أحرف حرة – إبتسام الشيخ – جيشُنا الباسل: الفاشر صامدة و مدن تنتظر وأبناء حمر أعلى مدارج الشرفاء
_______________
بحسب متابعاتنا قواتنا المسلحة تعمل جهدها لإستنزاف المليشيا وإهلاكها في الحرب غير المتكافئة التي فُرضت عليها ،
وهذا الأمر ظهر تأثيره بشكل كبير في بعض المناطق وأنعكس أثره على خطوط إمداد المليشيا ،
مايصلنا من القابضين على جمر القضية الذين يطأون الجمر ، لا يأبهون لجوع أو عاصفة أو مطر ، تطمينات بأن الوضع يمضي إلى الأفضل رغم تواجد المليشيا في مناطق عديدة من الخرطوم ، مثل شرق النيل ، حطاب ، الكدرو ، وحصارهم للعيلفون ، وبعض قوة موجودة بالمصفاة ، والصالحة جنوب ام درمان ، وغرب ام درمان التي لم تنحسر عنها المليشيا انحسارا تاما رغم تقدم جيشُنا ،
للذين يتحدثون – مشفقين بلا شك وآملين في سرعة الحسم – نقول بالعودة إلى الوراء عام ومايقارب نصف العام حين واجه الجيش السوداني الذي يبلغ تعداد قوته حوالي مائة ألف ، والقوة الحقيقية المقاتلة منها لا تتجاوز الخمسين بالمائة من هذا العدد ،
هذه الخمسين بالمائة من جمُلة جيشنا واجهت مايقدر بحوالي (١٢٠ ) الف من جنود المليشيا ،
مع العلم بأنه بعد حوالي أربعة أشهر ارتفع عدد القوة المقاتلة من المليشيا إلى قرابة ( ٦٠٠) الف داخل ولاية الخرطوم وحدها بفعل الفزع وإستنفار القبائل وانضمام من تم إخراجهم من السجون من عتاة المجرمين ،
للذين يتململون من تطاول أجل الحرب ( وهم على حق أيضا ) نقول إن من المؤكد أن مهمة قواتنا المسلحة في ظل هذا التنامي السرطاني لقوات المليشيا ليست سهلة على الإطلاق ،
أكثر من مليون جندي من قوات المليشيا الأصل الذين كانوا يقاتلون في عموم السودان ، لم يتبقى منهم سوى حوالى عشرة بالمائة وماعداه كما اسلفنا نهابون وكسابة وفارين من السجون من عتاة المجرمين ،
هلكت معظم قوة المليشيا الأصلية ، بينما حقيقة وواقع ظل الجيش السوداني محتفظا بقوته ، لم يغادر معسكراته ،
جيشنا منذ بداية الحرب يقاتل الكثرة ، كثرة من شأنها أن تخيف أي كائن ،
لكن مع ذلك إستبسلت قواتنا المسلحة وقاتلت في كآفة المحاور مسنودة بدعم شعبي عبر الإستنفار ،
المعارك التي خاضتها قوُاتنا المشتركة في الفاشر أدخلت الرعب في نفوس أفراد المليشيا ولقنتهم دروسا قاسية في الصمود والمواجهة ،
الخطة التي تقاتل بها القوة المشتركة هناك لم تترك للمليشيا مجالا لتقدم أو ادعاء نصر ،
كانت المليشيا تتسلل إلى الفاشر من الأطراف ، فمضى الطيران في ضرب اطراف المدينة وأنباء قواتنا هناك أنها من هجوم إلى هجوم ،
القوات المشتركة لا تغمض لافرادها عين ، هجوم المليشيا الأخير الذي أعدت له وحشدت ماحشدت من قوات ومعدات ومعينات ، وبدأته صباحا ثم أعادت الكرة مساء ، كانت نتيجته خسارة كبيرة في الأرواح والعتاد ، خرج من بقى حيا من المليشيا مهزوما شر هزيمة ،
أخبار القتال في الفاشر تجعل المراقب يتنبأ بأن ينجلي الأمر في الفاشر قبل الخرطوم ،
أما سنجة فمتابعاتنا تفيد بأن التقدم نحوها مرهون بتحرير جبل موية ،
وجود جبل موية بيد المليشيا يعني أن هنالك خط إمداد مفتوح لها جنوبا حتى الدالي والمزموم ، الأمر الذي ربما يهدد كوستي وربك ،
الحديث عن سنجة يبعث الوجع كما الحديث عن معظم أنحاء الجزيرة ، فسنجة سقطت بفعل أبنائها كما الكثير من مناطق الجزيرة ،
أهالي سنجة والجزيرة ، والكثير من مناطق كردفان كانوا بكل أسف وقودا حيا لهذه الحرب اللعينة ، التي لعبت فيها نوايا المليشيا التوسعية واستنهاضها للخلايا النائمة التي جندها الدعم السريع في وقت السلم دورا كبيرا ،
وبقدر ما أود أن أرسل رسالة إعزاز وإكبار لأهلنا في دار حمر بغرب كردفان ، الذين وقفوا وقفة سيظل يذكرها التأريخ ، أعلوا رآية الوطن ، صدعوا بكلمة الحق ، وحملوا سيوفهم وناصروا القوات المسلحة ،
أبناء دار حمر قدموا أربعة آلآف فارس يقاتلون الآن في الصفوف الامامية ،
لعمري هي وقفة ترفعهم إلى مدارج أشرف القبائل بولاية غرب كردفان ، ومثلهم الشرفاء من أبناء المسيرية القابضين على جمر القضية الذين صدعوا بالحق ويقاتلون الآن إلى جانب القوات المسلحة ، ويظل الأمل باق في أن يلحق بهم من هم على الضفة الأخرى ،
من السهل إطلاق شرارة الحرب وايقاد نارها لكن من الصعب التنبوء بمتى تنتهي ،
وليس هنالك إنسانا سويا يكره السلام والأمن والإستقرار ،
ليس هنالك إنسانا سويا لا يسوءه الفقد الهائل في الأنفس البشرية بفعل الحرب ، وتدمير بنية البلاد ، والحاق الأذى بكل ماحولنا ،
نتطلع إلى السلام ، سلام العزة والكرامة الذي يحفظ ويصون حق شهدائنا قبل الأحياء .
حفظ الله البلاد والعباد
الأمر الذي يجعل المراقب يتنبأ بعن ينجلي الأمر في الفاشر قبل الخرطوم ،