بينما يمضي الوقت – أمل أبوالقاسم – لا غيرتنا الظروف لا هدتنا محنة
_____________
وكما هو الحال وعند مطلع كل عام دراسي في السودان تبدأ الأسر في الشكوى والأكيد انها في محلها وكثيرا ما تختزل في الرسوم الدراسية وما ادراك ما الرسوم وقد درجت المدارس الخاصة سيما في الآونة الأخيرة على إشعال جيب المواطن المكتوى اساسا من تداعيات الظروف الاقتصادية التي تكالبت عليه من كل حدب وصوب ما اضطر كثير من الأسر المعسرة لإخراج أبنائها من حلقة العلم ومن التعليم الحكومي دعك من الخاص.
يسن ملاك المدارس من المستثمرين فيها سنان طمعهم عند كل عام ما يدفع أولياء الأمور للتذمر علنا وجهرا وحيث أن لا حياة لمن تنادى وأن المسألة خيار وليس إجبار يضطرون للخضوع دون التدخل من الجهات المعنية وذوي الاختصاص التي تترك الحبل على الغارب للسادة الملاك اما الأسر ( كل زول يأكل ناره).
ظل التعليم دائما هو الحلقة الأضعف والأسوأ لدى الحكومات المتعاقبة، على أن اسوأها كانت بعد 2019م حيث اللجان واللجان المنبثقة ولجنة المعلمين بل لجان المقاومة الذين يتدخلون في أمر المدارس وتوجيه دفتها كيفما اتفق، فعانى التلاميذ الذين ظلوا يسددون فواتير هذه الفوضى ايما معاناة وسني دراستهم تتعثر عام بعد عام حد تراكم امتحانات الشهادة السودانية لسنتين.
ويبدو أن مشكلة المدارس ورسومها أصبحت كالمرض الخبيث لا يجرؤ مداوي (أن وجد ) على استئصاله. وبصورة عامة أصبح المواطن السوداني يتربح من أزمة بني جلدته دون أن ترف له عين وقد ابرزت هذه الحرب اللعينة وكشفت عن معادن بعض البشر الذين نزعت عنهم الإنسانية وقد وجدوا في هذه الحرب ضالتهم للتربح من وراء الجماجم. وكالعهد بهم طال الأمر المدارس سيما في دول اللجؤ وفي مصر أسوة. فمنذ العام الفائت ومع اندلاع الحرب وتقاطر السودانيين نحوها ومع بداية العام الدراسي ارتفعت الرسوم لأكثر من 50% وفي بعضها 100% وأكثر دون أي مبرر أو دواع فقط زيادة كسب من خلف الأزمة. ثم وفي هذا العام الذي أزف تضاعفت الرسوم مجددا وأيضا بلا مسوغات أو مبررات.
ومعلوم انه ومنذ العام الفائت تحفظت مصر المضيفة على عدد من الشروط وامهلت البعض فترة لتوفيق أوضاعهم قبل أن تسمح لهم بالمزاولة ثم وفي نهاية العام عادت واغلقت كل المدارس الأمر الذي أدى للتدخل من أعلى مستوى والمناشدة لاستئناف نشاطها. وكانت بعض المدارس قد استوفت الشروط.
دخلت الحرب عامها الثاني بأكثر من النصف تفاقمت خلاله أزمة الكثيرين من الذين كانوا يأكلون من سنامهم، كما تفاقمت أيضا أعداد اللاجئين الذين خرج بعضهم (يا مولاي كما خلقتني ) فقط ينشدون الأمان، ومن بين هؤلاء من قصد تعليم أبنائه بعد ان عز ذلك نتيجة استمرار الحرب وفقدان عام دراسي كامل..لكن انى لهم يا ترى برسم المدارس الجزافي، واعلم أن هناك من التحف الأرض داخل شقة ينشد توفير مدخراته للتعليم أن أمكن لذلك سبيلا.
سابقا كانت الأسر تطالب الجهات العليا ووزارة التربية والتعليم (التعليم الخاص ) وتستنجد بهم من غول أسعار المدارس الذي افترس جيوبهم ورغم الاستجابة الضعيفة إلا أنهم لا يفتأون ينشدون المعقول. الآن وقد تبدل الحال للأسواء وتبدل المكان فقد التفت الجميع نحو سفارة السودان بالقاهرة للتدخل العاجل والوقوف على أسباب زيادة الرسوم وما أن كانت موضوعية والوصول فيها لحد معقول يلائم ظروف الأسر. وأجد انا حالنا يتمثل كلمات من أغنية هاشم صديق( لا غيرتنا الظروف ولا هدتنا محنة) والأغنية رغم أنها عاطفية إلا أن هذه الكلمات تحديدا تحكي حال السودانيين فهل من مغيث؟؟.