكن في رأينا حوجة مرحلة ، ولم يستفد منها الصحفيين بالداخل الذين كانوا في حاجة ملحة لكل اوجه الدعم والمساعدة ،
لكن وللأمانة فإن مبادرة عنقرة لإسكان الصحفيين جبًت ما قبلها ، لما أدخلته من إطمئنان وراحة نفسية لمستها من الزميلات يوم تدشين السكن بحي سلبونا فالسكن يشكل هاجسا كبيرا يؤرق جميع النازحين ، سيما الصحفييون الذي تتطلب مهنتهم صفاء الذهن وخلوه من الشواغل والهموم ،
ولا نرى في الاستفادة من هذه الفرص أمرا معيبا بل ندعو لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من هذه الأبواب التي فُتحت .
حفظ الله البلاد والعباد