لماذا تتقدم المواني البحرية العالمية وتتقهقرالموانئ البحرية السودانية؟ – كتب محمد عثمان الرضي
_________
أقامت هيئة الموانئ البحرية السودانية اليوم حفل تدشين لآليات مناولة البضائع الحديثه بفندق كورال بمدينة بورتسودان.
إستطاعت الهيئة من شراء هذه الآليات الحديثه من مواردها الذاتيه وهذا بمثابة إنجاز كبير يضاف إلى سجلات إنجازاتها التي لاتخطئها العين.
لاشك أن هذه الآليات ستسهم وبصوره كبيره في سهولة إنسياب الصادرات والواردات وستوفر الجهد والوقت.
باالرغم من أن الخطوه جاءت متأخره جدا ولكن أن تأتي متأخرا خيرا من أن لاتأتي وبالذات في الظروف الإستثنائيه التي تعيشها البلاد.
حديث وزير الماليه الإتحادي جبريل إبراهيم أمام الحفل والذي أشار إلى لغة الأرقام حيث أن إجمالي البضائع التي يتم تفريقها في مختلف موانئ العالم تجاوز ال10مليون حاوية في السنه بينما الموانئ البحريه السودانيه تفرغ 270000الف حاوية في السنه.
وبناء على حديث وزير الماليه الذي إعتمد على الأرقام فاالبون شاسع مابين التقدم المذهل للموانئ العالميه والتقهقر المريع للموانئ السودانية التي ماذالت في المربع الأول.
المدير العام لهيئة الموانئ البحرية الكابتن محمد حسن مختار إستطاع أن يخلق إختراقات كبيره في تطوير وتأهيل الميناء ووضع بصمة واضحة لاينكرها إلا مكابر ولكن ظروفة الصحيه لاتؤهله لتكملة المشوار وظل يتجول في العواصم العربيه والأوربيه بحثا عن العلاج فمن الأفضل أن يتنحى جانبا ويتيح الفرصه للأخرين من أبناء الولاية وماأكثرهم تأهيلا وعلما وتجربة وقادرين على خلافته.
ومن اللافت للنظر إقتحام الشاب الثائر والنقابي المعروف عثمان طاهر مقر الحفل وإنتزاعه الميكرفون وفتح النار على وزير الماليه مستهجنا خطابه الإستفزازي على حد تعبيره وطالب بضرورة سن قانون منفصل للموانئ البحريه حتى يتسنى لها القيام بدورها على الوجه الأكمل.
حديث الشاب الثائر عثمان طاهر المفاجئ وشنه هجوم عنيف على وزير الماليه جبريل إبراهيم دفع المنصه من قيادات هيئة الموانئ البحرية للدفاع عن وزير الماليه وتجميل وجهه أمام الحضور وهذا ممايؤكد باان مداخلة الشاب الثائر عثمان طاهر قلبت الموازين رأس على عقب وأفسدت على قيادة هيئة الموانئ البحرية فرحتهم بهذا الإنجاز.
على شرف الإحتفال بهذا الإنجاز أقامت هيئة الموانئ البحرية حفل إفطار فخيم للضيوف الذي يقدرون بحوالي ال200شخص بمنتجع السقاله وإستمتع الضيوف بتناول وجبة دسمة من شتى أنواع الأسماك.
فاتورة الإفطار الفخيم الذي أقيم بهذه المناسبه أحوج إليه النازحين من جراء الحرب في مراكز الإيواء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بمدينة بورتسودان.
تعطل دولاب العمل اليوم تماما وذلك بسبب مرابطة مدراء الإدارات العليا لهيئة الموانئ البحرية في وجبة الإفطار مستمتعين باالنظر إلى مناظر البحر الخلابه وكان من الأفضل لهم التواجد في مكاتبهم لقضاء حوائج الناس.
حرصت على حضور المؤتمر الصحفي الذي أقيم على شرف هذا الحفل وكنت أتوقع من الإدارة العليا لهيئة الموانئ تجيب على سؤال هام ومحوري لماذا تتأخر الموانئ البحرية السودانيه في إستجلاب أحدث التقانه في مجال مناولة البضائع في الوقت الذي تتقدم كل الموانئ النظيرة إلى الأمام وبخطي ثابته.
السيب الأساسي في تأخرنا وتقدم الأخرين عدم وضوح الرؤية وإنعدام خارطة الطريق وتتعامل بسياسة رزق اليوم بااليوم.
التحدي ليس في إستجلاب الآليات الحديثه لتطوير الميناء بل التحدي الحقيقي في كيفية المحافظة عليها وصيانتها وتوفير قطع غيارها.
سبب تطور الموانئ العالمية وتأخر موانينا في أنهم يهتمون بتأهيل وتدريب الكادر البشري ورعايته وتحفيزه بينما نحن نحتفي ونحتفل باالآله الرافعه فقط.
مشكلة هيئة الموانئ البحرية في كيفية الإداره المثلى للموارد الضخمه التي تمتلكها وضرورة توظيفها في الأوجة الحيوية التي تساهم في التطور والنماء بصوره علميه.
الكرينات القديمه التي تحتاج إلى صيانة هل تم صيانتها وهل أدخلت دائرة الإنتاج وهل تعمل بكامل كفاءتها؟؟؟.
حقوق العاملين من الحوافز والبدلات وعدالة توزيع البيوت الحكوميه للعاملين بهيئة الموانئ البحرية إلى جانب الترقيات في مختلف الوظائف كل هذه الحقوق هل يتم رعايتها والمحافظه عليها من قبل المدير العام لهيئة الموانئ البحرية؟؟؟.
لكي نعرف مدى تقدم أوتأخر الموانئ البحرية السودانية كان من الأفضل تقديم نماذج من عمل بعض الموانئ البحرية لمختلف الدول ومن ثم نجري المقارنة لكي نتأكد فعلا نحن نسير إلى الأمام ام مازلنا في المربع الأول.