أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – نجل الميرغنى وسفير تركيا.. البريقدار فى الشرق
____________________
أقدارنا
وتحملنا الأقدار ثقالا وخفافا ، وسبحانه كل يوم هو فى شأن ، له أمور يبديها وأخرى يبتديها وثالثة مخفية يبقيها ، وما يمضى يفوت والمؤمل غيب ولنا الساعة التى نحن فيها ، والحرب ساعتنا ولكن الرغبة فى إستمرار الحياة إيمانيا وسودانيا أقوى ولإستشراف مستقبل تفاؤلا أنضر ، فى حى بورتسودانى عاصمى وداخل قصر منيف ، يعبر عن قوة مجتمعنا المتقدمة إقتصاديا على الدولة وفى كل شئ ، تباشر سفارة جمهورية تركيا أعمالها وأشغالها ، من العاصمة الحمراء ، بدرجة سفير ، من مبنى لفرط جماله مشيد عن ظهر غيب بملامح تركية ، لم يغادر لأنقرا سفير، ليبقى قريبا وشاهدا على الحرب والتداعيات وداعما للسودان ومؤسساته دولة بين الأمم لا يجوز العبث بها ولا بانسانها ، السفير الفاتح يلدز يغرد متأسفا كل ما بلغه نبأ خسائر وسط المدنيين مغردا فى السرب ، ويقرأ قبل المقدم فى كتاب الإحتياجيات الإنسانية وسفر إحتياجيات بقاء دولة من نفس العثمانية والسواكنية والسودانية هى العنوان ، لم يغادر ، للإبقاء على أبواب سفارة بحجم تركيا ، مشرعة الأبواب لقضاء معاملات الدولتين والشعبين ، معان ومغازٍ ورسائل صامتة فى صناديق بريد المجتمع الدولى ناطقة وصادقة ، عنوانها الرئيس السودان أقدر لإمتصاص الصدمة وأصلح للبقاء بعون الأصدقاء ، رفرفة العلم التركى بسيماه متعدد الأبعاد فى سماء بورتسودان المقتسمة واياه الحمراء ، رفرفة معضدة لإستمرار الحياة والتغلب على صعاب وتحديات الحرب.
صمودنا
تركيا تعزز روح الصمود وفى صمت مهيب لا يلقى بدعمها إلى غيابت الجب السحيق ، والمساعدات تترى من هناك بانسانية عتمانية والآفاق أمام السودانيين مفتوحة للطيران لبلد احفاد العملاقة ، للإستجمام المتكامل ولمن شاء الإستقرار بالأسرة والفرص للإقامة والعمل والتحصيل العلمى مبذولة فى وجوه السودانيين مقتدرهم ومقيم أوده بما يتيسر ، تركيا تسهم فى سد فجوات المستقبل المحتومة والنقص المريع جراء إستمرار الحرب ، لتوقف مظاهر الحياة والناس والمصيبة مساسة بالمصالح الكلية لمجتمع شكوى بعضه بالسهر والحمى يتداعى لها حالا كل الجسد لشدة الترابط والتعاضد والفضل للقيادات الأول الروحية ، تركيا تبسط أياديها بيضاء من غير سوء ، إغاثة للضحايا وإعالة لكل مقتدر لمواصلة المشوار ، والإستعداد للعطاء بعد انقشاع مصاب الحرب ، المنجلى ظلام ليله مهما يطل بتكاتف عالمى يعى الآن متأخرا ، إما الإجهاز على أسباب إستمرار حرب السودان ، أو إستعداد لإطباق مخاطرها وانسحابها على الكل ممن يظنون البعد جغرافيا منجاة ، إلا من هم كما الأتراك منتهى الوعى منذ الازل ، والعالم تحت نير حروبات مختلفة يترنح، والإقتتال الروسى الاوكرانى الشرش تقنيا والسودانى المتعدد الأطراف والغزاوى المحدد الأهداف ، يهدد مصالح الكل وتبلغ لظيات نيرانه بلاد الفرنجة و حتى الإسكندفيان الغاطة غربا فى دعة ورغيد عيش تسلح وتتسلح والقادم أهول ، وأوروبا كلها تحتقن والغرب أنفاسه والأمريكان تحتبس وإشعال الحروبات حساباته تتبدى اخطاء من قوم لايدينون بالمحذر العُلوى من اللعب بالنار ، فالإنفجار الشامل يوشك أن يقترب ولم يعد ينفع ويجدى ، اللعب بالنار فى المنصات والمنابر الإنسانية وبتوصيات لجان المقدمات ، تركيا تعى وهاهى تقف لجانب السودان جبرا للمكسور والخاطر وسفارتها للسودانيين مرحابة من كل جنس ونفس وإنس وجن يبتغى الخير للبلدين.
روحيتنا
وإذ بأقدارى الصحفية تلحقنى بوفد كريم لمقابلة سفير جمهورية تركيا لدى السودان المعتمد قبل أيام سياديا ، لقاء السيد الفاتح يلدز بمقر عمله وإقامته ببورتسودان ، وفد روحى رفيع الجناب والمقام على رأسه السيد ابراهيم ابن السيد محمد سر الختم الميرغني ، مرشد الطريقة الختمية بشرق السودان وفي معينه الخلفاء د.عبد القادر جعفر ادريس الوزير الأسبق و باشمهندس عمر مصطفى والاستاذ الحسن ابراهيم الامين وصديقى الباشمهندس زين العابدين محمد أحمد حسن . اما القيادي القومى والشرقاوى المميز والمعتمد الأسبق ، الشيخ مجذوب بن الخليفة المرحوم الشيخ/ ابوعلي مجذوب والى البحر الأحمر يوما والراحل عن دنيانا ، قام بترتيب اللقاء والتنسيق مع سفارة تركيا الموثقة علاقته بها مذ كان معتمدا لسواكن وفى في عهده اكتمل ترميم الآثار التركية بجزيرة الحضارة والتاريخ معقل السواكنة خالقا علاقة لصيفة مع منظمة تيكا المعنية بترميم وصيانة الآثار التركية في العالم ، والتيكا العثمانية سباقة لتيكا تاكا برشلونة الإسبانية القاسم المشترك الرشاقة .
