مقالات الرأي

عاصم البلال الطيب – قبل الوصول لنيفاشا – بين مطارات بورتسودان والقاهرة وجومو كينياتا

___________________

حق الإخوة

بعد انقطاع عن السفر جوا ، يممت شطرى صوب نيروبى كينيا ، وجهتى فى نيفاشا وتجمع يعنينى مقصدى ، شقيقى الفريق شرطة ياسر البلال الطيب خير من يتبقى لجوارى فى وحشة المنزح ، يلتزم آداب الأخوة ولا يتلاعب فى صلة الرحم ويلتزم قوانينها بذات صرامته المهنية الشرطية ، أعتز شخصيا بسجله الأبيض وفى شخصه احترم البوليس ، اوصلنى وافترقنا وأملى فى لقياه تتجدد وهانحن بالنزوح واللجوء نتفرق ونتقطع ، يموت ابن عمك فتسمع من الأسافير ، يكرمنى سعادة الفريق كما العهد به بالهروع باكرا للإقلال بسيارة حرمه الوحيدة الناجية من منهب الخرطوم ، عقب صلاة صبح السبت مختتم شهر أغسطس من عامنا هذا الرابع والعشرين بعد الألفين ، ابتدأت الرحلة لمطار بورتسودان ، والعهد يطول بيننا وموانئ السفر البعيدة ، قبل نحو عام وقفنا ثلة صحفيين نازحين مطعمين بمقيمين على أعمال تطوير بنى المطار الاحمر المختلفة التحتية ، خليفة مطارتنا الوحيدة بعد نشوب حربنا لأظافرها المتسخة فى الأرواح قبل الأجساد ، طائرا تاركو وبدر يقدان عين الشيطان ، رحلاتهما الجسورة تسهم فى امتصاص مطار العاصمة الإدارية المركزية البديلة لضربات سهام الحرب الهوجاء ، توأم وطنى جدير بالإحترام حقيق بالدعم ، وتستحق إدارة شركة المطارات القابضة ولجنة التطوير العليا تهنئة والميناء الجوى الدولى الوحيد يتقدم من حسن لأحسن إلا من بعض العلات والزلات والتغلب عليها بالإستمرار على ذات النهج والحرص على توظيف طواقم عمل وتسيير احساسها بالوطنية وتعاملها المتحضر مع الرواد ، يفتح الأبواب لنهضة مطارية توطئ لنقلة كبيرة حال انتهاء هذه الحرب التى تتكاثر كروتها الخفية الرابحة لصالح المؤسسة العسكرية ووجود الدولة السودانية ترياقا للدنيا والعالمين من إنهيار أشباحه اياديها لاحقة القريبة والبعيدة .
قابل للتغيير

ولكم سعدت والدعوة المقدمة من الإيقاد لتصميم برنامج إعلامى من صميم قيام وتأسيس المنظمة ، وكما سرنى ان تذكرة وصولها عبر شركة الخطوط المصرية التى تعاود منذ أشهر مضت التحليق فى سماوات مطار بورتسودان وتنظيم عدد من الرحلات الإسبوعية ، ليست المصرية وحدها ، وفى سماء مطار البروت حلقت لمرات الأفريقية ولربما ترتب لعودة أكثر فاعلية ، وللطيران لوجهات متعددة من وإلى مطار بورتسودان الدولى ، رحلتي لكينيا بالخطوط المصرية ولوجهة أفريقية ، رسائلها عميقة ومتعددة ، فيها دعوة لكبريات شركات الطيران لتعاود التحليق فى سماء السودان عبر مطار بورتسودان الآمن وقريبا من موانئ عطبرة الجوية وتليها القضارف ومروى وشركة زادنا تتحفز وتتحضر وتعد لانطلاقة على نار هادئة ، والرحلة إلى نيفاشا من مطارات بورتسودان فالقاهرة وصولا للفخيم جومو كينياتا ، تعزيز لمظاهر العودة للحياة السودانية الطبيعة وضعضيع تئيد لمخازى الحرب الكذوب ، ومن قبل وبعد ، إسهام فى الإبقاء على شرعية وجود دولة سودانية تكشف سوءة الحرب ، انها الأقدر على الحماية والمحافظة على أمن وسلم العالم إن تفطن لأهمية وجودها التاريخى و دعم مؤسساتها القائمة من لدن القرن التاسع عشر للحكم والإدارة ، بلد جماركها من ١٨١٧ م ، و إحاطتها بتعقيد مشهد يتركب ويتعقد مع مرور الأزمان يستحق أن يتعهد بالرعاية والسقيا ، ولايحتمل وجودها إحداث هزات ويقبل التغيير لأجل المواكبة والتطوير.

