مقالات الرأي

أحرف حرة – إبتسام الشيخ – البني هلبه والحوازمة – وصلوحة من السابقين

___________________

يُحمد لرئيس مجلس السيادة أن بادر في إطار مسؤوليته كقائد للأمة السودانية في مرحلة من أكثر مراحل تأريخها حرجا وتعقيدا أن فتح الباب واسعا لأبناء بعض القبائل الدارفورية والكردفانية المحسوبة في عداد حواضن التمرد ليستمع اليهم ويُسمعهم ويتقاسم الجميع مسؤولية حل الأزمة السودانية الراهنة ،

وحدث ذلك لأنه علي يقين أن ليس كل ابناء تلك القبائل منتمين الى صفوف التمرد او منحازين له او مشجعين لنهجه وافعاله ، لذا كان لابد من أن يستمع الى وجهات نظر الكل ويسعى مع الكل للقضاء على هذا السرطان الذي إستشرى في الجسد السوداني و لم يسلم من أذاه أحد على إمتداد البلد العريض ،

قبل مبادرة رئيس مجلس السيادة كان هنالك سباقون من ابناء كردفان ودارفور ، صدعوا بالحق في الوقت الذي تواري فيه البعض خوفا أو طمعا ،

الشيخ طيب الذكر احمد الصالح صلوحة حكى لنا ثقاة عارفين بفضله عن موافقه الشجاعة عندما جهر بالحق في وجه المتمردين من ابناء قبيلته وقال لهم إرعووا ،
الوطن اعلى وأغلى والحفاظ عليه أوجب ،
ودفع صلوحة ثمنا غاليا لكلمته تلك روح ابنه وكثير من الارواح بعده ،

صدع صلوحة بالحق دونما ايعاز من اي جهة وخلع ابنه ضابط الجيش المنتدب في صفوف الدعم السريع وقتها بزة الدعم السريع وعاد الى صفوف القوات المسلحة الأم غير آبه بتهديد او وعيد من رفاق الأمس ،

من يُعلي قيمة الوطن ويهتدي في الوقت الصعب محدثا الفرق يستحق الإحترام والإحتفاء والتقدير ، مع العلم بأنه لم يكن له يد في زرع بذرة هذا السرطان في السودان ،

لحق بصلوحة ورهطه من أبناء المسيرية أبناء قبيلة البنى هلبى ، أحفاد محمد إبراهيم دبكة ، الفرسان أبناء الفرسان الذين عندما تبينوا الحق لم يترددوا في اتباعه ، لم يغرهم مال أو سلطان متوهم موعود ، حشد لأجله الطغاة البغاة في محور الشر ملاييين الدولارات ورسموا الخطط ، وأطلقوا الأبواق تسبح بحمده وتبشر بمجده الذي بإذن الله لن يرى النور ،

ولحق بهم أبناء الحوازمة الذين تحدوا و صارعوا إرادة الشر في إبنائهم المتمردين ، وإنتصروا وساروا نحو شهر او يذيد في الطريق من اقصى جنوب كردفان ونواحيها ، ليبلغوا بورتسودان بعد عنت ومشقة ليُفجعوا في احد أعضاء وفدهم الذي لم يقوى جسده على التحمل ففارق الحياة ، نحسبه شهيدا في سبيل الحق ، آتوا الى بورتسودان ليقولوا لجميع اهلهم في السودان ، نحن لم ولن يرضينا ماتقوم به المليشيا ونتبرأ منها وسنقاتل وهو كره لنا ، وإن كان بين صفوفها أبناؤنا ،

تحدث فني التخدير عضو وفد الحوازمة وقلبه ينزف أسى ، ويكاد ينفطر وهو شهود على موت نساء الحوازمة الحوامل امام عينيه لعدم وجود أبسط المعينات الطبية ، وماأكثر هذا المشهد في ربوع كردفان و دارفور وتحديدا في تلك المناطق التي تُوصف بأنها حواضن التمرد ،
هناك يموت الناس بسبب نفس الناس !!!؟؟؟ وبأيدي نفس الناس !! ،

جلست وفود تنسيقيات البني هلبى والحوازمة الى رئيس مجلس السيادة ، مؤكدين رفضهم التام لممارسات المليشيا وإدانتهم الواضحة لأفعالها بحق الإنسان السوداني حيثما كان ، وأعلن البني هلبى عن رفد القوات المسلحة بعشرة آلآف فارس من أبنائهم لتقاتل من تجبر وأعتدى ،
كما اعلن الحوازمة وقفتهم الأكيدة خلف القوات المسلحة مقاتلين ومساندين بشتى السبل ،
وأكدوا أنهم سيسعون جاهدين لقيادة حوار مع أبنائهم في صفوف التمرد ، وصولا لإقناعهم بالإنحياز لخيار أهلهم الذين إختاروا الوطن الواحد السودان ،

أرى أن ماأقدم عليه المسيرية من قبل وتلاهم البني هلبى والحوازمة وماأعلمه من جهود وطنية خالصة يقوم بها بعض أبناء تلك القبائل من المنسوبين لأجهزة الدولة المختلفة
النظامية والمدنية في صمت وصبر يحسدون عليه ، وألم على مايصيبهم من أذى وماينتاشهم من سهام ،

مافعلوه وسيفعلونه خُطوات كبيرة ومهمة من شأنها أن تربك حسابات المليشيا وتفت عضُدها وتهزها أيما اهتزاز ،

خطوات فارقة يجب أن يتبعونها بخطط واضحة لتنفيذ ماعزموا عليه من مساعي وماقطعوه من وعود كفيلة إن هي تحققت ان تسهم الى حد كبير في دحر التمرد والقضاء عليه بشكل نهائي .

حفظ الله البلاد والعباد

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى