بينما يمضي الوقت – السادة الوسطاء – أمل أبو القاسم
_______________
بما ان الولايات المتحدة طلبت مجددا جلسة نقاش وبوساطة مصرية اختير لها القاهرة مكانا، بما انها طلبت مجددا عبر وزير خارجيتها “بلينكن” رغم عودة وفد الحكومة قبيل أيام من جدة وهو خاوي الوفاض حيث لم يتلمس مرونة من الوفد الأمريكى الذي يمثله مبعوثها الخاص لشئون السودان “توم بيرييلو” وهو الذي يحمل رغبة قيادة الدولة وإصرارها على الاشتراطات القديمة المتجددة مضافا إليها عدم دخول مراقبين سيما الذين كانوا طرفا في الحرب وإزكاء نارها.
ليست القيادة فحسب بل حتى الذين يناقشوننا ويسألونا من التواقين للسلام وسبل العودة ممن لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة وتبعاتها يريدونه سلام كريم يحفظ سيادة البلد ويحقق لهم الأمن الكامل، يغلق باب الجنجويد فقد بلغ كرههم في نفوسهم مبلغ ولا اعتقد ان فيهم من يرغب في مشاهدة دعك من معايشة احد منهم.
قلت: بما ان اللقاء السابق لوفد الحكومة برئاسة وزير المعادن “أبو نمو”، فشل بل طلب _ اعنى” أبو نمو” _ وقبيل هبوطه من الطائرة الا يذهب الجيش إلى جنيف ما يعنى ان ثمة تقاطعات حدثت خلال اللقاء، بيد انه وبعد مخرجات اللقاء والتصريح ها هي الولايات المتحدة تجدد الدعوة ووافقت نزولا على رغبة الجيش ان يكون اللقاء في القاهرة الوسيط هذه المرة يشي بأن هناك مستجدات في الأمر.
القاهرة التى وقفت مع السودان في محنته بكلياتها وبتجرد تام، واخلاص ملموس لا يمكن على الأطلاق ان تورط السودان في أمر هي تعلم موقفها منه. نثق ثقة عمياء فيها وهي بخلاف ما قدمت عينيا وماديا لأهل السودان تجهد الآن لوقف الحرب. وربما لثقة حكومتنا وقيادتها فيها لم ترفض لها هذا الطلب. ولرصانتها وصدقها ومكانتها نثق كذلك إنها بشكل أو بآخر ستحدث اختراقا وهي تسعى بين الوسطاء وليس الفرقاء من أجل القضايا الإنسانية في المقام الأول وبالتالي إيقاف الحرب.
اكاد أجزم ان الولايات المتحدة صادقة في رغبتها بإحداث اختراق في ملف السودان لأجل اجندة عدة كيف لا والانتخابات على الأبواب ولابد للقيادة الحالية من تنصيع صفحتها وقد رأت في أزمة السودان ممحاة واداة وغير ذلك الكثير.
لكن عليها والمملكة العربية السعودية وهما تبحثان من أكثر من عام أزمة السودان ان تضعا العقدة التى تحول وتقدمهما في المنشار وهو متاح.
منذ أكثر من عام اي مايو 2023م والوسطاء يحومون في حلقة مفرغة كون القيادة وضعت شروط لاستئناف منبر جدة ورغم بساطتها واحقيتها إلا انهما يحومون حولها دون فعل شيء والدعم السريع ملازمة لكل اجتماعاتهم والتواصل بين ثلاثتهم لم ينقطع البتة ومع ذلك لم يتمكنوا من إقناعها بتنفيذ شروط السودان الأمر الذي يستوجب وضع عشرات الاستفهامات في ماهية الأمر والتماطل في مواجهتها وإقناعها.
السادة الوسطاء أجمعين شروط أهل السودان وقيادتهم واضحة ويستمسكون بها وبلاها ليس هناك ذهاب لجنيف. وعلى ذكر جنيف لما كل هذا الإصرار عليها؟ ولماذا جنيف وليس جدة محل مبتدأ الاتفاق وليته انتقل كليا للقاهرة فهي ملاذنا الآمن، ومكمن راحتنا، ومحل ثقتنا.
السادة الوسطاء الشروط واضحة وليس هناك تزعزع نحوها كررها كل قادة الجيش وايدها شعب السودان (الحر). ومن اراد جنيفا أو غيرها فبوابتها تتفيذ كرامتنا.
كسرة
كتبت هذا المقال قبيل تأجيل الوفد السودانى المفاوض السفر للقاهرة عقب مغادرة المبعوث الأمريكي دون إبداء أسباب.
أولا تظل حيثيات المقال قائمة ونزيد ان القيادة ظلت تثبت دائما حسن نيتها وانفتاحها على اي مبادرة تحفظ وتصون كرامة البلاد، ودونكم استعدادها وتأهب وفدها الحكومي للمغادرة صباح اليوم عند الحادية عشر صباحا قبيل ان يتفاجأ بالتأجيل.
اي كانت أسباب مغادرة الوفد فإن سلوكه يدل على تخبط في الإدارة الأمريكية، وإنها ربما تدار من جهات عدة تتشابك مصالحها في السودان وحربه، وهذا الموقف تحديدا يضعف من مكانتها ودورها كوسيط ظننا فيه خيرا عقب تمسكه بملف التفاوض.
على كل انتم وغيركم من تلهثون خلف هذا الأمر، بينما الجيش ظل يلوح بإنهائه المعركة في الميدان ولا حاجة له في تفاوض وليس بمتعجل لذلك وتظل شروطه ابدا والشعب قائمة دون تزحزح.. ابنوا على ذلك