محسن المصري يكتب : نيجرفان وبزشكيان ثنائية تغيير التاريخ
زيارة تاريخية يقوم بها الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان لإقليم كردستان كأول رئيس إيراني يزور الإقليم منذ تأسيسه.
تاريخية الزيارة، ربما تتجاوز فكرة أنها الأولي لرئيس إيراني خاصة أن العلاقات بين الإقليم والدولة الإيرانية لم تكن في أحسن حالاتها خلال الفترة الماضية.
أهمية الزيارة وما يجعلنا نصفها بالتاريخية ربما تتمثل في شخص الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان والذي تم انتخابه وسط حالة من التفاؤل الكبير حول قدرته على إحداث تغيير في السياسة الإيرانية كونه أحد المحسوبين على التيار المعتدل أو الإصلاحيين كما يسمونهم في إيران.
وما يزيد من حالة التفاؤل ويرفع من جرعة الأمل لدى قطاع كبير من المراقبين فى زيارة بزشكيان للإقليم هو وجود السيد نيجيرفان بارزاني في رئاسة الإقليم بما يمثله من ثقل سياسي وقدرة على احتواء بزشكيان وصناعة تاريخ مختلف للعلاقات بين إيران وإقليم كردستان.
لن نبالغ إذا قلنا أننا أمام فرصة تاريخية قلما يجود الزمان بها من أجل حل الخلافات الإيرانية الكردستانية وطي صفحة الخلافات وبدء تاريخ جديد بين أربيل وطهران.
نيجيرفان الذى استطاع خلال سنوات قليلة تغيير شكل الإقليم والانتقال من مرحلة العداء مع الجميع التي عاني منها الإقليم خلال فترة الاستفتاء وما قبلها لمرحلة تصفير الخلافات والتحول بكردستان للوجهة المفضلة للسياحة والاستثمار في الشرق الأوسط لدرجة أن البعض وصف أربيل بدبي الجديدة.
نيجيرفان الذي قاد الإقليم في أحرج اللحظات وأصعبها واستطاع أن يكتب تاريخا جديدا لكرد العراق بالحفاظ على الإقليم وأمنه واستقراره في ظل واقع مضطرب داخليا وخارجيا قادر على أن يكتب التاريخ من جديد ويضع اسمه بحروف من نور رفقة الرئيس بزشكيان ليصنعا معا تاريخا جديدا للعلاقات الكردية الإيرانية تنتهي معه حقبة الدم والنار وتبدأ مرحلة التعمير والاستثمار .