تاريخنا
يخرج السفير يلدز لدى الباب مستقبلا زائريه بالبشاشة وسحابة مباشرة تغمغم ساحة المقر ، يبدو السفير مهتما بالتاريخ ملما بسيرة المراغنة وتاريخهم حافظا لأسمائهم على تشابهها وتوارثها جيلا إثر جيل ، مخففا على وفده الزائر وعثاء السفر من سنكات بلد الشريفة خصيصا للقاء يلدز وتحية واحتراما لتركيا ، الدبلوماسية الروحية كما وصفتها فى مداخلتى المأذونة ، تسيّج الجلسة بأدب صوفى ونهج مشربى ، ويعلو كعب الرغبة فى التعاون بين السفارة ممثلة الاتراك والتيكا وطائفة الختمية لخدمة العلاقات الروحية والإنسانية المشتركة واحتساب زيارة نجل الميرغنى خطوة تعزيز لزيارة السفير الفاتح يلدز لبلد الإلفة والصحبة الطيبة سنكات وما جاورها ومن قبل لسواكن التى كل ما يجئ بذكرها متداخل ، تعلو وجه يلدز ابتسامة ولا أعرض ، واهتمام السفير بزيارة الوفد , تعبر عن رغبة تركية لمزيد من الإنفتاح على المجتمع العريض ، واحتفاء بإحاطة ومعرفية مسبقة للإبتداء بالختمية لعقد محاورة ومبادلة ، يعكف على تدوينها رصدا لإفادات رئيس وأعضاء الوفد بدقة ، طاقم يلدز المتحفز تعبيرا عن رغبة تركيا لإعادة تاريخ سواكن لسيرة اولى مفقودة لما فيها من رمزية وتعبيرية عن صداقة سودانية تركية ، وتوطئة لنهضة تطوير على إرث حضارى مرتكزة ، تحقيقا لمنافع إقتصادية وسياحية، والسفير المتولى منصبه توا ، يعرف عن مجتمعنا وسير قيادات الختمية التاريخية مما يثير إعجاب المراغنة ممثلين فى كبيرهم بالشرق الحبيب الذى يحمل من جينات العثمانية والملامح التركية ، المؤهلة لشراكة نوعية يحتاجها الشرق المعقل الروحى لطائفة ابنت للسفير يلدز دورها التاريخى كأحد ممسكات الوحدة المستهدفة ، فى الشرق وكل السودان فلتستفرغ الدولة التركية طاقاتها الكبيرة وتطلق قدراتها الباتعة بريقدرات للسلام والإنماء والإعمار.
أشواقنا
زيارة الوفد استفتاح لنهوض مخنلف لثقافة الدبلوماسية الروحية التى يوليها السودانيون والاتراك اهتماما عظيما وينزلونها ما تستحق من التقدير والإحترام بالإقتراب من أشواق الناس ، مع مراعاة تبدل وتغير طبيعتها فى عالم الإستغراق فى الماديات ، والأشواق بين الشعبين قوامتها ولحمتها وسداتها تطوير آليات تبادل المصالح والمنافع والخبرات وسودانية منتهاها الإستفادة من التقدم التركى الكبير فى مختلف مناحى الحياة ، قبل عقدين ، زرت فى معية وفد صحفى خالص ، الجمهورية التركية وبدعوة من سفارتها بالخرطوم تلك ، استشففنا حجم الرغبات الكبيرة لدى الأتراك من ذوى الخبرات وفى كل المجالات ، للإستثمار بعيد المدى وكبير الرجاء فى بلادنا العائدة الناهضة من بين فرث ولحم الحرب الماكرة ، ودعونا كصحفيين وإعلاميين كل من وجهة نظره، محاصرة أوجه الأنشطة الإستثمارية الصغيرة التى لا تحتاجها بلادنا ، وقد انتشرت بنشاطات مخلة و مزيدة لفواتير الإستهلاك مستنزفة لطاقات الإنتاج ، بينما المرجو شراكة بين الدولتين لا تقصى القطاع الخاص وتصطحبه مع القطاع العام ، تفضى لخلق مشاريع ضخمة تستوعب عمالة سودانية ، فتوفر وظائف للشباب ولذوى الإحتياجيات وتمنح جرعات تدريبية فنية تركية عالية المستوى ، وصناعة تركيا فى اسواقنا ماركة ، هى الشراكات التى نريد ، متوجة بالدبلوماسية الروحية ، منطلقة من منصات شعبية، مراغنة سنكات لم يفوتوا الزيارة دون توجه الدعوة رسميا للسفير يلدز لزيارة معاقل وأركان الشرق ومقامات الختمية التاريخية ، فبادلهم الدعوة بالتعبير عن تمنيه لو كان هو الزائر الأول تأدبا ، ورفقتى للوفد عددتها للسفير باربعة ألسن ، سودانى ومنتم تاريخيا للشرق ومحب للختمية وصحفى للرصد والتوثيق وتعميق العلاقات القائمة على تبادل الإحترام والمنافع.