أسلاف واحفاد

والسفر لكينيا رحلة فى عالم جومو كنياتا المؤسس والقائد الملهم ، ورسائلة تنوء بحملها الأسافير ، Facing mount Kenya، السفر و السيرة الذاتية لكنياتا العظيم وباني كينيا على أسس عاداتها وأعرافها وتقاليدها المتينة ، فلم ينل المستعمر من أصالة المجتمع الكينى وقد أجبره ليكون إضافة لا خصما من عراقة أسلاف جومو ، مسطرها فى سفره التاريخى المدهش والممتع والمفيد وسرده البديع ، قصص السفر دروس مستمرة لشعب كينيا و هى جامعته التى لا غنى لأحد عنها ، هى عبقرية القيادة التى تفضى لتجربة موروثة تثبت عند كل منعطف قدرة على التخطى والتجاوز والتحاور مع الواقع ، لا يترك جومو كينياتا سرا ولا تراثا فى مجتمعه الأول إلا ويورده بلا تزويق وتحريف ، وللسودان حظ ونصيب فى خارطة العراقة الأفريقية ، وإن تورده الحرب عظيم المهالك ، يبقى رمز إنسانى هويته الجامعة والحاوية ، تصعب عليه إختيار لونية بعينها يحددها قطعيا ودستوريا ، ولربما الحرب فرصته المتجددة لكتابة التاريخ والدستور واستعادة كل ما هو بالحرب مضاع وحتى و الدنيا سلم . تتداعى الخواطر والنتف فيض اللحظة وحتى بلوغ غرفة مصر للطيران لتقديم الخدمات الفندقية ، وفقا لساعات الترانسيت للركاب العابرين ، فدخلتها لكن فرحة ما تمت وعلى سائر قولهم جاءت الحزينة تفرح فلم تلق مطرح، لا تبدو الخدمات غير مبذولة للكل ومعنى بها الجزء والمراد الكل ، وهذا ما لا نرضاه لطيران مصر العريق والسمعة البريق ، فإما الإعلان عن خدمة مقتدر عليها او الأمثل ترك العابرة يدبرون امرههم أو تفطينهم بحقوقهم عند تعذر الخدمة فى عالم العابرين فيه الأصل والمقيمين بأى صورة من الصور الفرع ، على أية حال توجهت بالأسئلة لبعض موظفى طيران مصر خارج قاعة الخدمة معرفهم بهويتى ومنهم علمت بالتشدد إزاء الخروج المؤقت خاصة وخشيت المعنى السودانى فى فترة الترانسيت بسبب الحرب وإفرازاتها ربما وربما وهذا على أية حال حق دولة لها تقديرات تحترم ، لم ألتمس العذر لشركة عريقة وكبيرة فى ما يتصل بهذه الخدمة المعلنة للعابرين كتابة ، ولو هى مجرد هدية يلقاها من يلقاها وليست ملزمة فمحسوب اى قصور عليها ، فالشركة نشهد باستحقاقها الآيزو فلذا لا نقبل موطنا لقصور مهما نهضت المبررات ، ومن يريد خدمة معتبرة وهو عابر بهذا الناقل الكبير فعليه بالحجز المدفوع لشركة طيران مصر التى نرجو تطوير هديتها للعابرين المنتظرين ساعات طويلة سدا لباب الإحتجاج ولو ناعم او دون ذلك الكف عن تقديمها شختك بختك ، وعلى قدر الهادى تكون الهدية ، وشهادة فى حق الموظفين لعملهم فوق طاقتهم لإرضاء الكل أو الطبطبة . وليت مطار بورتسودان يبلغ درج مطار القاهرة مستقبلا ارتال العابرين ومقتدرا على تقديم الخدمات المعلنة قانونا و منحة ، يتراص العابرون المتعبون لنيلها هانئين بها . حرصنا على مصر الطيران يدفعنا للإشارة لأهمية مراجعة الهدية و العمل بقسم الخدمات الفندقية لعابرى الطبقة الإيكونمك التى لا اعرف ترجمتها المعنية بيد انى أفهما الدرجة الثالثة ، وكما طمعا فى انعقاد توأمة بأى صورة ودرجة بين مطارى القاهرة والبورت .

الحشرات العابرة

دعوة إيقاد بنيفاشا التى أشد الرحال إليها بعد وضع طويل لعصاه بالنزوح ، لتصميم برنامج يضعه بالتشارك صحفيون وإعلاميون باشراف خبراء لبسط رؤية لينقوافرانكا ، لغة يفهما كل مواطنى وسكان دول منظومة الإيقاد الأعضاء ، لمحاربة الحشرات العابرة للحدود دون احتشاد فى قاعات الترانسيت التى لا تحتاجها حشرات عابرة غير لاوية على شئ ولا يعترض طريقها موظفون بيرقراطيون ، الجراد الصحراوى يبرطع طيرانا عابرا الحدود وغيره أرتال من الآفات المحسوبة جهلا لينة وهينة بينما هى تفتك بالزرع وتجفف الضرع وتنفق الحيوان وتمتد للإنسان المتراخى عن مكافحتها لأسباب تتعدد على رأسها فشل الإدارات والمنظومات الحاكمة وجهل الإنسان فى مناطق الدول الأعضاء بخطورة هذه الآفات بحسبانها مجرد حشرات قابلة للإستهانة ، ولكأن بها تستفيد من جهالة بقدراتها ، منظمة الإيقاد تنبرى الآن بجدية لمكافحة هذه الآفات العابرة بتوجية الدعوات لصحفيين وإعلاميينومن دول أعضاء إيقاد و ربما على دفعات بالتتابع للإتفاق على لغة وسياسة إعلامية مشتركة تضع جدا لتعامل بشر دول المنظمة مع الآفات العابرة بأنها مجرد حشرات ، وتحسبا للجهالة بمخاطرها وخطأ الإتفاق على التوصيف بها للتحقير بينما هى تستحق الإحتفاء والتعظيم والسعى للإستفادة منها وخالقها ما خلق شيئا عبطا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى